اختتم التونسيون أسبوع الثقافة المغربية السبت 22 مارس الجاري في العاصمة التونسية بمشاركة موسيقيين ومسرحيين وسينمائيين ونجوم مغاربة في حدث ساهر أحياه جوق التمسماني للطرب الأندلسي صحبة الفنانة إحسان الرميقي والمغنية نجاة عتابو وكريمة الصقلي إلى جانب مجموعة جيل جيلالة حيث قدمت كلها فرصة للزوار للتبادل الثقافي. و في الكلمة التقديمية لكتيب التظاهرة، كتبت ثريا جبران وزيرة الثقافة بالمغرب تقول إن الحدث أتاح فرصا "للقاء والتباحث بين المثقفين وضم المبدعين المغاربة ونظرائهم التونسيين لتقريب وجهات النظر وخلق روابط للعمل المشترك لتحقيق رؤية ثقافية جديدة ومتطورة". وتضمن هذا المعرض مجموعة من اللوحات الفنية لعدد من الفنانين التشكيليين من المغرب على غرار أحلام لمسفر وبوشتى الحياني إلى جانب ورشات لحرفيين في النحاس والخراطة ومعرضا للألبسة التقليدية المغربية على غرار القفطان وصناعتي الحلي والفضيات. وقال محمد الحبيب كمون، الأستاذ الجامعي "لابد من تكثيف هذه اللقاءات المغاربية، سواء مع المغرب أو الجزائر أو ليبيا. ومن خلال زيارتي للمعرض، اكتشفت أن بين المغرب وتونس عديد النقاط المتشابهة وخاصة في مجال الصناعات التقليدية". أما الطالب في السينما معز، فقال "شاهدت فيلم الحلم المغربي لجمال بن مجدوب، وأعتقد أن السينما المغربية تقدمت كثيرا على السينما التونسية وربما يعود ذلك إلى السياسة المغربية المتبعة في مجال النهوض بهذا القطاع". وقال محمد عبد الإلاه بن غازي محافظ المتاحف بالمغرب، لمغاربية "اللقاء كان طيبا وأنا سعيد بالمعرض الذي أقمناه وجمعنا فيه مجموعة من الألبسة من التراث المغربي وكذلك أقمشة تعود إلى القرن 17". واستقطب هذا المعرض عددا كبيرا من الزوار والمثقفين والمسؤولين من تونس ودول عربية أخرى. واعتبرت آمال عبيدة، طالبة الفنون التشكيلية البادرة طيبة وقالت "هذه المرة الأولى التي تحتضن فيها تونس أسبوعا خاصا بالتراث والثقافة المغربية. فقد تعودنا على الأسابيع الغربية أو الخليجية على أقصى حد أما الأسابيع المغاربية فهي قليلة جدا أو صغيرة الحجم". واحتضن الطابق العلوي لرواق البلفيدير، معرض للكتاب ضم العديد من العناوين في شتى مجالات الفكر والعلوم والمعرفة. و خلال كلمة ألقاها بالمناسبة أكد محمد العزيز ابن عاشور، وزير الثقافة التونسي، على أهمية هذه التظاهرة الثقافية التي من شأنها أن تساهم في تعزيز تبادل الخبرات والتجارب الفنية بين البلدين. واحتضن المسرح البلدي بالعاصمة، الجزء الثاني من يوم الافتتاح بسهرة موسيقية تراثية أحياها جوق التمسماني للطرب الأندلسي صحبة الفنانة إحسان الرميقي ومجموعة زمان الوصل المغربية. وقال محمد الأمين الأكرامي رئيس فرقة التمسماني للطرب الأندلسي "أعتقد أن الثقافة هي السبيل الوحيد لتقارب الشعوب ومزيد ربط أواصر الأخوة بين الشعوب المغاربية. فموسيقى المألوف مثلا متواجدة بكل دول المغرب وهذا دليل على أننا في المغرب الكبير نتمتع بتراث موسيقي غني وموحد".