تونس - الصّباح: على امتداد كامل أيام الأسبوع المنقضي عاشت الساحة الثقافية في بلادنا على وقع أنشطة وعروض الأسبوع الثقافي المغربي بتونس الذي حملت مجموع مقترحاته الفنية والفرجوية للجمهور التونسي «ألوانا» من الثقافة المغربية الثرية بإبداعاتها في مختلف مجالات الإبداع. هذه الأيام الثقافية المغربية التي انطلقت فعالياتها بتاريخ الاثنين 17 مارس والتي تختتم مساء هذا اليوم (السبت 22 مارس) بحفل فني لفرقة «سجلماسة» مثلت مناسبة هامة وقف من خلالها الجمهور التونسي على حيوية المشهد الثقافي والابداعي المعاصر في المغرب الشقيق بمختلف تجلياته... فمن معارض للكتاب وللفنون التشكيلية وللصناعات التقليدية الى سهرات فنية غنائية لفنانين مغاربة من أجيال ومدارس مختلفة إلى أشرطة سينمائية وعروض مسرحية. كل هذه «الألوان» والتعبيرات الإبداعية عكست ثراء و«فسيفسائية» المشهد الثقافي في المغرب الشقيق. فلئن عكس - مثلا - معرض الكتاب الذي احتضنه فضاء دار الفنون بالبلفيدير والذي اشتمل إلى جانب عينات من اصدرات وزارة الثقافة المغربية عناوين من أحدث إصدارات كبريات دور النشر المغربية مثل دار «توبقال» وغيرها (شاركت في المعرض أكثر من 15 دار نشر) لئن عكس هذا المعرض حيوية حركة النشر والتأليف وجهود الباحثين والأكاديميين والأدباء والكتّاب في المغرب الأقصى في اثراء المكتبة العربية بعناوين جديدة قيّمة في مختلف مجالات البحث والتأليف والإبداع... فإن مجموع العروض السينمائية والمسرحية التي وقعت برمجتها ضمن أيام هذا الأسبوع الثقافي المغربي بتونس كشفت بدورها - لا فقط - عن خصوصية الحركة المسرحية والسينمائية بالمغرب الأقصى ولكن أيضا عن تعددية خطابها الثقافي والفني... ذلك أن فيلم «يا له من عالم جميل» - مثلا - للمخرج فوزي بنسعيدي الذي شاهده الجمهور بتاريخ الأربعاء الماضي (19 مارس) بقاعة دار الثقافة المغاربية (ابن خلدون) عكس توجّها واقعيا جريئا وشجاعا وراقيا فنيا في السينما المغربية الجديدة... ونفس الملاحظة يمكن أن تنطبق أيضا على شريط «سميرة في الضيعة» للطيف لحْلُو. أما العروض الفنية والغنائية التي اندرجت ضمن مواعيد هذا الأسبوع الثقافي المغربي بتونس فإنها قاربت أن تكون روح هذه التظاهرة المغربية وعنوان بهجتها... فلقد عاش الجمهور التونسي مع سهرات فنية وغنائية ممتعة أمنتها له أسماء لفنانين ومجموعات موسيقية بارزة في الساحة الفنية المغربية... ففضلا عن السهرة الموسيقية التراثية التي قدمتها مجموعة جوق التلمساني في سهرة اليوم الافتتاحي (الاثنين 17 مارس) بمعية الفنانة احسان الرميقي ومجموعة «زمان الوصل» فإن حفل الثنائي لطيفة رأفت وفؤاد الرّبادي - بتاريخ الثلاثاء 18 مارس بالمسرح البلدي - مثل بدوره موعدا طربيا مغربيا أصيلا شدا من خلاله هذين الفنانين المغربيين الشهيرين بمجموعة أغان مغربية جميلة تفاعل معها الجمهور الحاضر بل وردد بعضها مثل أغنية «يا بنت المدينة» الشهيرة. أيضا، مثل حفل الفنان التونسي لطفي بوشناق والفنانة المغربية كريمة الصقلي محطة طربية راقية ضمن المواعيد الغنائية في الأسبوع الثقافي المغربي بتونس... ذلك أن الجمهور الذي حضر بأعداد كبيرة في سهرة يوم الخميس الماضي (20 مارس) إلى المسرح البلدي لمتابعة هذا الحفل الفني وجد نفسه في حضرة ثنائي مغاربي (فنان تونسي وفنانة مغربية) هما من أبرز نجوم الأغنية العربية اليوم في بلدان المغرب العربي وقد أمتعاه بمختارات غنائية شرقية ومغاربية (غنت لاسمهان وللهادي الجويني...) اختار الفنان لطفي بوشناق أن يأخذ الجمهور الحاضر في جولة طربية وانشادية دينية وصوفية وعاطفية. ويكون الموعد هذا المساء مع حفل الاختتام لسهرات وعروض وأنشطة الأسبوع الثقافي المغربي بتونس وذلك من خلال حفل فرقة «سجلماسة» لفن الملحون المغربية وهي المجموعة المختصة في الاعتناء بالموروث الغنائي الشعبي في المغرب الأقصى والمحافظة عليه وترديده.