عاد التوتّر إلى مناطق الحوض المنجمي في جنوبتونس بعدما اتجه في الفترة الماضية إلى التهدئة في أعقاب إطلاق عشرين معتقلاً بينهم أربعة قياديين نقابيين محلّيين. وقال رئيس لجنة التضامن مع سكان الحوض المنجمي الناشط مسعود الرمضاني ل «الحياة» أمس إن قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل (اتحاد العمّال) قرّرت تجميد عضوية عدنان الحاجي في الاتحاد، وهو أحد زعماء حركة التمرّد الاجتماعية الأخيرة، لمدة خمسة أعوام. وقاد الحاجي مع نقابيين آخرين بمشاركة أعداد كبيرة من السكان حركات احتجاج على ارتفاع نسبة البطالة وغياب المشاريع الاستثمارية من المنطقة التي تعتبر من أفقر المحافظات التونسية. وأرسل الرئيس زين العابدين بن علي أربعة وزراء إلى المنطقة، التي اعتبر أهلها أنهم لم ينالوا حظهم من التنمية، لمحاولة إقناعهم برفع الخيام التي نصبوها أمام المباني الحكومية وبخاصة مقرّ محافظة قفصة (400 كيلومتر جنوب غربي تونس)، إلا أنهم اعتبروا أنهم لم يتلقوا سوى وعود. ولجأت السلطات في وقت سابق من الشهر الجاري إلى إرسال تعزيزات من قوات الشرطة ووحدات مكافحة الشغب إلى المدن المنجمية الرئيسية الثلاث الرديّف وأم العرايس والمظيلّة في أعقاب اندلاع تظاهرات وعزلتها عن بقية المدن واعتقلت عشرين عنصراً ممّن اعتبرتهم قادة التمرد. إلاّ أن الوضع هدأ أخيراً بعد إطلاق المعتقلين وانسحاب التعزيزات الأمنية جزئياً من المنطقة. غير أن مصادر نقابية أكدت ل «الحياة» أن الأجواء ما زالت متوترة بسبب تأخير تنفيذ الوعود، وأشارت إلى معاودة الأهالي إقامة الخيام التي نُزعت. واستدلت المصادر بانتقال سكان تونسيين في المناطق الحدودية المتاخمة للجزائر إلى قرى جزائرية للإقامة فيها بعدما أكدوا يأسهم من تحسين أوضاعهم المعيشية في بلدهم.