تعيش السيدة، بن مراد سالمة البالغة من العمر 58 سنة، ظروفا اجتماعية مزرية بمدينة أريس بولاية باتنة، فهي مصابة بداء السكري وضغط الدم، مما تسبب في بتر يدها سنة 2006 وأصبحت تعيش بلا عائل بعد أن طلقها زوجها. مأساة السيدة بن مراد سالمة أو كما يسميها سكان أريس ''سليمة تونسية''، تتمثل في أنها تعيش في كوخ لا تتوفر فيه أدنى شروط الحياة وهذا بالقرب من مزبلة، وهي عاجزة اليوم صحيا ولا تقوى على الحركة ولولا المحسنين لما استطاعت البقاء على قيد الحياة فهم الذين يشترون لها الدواء ويعيلونها ويتفقدونها عند اشتداد المرض. قصة السيدة سالمة تعود إلى سنة 1975 أين تعرفت على زوجها بمدينة سوسةالتونسية، وتنقلا إلى بغداد، وبعد الحرب العراقية-الإيرانية عادا إلى أرض الوطن واستقرا بمدينة أريس، حيث كانت تعمل كمنظفة بمستشفى أريس بصفة مؤقتة إلى أن أصيبت بورم في سنة 2005، فقرر الأطباء بتر يدها، وسافرت إلى بلدها تونس، حيث أجرت العملية الجراحية في سنة 2006 بعد أن تكفلت أمها بمصاريف العلاج، وبعد عودتها قرر زوجها تطليقها تاركا إياها في مفترق الطرق. وأمام هذا الوضع اختارت كوخا لتقيم به في ظروف اجتماعية مزرية وسط القمامات مما أثر على حالتها الصحية. وما عمق من مأساتها هو عدم حصولها على الجنسية الجزائرية رغم تقديمها لملف التجنس إلى مجلس قضاء باتنة بتاريخ 4 أفريل 1999 للحصول على التقاعد أو منحة المعوقين لتكمل ما تبقى لها من أيام في الجزائر كجزائرية، إلا أنها لم تتلق أي رد إلى يومنا هذا.