يبدأ الرئيس الفرنسي الاثنين زيارة رسمية إلى تونس تستمر 48 ساعة ستخصص بصورة رئيسية للبحث في تطوير العلاقة الوثيقة القائمة بين فرنسا ومحميتها السابقة وسيتطرق خلالها حتما إلى مسألة حقوق الإنسان بدون أن يدعها تعكر زيارته. وبعدما زار ساركوزي المغرب والجزائر العام الماضي، يكمل الاثنين زياراته لدول المغرب العربي بزيارة تونس حيث يصل برفقة زوجته كارلا بروني للقاء نظيره زين العابدين بن علي. وكان قد توقف بشكل خاطف في تونس والجزائر في يوليو/تموز 2007 في أعقاب انتخابه. وفي وقت تستعد فيه فرنسا لتولي رئاسة الاتحاد الأوروبي في يوليو/تموز، ستكون الشراكة الجديدة التي يروج لها ساركوزي بين أوروبا ودول جنوب حوض المتوسط في إطار مشروع الاتحاد من أجل المتوسط في قلب هذه الزيارة. وسيلقي ساركوزي خطابه الأهم في هذه الزيارة الأربعاء أمام طلاب المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا في العاصمة التونسية. وإن كان شركاء فرنسا الأوروبيون لم ينضموا إلى مشروع ساركوزي إلا بعد إدخال تعديلات كبرى عليه، فإن تونس أيدت المبادرة على الفور. وذكرت الصحافة أن بن علي يطمح لمنصب الأمين العام لهذا الاتحاد الذي يتوقع أن يطلق وسط مراسم احتفالية خلال قمة تعقد في باريس في 13 يوليو/ تموز. وعلى صعيد العلاقات الثنائية، ذكر في باريس أن زيارة ساركوزي ستشكل مناسبة جديدة لتوقيع العديد من الاتفاقات تأكيدا للعلاقات المميزة والوطيدة التي تقيمها فرنسا مع تونس. وفي خط الدبلوماسية التي تتبعها باريس منذ سنة، ستعرض على تونس إمكانية الحصول على التكنولوجيا النووية المدنية بموجب اتفاق-إطار للتعاون شبيه بالاتفاقات التي وقعت بالأحرف الأولى مع طرابلس والرباط والجزائر، يتيح إمكانية تسليم تونس مفاعلا نوويا أو أكثر في غضون 15 إلى 20 عاما. وعلى خط مساعيه السابقة، يأمل ساركوزي الذي يصطحب في زيارته ثلاثين من أصحاب الشركات الفرنسية، في الحصول على عقود تعزز موقع فرنسا في طليعة شركاء تونس الاقتصاديين. وذكر مرة أخرى أن مسألة انتهاكات حقوق الإنسان في تونس ستعكر مرة أخرى زيارة ساركوزي. وغالبا ما تتهم السلطات التونسية في التقارير الدولية بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وقد منعت هذا الأسبوع بعثة من الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان من دخول الأراضي التونسية معتبرة أن الاتحاد يبدي انحيازا منهجيا ضد تونس.