في حديث مطول لإذاعة فرنسا الدولية ( القسم الانجليزي )، صرّح البارحة الدكتور منصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، بأن دعم الرئيس الفرنسي ساركوزي إبان زيارته الأخيرة لتونس، أثلج صدر النظام، لكنه أثار استياء عميقا عند الشعب التونسي . وقال المرزوقي أن على مناضلي حقوق الإنسان والديمقراطين العرب والأفارقة على حد السواء قبول الحقيقة المريرة، وهي وجود حلف ستراتيجي متين بين الاستعمار الجديد الذي تمثله حكومات الدول الغربية وخاصة التي يسيطر عليها اليمين ، والاستبداد الذي تعاني منه بلداننا. فالاستعمار الجديد لا يهدف كما كان الأمر في الماضي إلا لفتح الأسواق، ومن ثمة أهمية بيع طائرات الارباص، بجانب تحقيق الانتصار على ما يسمى الحرب ضد الارهاب ووقف الهجرة السرية. وقال المرزوقي أن هكذا حلف لا يواجه بالاحتجاج الطوباوي وأن علينا بناء حلف مضاد أولا بين الحركات الديمقراطية في الجنوب ثم بينها وبين المجتمعات الغربية. وهذه المجتمعات هي التي يجب ان نواجهها بالسؤال الضخم : كيف تسمحون لمن تنتخبوهم باسم الديمقراطية أن يدعموا الاستبداد في بلداننا وما الذي ستفعلونه لوقف هذا التعدي على حقوقنا المشروعة في الحرية من قبل حكوماتكم . وقال إن القضية المطروحة تتعلق بالديمقراطية الغربية نفسها ومدى صلابتها وجديتها ومصداقيتها ،فأي ديمقراطية هذه التي يتوقف بها أصحابها عند حدودهم ولا يتورعون خارجها عن دعم أشرس وأكثر الدكتاتوريات العربية فسادا كالديكتاتورية التونسية . وفي سؤال عما كان ينتظره من ساركوزي، ردّ المرزوقي أنه في الواقع لم يكن يأمل الشيء الكثير ، لكن أن يقول ساركوزي أن حقوق الإنسان تتحسن في تونس وهي تتدهور سنة بعد سنة فهذا هو العجب العجاب. وعن مشروع الوحدة المتوسطية قال المرزوقي أنه كلام فارغ لأن الوحدة لا تكون إلا بين انظمة ديمقراطية وهذا شرطها الأساسي وحجر الزاوية فيها ، فالوحدة الأوروبية لم تتم إلا لما اختفت كل الدكتاتوريات الأوروبية حيث لا يعقل قيام وحدة بين دكتاتوريات وديمقراطيات . والوحدة المتوسطية التي لسنا ضدها لن تقوم لها قائمة إلا يوم تصبح كل بلدان جنوب البحر هي أيضا ديمقراطية . لكن كيف سيحصل شيء كهذا وساركوزي وأمثاله يواصلون دعم الدكتاتورية .