تخيّم على احتفالات العمّال في بلادنا بالعيد العالمي للعمال أجواء من الاحتقان والقلق المتنامي في ظل أوضاع اجتماعية واقتصاديّة تزداد تدهورا وسوءا وتتفاقم انعكاساتها المأسوية على عموم شعبنا، في وقت تصرّ فيه السلطة على نهج التفرّد بكل قضايا البلاد وتمعن في التّنكّر لكل الحقائق والأرقام المفزعة وتواصل التغنّي " بمعجزتها الاقتصادية " وتستجدي الشهادات الأجنبيّة المشبوهة . ولم تفلح هذه السّلطة من خلال " خياراتها " الاقتصاديّة اللاشعبيّة ونهجها الأمني المتكلّس واعتمادها على الحلول التّرقيعيّة الظّرفيّة التي تؤجّل الأزمات ولا تحلّها .. لم تفلح هذه السّلطة إلاّ في تعميق مظاهر الأزمة المتفاقمة ، وتزايد أعداد المؤسّسات المفلسة وطرد عمّالها ، وانتشار أشكال التّشغيل الهشّة ، وازدهار الاتّجار باليد العاملة عن طريق شركات المناولة ، وتفاقم معضلة البطالة في البلاد لاسيّما في أوساط حاملي الشهائد الجامعيّة ، وتفشّي مظاهر الفساد والرّشوة والمحسوبيّة ، والعجز المتزايد للقدرة الشّرائيّة لأبناء شعبنا أمام غلاء المعيشة والارتفاع الجنوني للأسعار مقابل جمود الأجور ... إنّنا في اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان إذ نحيّي الشّغّالين في عيدهم العالمي في مثل هذه الظروف القاسية التي تحيط بهم وبكلّ البلاد فإنّنا ننبّه مجدّدا إلى ما يلي : 1- إنّ التّردّي المتسارع للوضع الاقتصادي والاجتماعي يتطلّب من كلّ القوى الفاعلة في بلادنا أحزابا ومنظّمات وشخصيّات وطنيّة الانتباه لخطورة تلك الأوضاع وآثارها القاسية على أبناء شعبنا 2- إن الاتّحاد العام التونسي للشغل مدعوّ اليوم أكثر من أي وقت مضى لتحمّل مسؤوليّاته الوطنيّة تجاه ما آلت إليه أوضاع العمّال وتجاه الحراك الذي تشهده بعض مناطق البلاد لاسيّما في منطقة الحوض المنجمي في قفصة .. حتّى لا تبقى هذه المنظّمة الوطنيّة مجرّد شاهد زور في " مفاوضات اجتماعيّة " تريدها السّلطة شكليّة تمرّر من خلالها خياراتها اللاشعبيّة .. 3- إنّ المدخل الحقيقيّ لمعالجة أوضاع البلاد الاجتماعيّة هو إقرار الحقوق الأساسيّة للمواطنين والمواطنات ومنها حريّة التعبير والتنظيم والاجتماع وممارسة النشاط النقابي والكفّ عن تجريم ممارسة هذه الحقوق . وفي هذا السّياق لا يفوت لجنتنا الجهويّة لحركة 18 أكتوبر بالقيروان أن تحيّي الأخوين رشيد خشانة ( رئيس تحرير جريد الموقف ) ومنجي اللّوز ( مدير تحريرها ) بعد دخولهما في إضراب مفتوح عن الطّعام دفاعا عن استمرار جريدة الموقف لسان الحزب الديمقراطي التقدمي وعن حرية التعبير في تونس .. ونؤكّد أنّ هذا الإضراب بقدر ما يشرّف القائمين به فإنّه يمثّل إدانة لسلطة تضطرّ مواطنيها لهذه الأشكال القاسية من أجل الحدود الدّنيا من حقوق يفترض أنّها مضمونة في كلّ شرائع السّماء وقوانين الأرض . اللجنة الجهوية لحركة 18 أكتوبر بالقيروان المنسّق : محمود قويعة __________________________________________________