أكتب ما تشاء لكن عليك أولا أن تترك الانشاء وتهمل الاملاء وتحذف الحروف والأفعال والأسماء تلك الأمور كلها تدعوك للمخاطرة فربما تذكر مفعولا به ويظهر النصب على آخره بفتحة ظاهرة أو فتحة مقدرة وعندها سيغضب الناصب والمنصوب الشاعر أحمد مطر الجار والمجرور لطالما طرح على هذا السؤال ... لماذا يتبع المجرور الجار ...؟ منذ أن كنت أجلس في مقعد صغير ... بمدرسة صغيرة ... بحي صغير ... بمدينة صغيرة ... تعلمت أن المجرور يتبع الجار كبرت قليلا ... وجلست في مقعد كبير ... بمعهد كبير ... بمدينة كبيرة ...والمجرور ما زال يتبع الجار نبت الشعر في لحيتي ... وانتقلت الى كلية الآداب بمنوبة ... وسؤال الجار والمجرور ما زال يتبعني ... أو لعله كبر معي كنت أسأل صديقي ... وكان أخضرا يشوبه احمرار... هل يمكن للمجرور أن ينفصل عن الجار ... ؟ كان يضحك ... ويريد أن يجيب ... وقبل أن ينبس بكلمة ... كنت أن أستحلفه بأن لا يدخل الديالكتيك في الموضوع ... فيكتفي بالقول بوجود علاقة جدلية بين الجار والجرور الأسئلة اللعينة لم تفارقني ... هل يستطيع المجرور أن يفك الأغلال ... ويتحرر من الجار ...؟ الاجابة دائما واحدة ... المجرور يتبع الجار لماذا هذا الارتهان الأزلي ... ألا يوجد تفسير لهذه العلاقة الغريبة...؟ علماء الفيزياء قالوا ... باختلال التوازن بين القوتين...؟ الحكماء قالوا قديما ... الشعوب على دين ملوكها...؟ أحفاد لينين قالوا ... السر في امتلاك وسائل الانتاج ...؟ المؤمنون قالوا ... كما تكونوا يولى عليكم ...؟ ابن خلدون قال ... المغلوب يتبع الغالب بشروط هذا الأخير ... ؟ هل العلاقة اذن حتمية ... بين الجار والمجرور ...؟ هل السبب في قوة الجار ... أم في ضعف المجرور ...؟ هل الجار يجر المجرور رغما عنه ... أم المجرور يتبع الجار بارادته ...؟ هل المسألة أصبحت نفسية ... الجار تعود على الجر ... والمجرور تعود على التبعية ...؟ منذ كنا صغارا ... تعلمنا أن المجرور يبقى دائما مجرورا ... والجار يبقى دائما جارا ... هكذا تعلمنا كبرنا ... وقيل لنا المجرور يمكن أن يتعدد ... والجار لا يتعدد المسالة ازدادت تعقيدا ... كيف يمكن لجار واحد أن يجر سوادا عظيما من المجرورين...؟ ماذا لو فرضنا جدلا ... أن المجرور قرر أن لا يتبع الجار ... ماذا سيحدث......؟ ولكن لم نسمع أبدا في أوطاننا ... أن المجرور أصبح جارا ... والجار أصبح مجرورا فعلا سؤال محير ... ربما يحتاج الأمر الى اعادة تفكير ... أو تشكيل لجان ... فاللجان أصبحت خبزنا اليومي ...؟ الفاعل والمفعول به ضرب زيد عمرا ... قلت زيد فاعل وعمرا مفعول به ... قال المعلم أحسنت ماذا لو قال المعلم... أعطى زيد عمرا ... حتما سنسأله ... ماذا أعطاه ...؟ واذا لم يجب حتما سنحتج وحده الضرب لا نسأل عنه ... ولا نحتج عليه...؟ الألف في المدرسة عصا ... وفي المعهد هراوة ...وفي الجامعة ... ليختر كل منكم الاجابة...؟ ضرب عمر زيدا ... قلت زيدا فاعل وعمرمفعول به ... قال المعلم أخطأت المعلم على حق ... لقد تبادل عمر وزيد الأدوار ... أصبح عمر فاعلا وزيد مفعول به المشكلة اذن في المراكز ... وليست في الأسماء ...؟ قواعد الشكل الحكام مولعون بالنصب ورجال الأمن مولعون بالكسر وأصحاب الكروش مولعون بالضم والشعوب ممنوعة من الصرف رقصة الأحرف لست أدري لماذا أكتب ... لعلي أواسي جراح الأحرف في جملة راعفة... ؟ ستظل الفجيعة تسلمني الى فجيعة أعنف ... وأخشى على قلمي من عربدة الأحداث ... من فسقها المتلاحق آه أمة الضاد ... مجرد " خطأ في الرسم " تنماع صلابته أمام رغبة الحكام ... وتجيش له الجيوش آه أمة الضاد ... ما زلنا نجترح أخطاء الهمزة ... ولم نكتشف بعد حدود القاعدة الضبطية آه أمة الضاد ... ما أكثر أخطاء الاملاء العربي ... فالمملي يرطن عربية مكسورة الأرداف ... والسامع ما عاد يطيق صرامة أبي الأسود الدؤلي آه أمة الضاد ... أعلم أن حروفنا مغلولة بأي لغة سنكتب ... اذا كان المملي أشقرا ...؟ الهمزة في جميع الأحوال تكتب على العصا ... سبقها كسر أو ضم أو نصب ... عصا تشدخ رأس من خالف القاعدة الاملائية العجمية فتشت في دواليبنا ... لم أجد سوى قريط جميل ... توارثناه من جيل لجيل كل أسلحتنا يا سادتي ... قصائد مدح ...واذا غزينا ... رددنا بقصائد هجاء ... ما أبلغ أمة داحس والغبراء سيوفنا أحرف ... صدأت ... لم تصقل منذ قرون شكرا للوافد ... فقد بسط لنا قواعد الكتابة داخل البيت العربي شكرا مكررا ... لقد توحدت اللهجات ... على لغة البيت الأبيض المتوسط حاتم جدنا ... واكرام الضيف عزنا ... مباحة أحرفنا ... مباحة نساؤنا ... أقحاح نحن ... له نصف الأحرف ... والنصف الآخر لمن يطلبه طلب راقصات يطفئن غضب الكلمات ... لا ضير فنحن أحفاد حاتم ... وبنات الكنانة يتقن رقصة الأحرف كافور عصرنا سيمده بآلاف الحسان ... فلينكح ما طاب له مثنى وثلاث وسداس ... ليس عليه حرج ما دام من غير العربان ... فحقوق الضيف محفوظة ... والدفعة الثانية من الغلمان معذرة يا سادتي على عري الأحرف العربية ... معذرة على تبرج الكلمات ... لا مكان للخفر اللحظة ... فنحن لم نعد نعرف للكلام عورة فلنتم الرقص ... الأحرف تهز الأرداف "على وحدا ونص "والكلمات تناجي رثاء الأجاد ... فمن لنا بهند آكلة الأكباد...؟