هل أصبح للإدارة عندنا لغة غير لغة الضاد، لها نحو غير النحو، وصرف غير الصرف، وشكل غير الشكل، وإعراب غير الاعراب. لا قاموس لها سوى المسؤول في ما ينطق ويقول وما على العون إلا التقيد بهذا المرجع، ولا يرجع الى السطر ولا يقلب الصفحة، إلا بإمرة آمره، من باب طاعة العون لرئيسه ومن باب كذلك «إن قال المسؤول فصدّقوه فالقول ما قال المسؤول» حاضر سيدي، أما بعد. مراسلات بطاقات، برقيات يافطات لافتات معلقات إدارية مسكونة بهاجس الخطإ اللغوي البدائي الفادح، ترى فيها الأخطاء تغازل الأخطاء غزلا فاحشا مريبا، والصواب قد أضاع صوابه من المصيبة. أخطاء إدارية تدور دواوير رملية في صحراء اللغة وتحجب الرؤيا عن طريق العودة الي صواب اللسان والزمان والمكان، هل أصبحت لغتنا في عطلة إدارية؟ أم هي مريضة مرضا مزمنا إذا عنّ لها الحضور خانتها المفاصل عن الوقوف مستقيمة حتى أننا لا نراها إلا وهي عرجاء. أم أن المسؤول الإداري يبقى دائما هو الفاعل في النحو الاداري ينصب أو يجرّ أو يرفع على هواه المفعول به وينصب المبتدأ ويرفع الخبر أو يجزم المضاف ويكسر المضاف إليه باسم سيبويه ولاعليه، ويكفن ابن منظور في أي مشور ويصلي عليه صلاة الجنازة ويتلو الفاتحة بالادارية الفصحى، رزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان فتحنا في كل إدارة مكتبا للعلاقة مع المواطن ونجحنا فهل نفتح في كل إدارة مكتبا للعلاقة مع اللغة خاصة إذا كانت جملها فعلية لا اسمية.