كشفت مصادر إعلامية ليبية، أن المتهم الرئيس في قضية مقتل الصحفي الليبي ضيف الغزال، وهو أحد قادة اللجان الثورية، حاول شنق نسفه داخل زنزانته عدة مرات، وتأتي هذه الأنباء وسط حديث حكومي، عن اعتذار قدمه "مراسلون بلا حدود" لنقابة الصحافيين الليبيين. وأكدت أنباء واردة من العاصمة الليبية طرابلس، أن القيادي البارز في حركة اللجان الثورية بمدينة بنغازي (شرق ليبيا) "محمود بوحنيك"، والذي اعتقل في منتصف العام الماضي، على خلفية اتهامه باختطاف ومقتل الصحفي الليبي ضيف الغزال، في 31 أيار (مايو) 2005، قد حاول شنق نفسه أكثر من ثلاث مرات، إلا أنه لم ينجح في ذلك. وبحسب مصادر مطلعة، نقلت عنها صحيفة /ليبيا اليوم/ الإلكترونية، فإن "بوحنيك تعرض لتعذيب شديد أثناء التحقيقات، ويعيش حاليا ظروفا نفسية صعبة للغاية، قد تقوده لاضطرابات عقلية،، مما دعا بقبيلته، وهي قبيلة الفواتير المشهورة، إلى التحرك بمطالبتها الجهات الرسمية، سرعة تقديم ابنها لمحاكمة عادلة لإظهار الحقيقة. وذكرت المصادر أن عائلة "بوحنيك" تقدمت بمذكرات لعدة جهات، لم تكشف عنها، تطالب فيها إما سرعة إطلاق سراح ابنها إذا لم يثبت تورطه في الجريمة، أو تقديمه للمحاكمة العادلة، بعد عام على احتجازه رهن التحقيق في القضية. ويقول نشطاء في حقوق الإنسان، لوكالة "قدس برس"، إن الشخص الذي كان برفقة الغزال، ليلة الجريمة، ويدعى "محمد المرغني"، هو الآخر في السجن منذ عدة شهور، وقد انقطعت أخباره كليا، ويخشى أن يكون قد تمت تصفيته داخل السجن، أو أنه فقد عقله من شدة التعذيب. وتجيء هذه الأنباء، في وقت تحدثت مصادر إعلامية عن قيام أمين عام نقابة الصحفيين الليبيين "عاشور التليسي"، بزيارة الأسبوع الماضي إلى مقر "منظمة مراسلون بلا حدود" في باريس، التقى خلالها أمين عام المنظمة "روبرت مينارد"، للتباحث معه، حول ما صدر عن هذه المنظمة كما ذكر "التليسي"، إلى موقع /جليانة/ الإلكتروني، "من تصريحات وبيانات غير منصفة بحق الصحافة الليبية" . وأضاف التليسي إلى الموقع المذكور، أنه تم "استعرض هذه المواضيع بشكل إيجابي، وتم طرح عدة ملفات عالقة وشائكة، بقدر كبير من الصراحة والشفافية". وبحسب رواية نقيب الصحافيين، فإن رئيس "مراسلون بلا حدود" قدم "اعتذاره" عن البيانات الصادرة عن هذه المنظمة، بسبب ما وصفها بأنها "تنقصها الدقة في معظمها، وغياب مصدر المعلومات الموثوق به، سواء من السلطات الليبية، أو من جانب نقابة الصحافيين". يذكر أن نقابة الصحافيين في ليبيا، تتعرض لانتقادات عدة من قبل منظمات وصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان، كان آخرها ما أصدرته منظمة التضامن قي تقرير بمناسبة مرور عام على مقتل الغزال، قالت فيه: "إن أهم ما يمكن ملاحظته خلال الحقبة الحالية، أن ما تسمى اليوم برابطة الصحافيين الليبيين (النقابة) تحولت إلى أداة من أدوات النظام، فهي لا تملك حق إصدار بيان تشجب فيه تأخير البث في قضية قتل ضيف الغزال، أو حتى السؤال عن قاتله، أو إصدار بيان في ذكرى مقتله، كما أنها لا تملك أي استقلالية في اتخاذ قرارها، وغالبا ما تتلقى توجيهات عملها من جهات حكومية عليا"، على حد تعبير المنظمة.