مرّة أخرى يثبت البوليس التونسي عداءه لحرّية الإعلام وحقّ المواطن في معرفة أخبار بلاده، فصبيحة الجمعة 13 جوان 2008، أقدم المدعو محمد اليوسفي رئيس فرقة الإرشاد بمنطقة الأمن بقفصة، صحبة مجموعة من أعوانه، على منع الفاهم بوكدّوس مراسل قناة الحوار التونسي ومجموعة أخرى من نشطاء المجتمع المدني بالجهة من الاقتراب من المحكمة الابتدائية بقفصة التي تجري فيها محاكمة مجموعة من شباب المتلوي المُحالين على خلفية الاحتجاجات الشعبية في الحوض المنجمي دفاعا عن حقّ الشغل والتنمية العادلة، ولقد تمّ هذا المنع بغلظة فاضحة وبلغة سوقيّة هابطة احتوت جملة من التهديدات. ولم يكتف هذا المسؤول الأمني بذلك بل عمد إلى تعنيف الفاهم بوكدوس وتوجيه جملة من الإهانات له على مرأى ومسمع مئات المواطنين في تصرّف جبان وفالت العقال يعكس انفلاتا صريحا ودوسا على كلّ النواميس والقوانين، ولقد جاء كلّ ذلك على خلفية نجاح المُستهدف وقناة الحوار التونسي في كسر الطوق الأمني المضروب على انتفاضة المنجميين وتقديم تغطية حصرية لوقائع الأمور من احتجاجات ونضالات وقمع وتنكيل. وكان اليوسفي قد عمد في اليوم السابق أي الخميس 12 جوان إلى سبّ وشتم زوجة المُستهدف السيدة عفاف بالناصر منسق اللّجنة الجهوية للدفاع عن أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل بقفصة والتهديد بالاعتداء عليها عندما كانت رفقة العشرات من المواطنين والنُشطاء تهمّ بحضور الجزء الأول من محاكمة جملة من شباب المتلوي. إنّ هذه السلوكات وإن كانت تُمثل أسلوبا قارّا في إدارة جميع مناحي الحياة في بلادنا فإنها تعكس أيضا جنوحا شخصيا لليوسفي في التنكيل بالنُشطاء في الجهة، خاصة وقد أثبتت إيقافات أفريل التي مسّت بعض قادة الحركة الاحتجاجية بالرديف، مدى إيغال هذا الشخص في الاعتداء والتنكيل والتعذيب، ممّا يجعل من محاسبته أمرا ضروريا وعاجلا خاصة أن حياة ضحاياه أصبحت فاقدة للسلامة والأمن ومُهدّدة بشتّى الأخطار والخروقات، وإنّ مواصلة إفلاته من العقاب سيُؤدي إلى تعاظم هذه الممارسات البدائية، ويُشرّع لشتّى أنواع التجاوزات التي تتطلّب من جميع القوى الحيّة إدانتها والوقوف ضدّها بكلّ صرامة. الفاهم بوكدّوس مراسل قناة الحوار التونسي