غابت ألوان السعودية وتونس عن واجهة محلات بيع التذكارات والأعلام في المدن الألمانية عقب خروج المنتخبين العربيين بخفي حنين من نهائيات كأس العالم 2006 المقامة حالياً في المانيا, وأقتسم أصحاب المتاجر في مدينة ميونخ الخسارة مع السعودية وتونس بعدما أصبحت التذكارات المخصصة للمنتخبين بضاعة كاسدة لا تجد رواجاً وسط أنصار البطولة العالمية التي عرفت أربع هزائم اقتسمهما "الصقور الخضر" و "نسور قرطاج" بالتساوي دون أن يربح أحدهما نقطة بخلاف ما كسباه بالتعادل الذي انتهت عليه مباراتهما في ستاد ارينا في ميونخ قبل نحو اسبوعين. ولم يتمكن المنتخب السعودي من الوفاء بعهده ومسح الصورة الباهتة التي كان عليها في مونديال 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية وعاد مجدداً ليلطخ تاريخ كرة القدم السعودية بالمزيد من الهزائم والعروض الباهتة, وأعاد الى الأذهان ما حدث في المونديال السابق عندما تلقت شباكه 12 هدفاً في ثلاث مباريات, ما أصاب أنصار المنتخب السعودي حينها بخيبة الأمل قبل أن يعلن مسؤولو اتحاد كرة القدم السعودي أن الوضع تحت السيطرة وأن منتخبهم سيغير جلده ويرجع الى المونديال في 2006 بهيئة تشابه ظهور المنتخب اللافت في مونديال 1994 في اميركا يوم بلغ "الأخضر" الدور الثاني من النهائيات بعروض لافتة. وزاد من حنق أنصار المنتخب السعودي أن لاعبي الفريق والمسؤولين عنه استقبلوا الخسارة أمام المنتخب الاسباني في كايزر سلاوترن برحابة صدر معتبرين أن المنتخب ظهر بمستوى جيد بدليل أنه غادر الملعب وفي شباكه هدف واحد !. وأعتبر متابعون كثر لمباريات السعودية في النهائيات أن منتخبها لم يكن مؤهلاً لخوض النهائيات بداعي عدم الاستعداد الجيد وخوض مباريات ضعيفة انتهى بعضها بفوز سامي الجابر ورفاقة بنتيجة 15- صفر, فضلاً عن اختيار مدرب لا يمتلك من القدرات والخبرة ما يكفي لقيادة منتخب دولي في نهائيات كأس العالم, وهو ما حذر منه صحافيون سعوديون عندما أقال الاتحاد السعودي لكرة القدم الأرجنتيني غابرييل كالديرون وتعاقد مع مدرب الهلال البرازيلي كارلوس باكيتا. وأنتقد المتابعون لمباريات السعودية الثلاث أداء لاعبي الخبرة من أمثال سامي الجابر ونواف التمياط ومحمد نور الذين لم ينقذوا منتخب بلادهم من الخسارتين أمام اوكرانيا واسبانيا بعدما ظهر التثاقل وغياب الروح عن مجهوداتهم في المباراتين, ما جعل "الأخضر" يظهر وكأنه لا يمتلك نجوماً في صفوفه وقاد اللاعبين الشبان الى فقد الثقة في أنفسهم. وبات كارلوس باكيتا مسؤلاً عن الخسارة بدرجة أكبر بعدما فشل في علاج الضعف الذي يعانيه المنتخب السعودي في خط الدفاع, ما كلف الفريق ولوج أربعة أهداف في البطولة بتسديدات رأسية تسبب فيها عدم قدرة متوسطي خط الدفاع رضا تكر وحمد المنتشري على أداء الدور المناط بهما. ولم يكن المنتخب التونسي بأفضل حال من نظيره السعودي بعدما فشل للمرة الثالثة في تحقيق فوز خلال نهائيات كأس العالم يحفظ للكرة التونسية ماء الوجه ويبرهن قوة الكرة العربية التي نالت كأس افريقيا في مناسبتين متواليتين في العامين 2004 و 2006. وأكتفى أنصار المنتخب التونسي بالتغني بالفوز الوحيد الذي حققه نجوم السبعينات على حساب المكسيك في العام 1978 في الأرجنتين, دون أن يفلح الجعايدي ورفاقه في إعادة البسمة الى الشعب التونسي, خصوصاً أن منتخبهم خاض 9 مباريات منذ مونديال 1998 في فرنسا وفشل في العبور الى الدور الثاني وأكتفى بحصد نقطة واحدة في كل مشاركة عالمية. ويبدو أن المدرب الفرنسي روجيه لوميير بالغ في عناده غير مرة خلال مباريات تونس الثلاث في مونديال المانيا وتسبب في تعادل منتخبه أمام السعودية وخسارته أمام اسبانيا بداعي تغييراته خلال المباراتين وعدم قدرته على تقييم الفريق المنافس ومعرفة عناصر القوة والضعف في صفوفه, فضلاً عن أنه لم يفلح في تهيئة لاعبيه نفسياً قبل مباراة السعودية التي ظهر فيها لاعبو المنتخب التونسي في حال ارتباك واضحة كادت أن تكلف الفريق خسارة موجعة أمام المنافس العربي في المجموعة. ولم يعرف العرب عاراً في نهائيات كأس العالم السابقة بحجم الذي جلبه المنتخبان السعودي والتونسي وهما اللذان حملا لواء الكرة العربية في البطولتين الأخيرتين ولعبا 12 مباراة شهدت هزائم نكرا وعروضاً باهتة لا توازي تفوقهما الدائم في التصفيات الاسيوية والافريقية المؤهلة الى نهائيات كأس العالم. ويرى متابعون أن جهازي الرياضة في البلدين لا يمتلكان من ثقافة البطولات العالمية ما يمكنهما من التعامل مع المناسبة بطريقة توازي أهمية المشاركة في نهائيات كأس العالم وتقديم عروض جيدة تبرهن أحقية البلدين في تمثيل قارتيهما على حساب المنتخبات الأخرى, ويؤكد هؤلاء أن مسؤولي الرياضة في السعودية وتونس بحاجة الى الاعتراف بالعجز بعدما فشل الاتحادين في تحقيق تطور يوازي تأهل منتخبيهما الى النهائيات أربع مرات وهو مالم يتحقق لمنتخبات برهنت حضوراً لافتاً في مونديال المانيا كالاكوادور واوكرانيا وغانا !.