دخلت الحكومة التونسية حالة من الاستنفار الأعلى، على خلفية ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية، وتصاعد أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق.. ففي خطوة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من عقدين من الزمن، جمع رئيس الوزراء التونسي، محمد الغنوشي، زعماء المنظمات الاجتماعية في تونس (منظمة الأعراف واتحاد العمال ومنظمة الزراعيين)، حيث شرح لهم تداعيات الوضع الاقتصادي الدولي على موازنة الحكومة، وكشف لهم حقيقة الوضع المحلي الراهن والتحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد.. وفي مرحلة ثانية، التقى رئيس الوزراء مع مديري الصحف ورؤساء التحرير في تونس، في أول اجتماع من نوعه مع وسائل الإعلام المحلية.. وقدم الغنوشي صورة عن الوضع الاقتصادي الوطني، والصعوبات التي تواجهه بسبب التطور الخطير لأسعار البترول والحبوب في العالم.. وتطرق إلى سياسة الحكومة في مجال الأسعار والخطوات التي تم اتخاذها لتحسين القدرة الشرائية للمواطنين، مستعرضا أولويات الحكومة خلال المرحلة المقبلة، خصوصا فيما يتعلق بقضايا تشغيل حاملي الشهادات العليا، والضغط على المديونية التي تقلصت حسب قوله إلى حدود 45 في المائة بعد أن تجاوزت الستين بالمائة في وقت سابق.. ويرى مراقبون، أن هذه الاجتماعات غير المسبوقة بين رئيس الوزراء التونسي والفاعلين الاجتماعيين والإعلام في البلاد، يعكس حدّة الأوضاع المقبلة عليها البلاد خصوصا من الناحية الاقتصادية والمالية.. وتأتي هذه المبادرة التي قامت بها رئاسة الوزراء في الآونة الأخيرة، ضمن مسعى من الحكومة لتشريك جميع الأطراف في تحمل أعباء المرحلة القادمة، والتفكير بشكل جماعي في كيفية الخروج من الصعوبات المتوقعة، خصوصا في ضوء اختلال الموازنة العامة للدولة بسبب تصاعد أسعار النفط والمواد الغذائية في السوق العالمية، وتنامي عدد العاطلين عن العمل، بما يفترض الحفاظ على تماسك الجبهة الوطنية الداخلية، تحسبا لتحديات وصعوبات المرحلة القادمة...