تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من حرب 1948 إلى اليوم: دماء الشعبين التونسي والفلسطيني تسيل على خط واحد

قبل نحو خمس سنوات التقيت "عم محمد" وهو شيخ في أواسط عقده السابع، تطوع للقتال في فلسطين خلال حرب 48، التقيته في بيته الكائن بضاحية الكرم وحدثني عن تلك الفترة قائلا "لقد ذهبنا إلى فلسطين حفاة عراة، وقطعنا مسافات طويلة على أقدامنا دون أن يؤثر فينا الجوع والعطش والإرهاق لأننا متشوقون لقتال العصابات الصهيونية."
وتحدث "عم محمد" بحب كبير عن فلسطين وعن تونس التي ترزح وقتها تحت وطأة الاستعمار. تحدث بكلام بسيط لكنه ينفذ مباشرة إلى القلب ويهز المشاعر.
الكلام ذاته والمشاعر ذاتها صدرت عن الشهيد عمران المقدمي بعد نحو أربعين سنة من حرب 1948... حدثني أحد الذين التقوا الشهيد عمران المقدمي قبل استشهاده بفترة وجيزة قال: "كانت الساعة تشير إلى الثامنة ليلا (أواخر 1987) حين طرق عمران باب بيت صغير في ضاحية "ركن الدين" في العاصمة السورية دمشق ثم دخل ليقضي بعض الوقت مع مجموعة من الطلبة التونسيين... ليلتها ضحك عمران طويلا... وغنى كثيرا... وتحدث كثيرا عن حبه لتونس ولفلسطين التي يردد دائما أنها قضية العرب المركزية... كان حديث عمران بسيطا ومفهوما لكنه قادر على تحريك أصلب المشاعر... كان مثل حديث العشاق... وعمران كان عاشقا لتونس ولفلسطين..."
من حرب 1948 إلى بداية التسعينات أجيال من التونسيين شاركت في القتال ضمن مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية، ضد الكيان الصهيوني وأبلت البلاء الحسن وقادت عمليات عسكرية نوعية ألحقت خسائر فادحة بالمصالح الصهيونية... في أواسط السبعينات، وفي اجتياح بيروت 1982 وفي الانتفاضة الأولى والثانية وفي جنوب لبنان سال الدم التونسي من أجل فلسطين.
المقاتلون الفلسطينيون، والمقاتلون العرب يشيدون دائما بشجاعة التونسيين في مختلف المعارك التي خاضوها ضد العدو الصهيوني... وتتضمن عديد الكتب والروايات والوثائق شهادات حول هذا الموضوع.
من هنا نفهم لماذا كل هذا الافتخار والاعتزاز بعودة جثامين الشهداء الذين أفرج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله والكيان الصهيوني.
إنهم أبطال يستحقون كل الإجلال والتقدير. ويأمل الجميع أن تعود جثامينهم إلى تونس وأن تستقبل استقبال الأبطال.
عمليات بطولية ضد العدو الصهيوني كان أبطالها تونسيون
نعرض فيما يلي تفاصيل بعض العمليات البطولية ضد العدو الصهيوني شارك فيها وقاد بعضها شباب تونسيون ألحقوا خلالها خسائر فادحة بالعدو وتوصف هذه العمليات بالعمليات النوعية في تاريخ المقاومة الفلسطينية.
عملية (شهداء قبية)
جاءت تفاصيل عملية قبية في البيان العسكري رقم 4 للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين –القيادة العامة- كالتالي:
صرح ناطق عسكري باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة بما يلي:
لاحقاً لبياناتنا السابقة حول العمل البطولي الذي قامت به تشكيلة الشهيد الطيار الملازم الأول ( أبوعمار أدهم ) باقتحامها معسكر قيادة المنطقة الشمالية للجيش الصهيوني في فلسطين ضمن عملية ( شهداء قبية ) فإننا نوضح الآتي :
1 أكد الطيارون العائدون بسلام أن التشكيل قد وصل إلى أرض المعركة في الوقت المحدد، وحسب الخطة المعدة من قيادة الجبهة الشعبية القيادة العامة فهبط في عدة أمكنة تحيط بالمعسكر.
2 انقسم التشكيل الطيار إلى مجموعتين، مجموعة حماية أخذت أماكنها حول المعسكر، ومجموعة اقتحام. وقد تم كل ذلك على الوجه الأكمل.
3 في الوقت المحدد، بدأ الاقتحام وبدأت مجموعة الحماية برمي المعسكر بالقنابل، على المهاجع والخيم، وقد صعق ضباط وجنود المعسكر من المفاجأة .
4 لم يستطع العدو أن يتبادل النيران مع المجموعة قبل / 15/ دقيقة من بدايتها، حيث كان التدمير قد لحق بأكثر من مكان في معسكر القيادة الصهيوني، وعدد الجثث بين قتيل وجريح قد ملأ أرض المعسكر وبواباته.
5 دامت المعركة / تسعين دقيقة في محيط المعسكر وبواباته، واستشهد خلالها الرفيق الشهيد البطل خالد محمد أكر
6 استقدم العدو نجدات من خارج المعسكر، وغطت سماء المعركة الطائرات المروحية وقذائف الإنارة .
عاد مقاتلونا إلى طائراتهم وبدأوا بالإقلاع، وفي طريق العودة فوق مرتفعات (حلتا) في الجنوب اللبناني أصيبت طائرة الرفيق الطيار البطل (ميلود بن الناجح نومة) فاضطر للهبوط وفي صباح اليوم التالي (الخميس) اشتبك مع قوات التمشيط الصهيونية المجوقلة فأوقع عددا من الإصابات بين قتيل وجريح قبل أن يستشهد .
7 أفاد رفاقنا الذين تمكنوا من العودة بسلام، أنه كان بالإمكان إلحاق المئات من الخسائر في صفوف المدنيين في مستوطنات.
(الخالصة وكفار جلعادي وكفار يوفال) لكن التقيد بالتعليمات بمهاجمة الموقع العسكري منعهم من ذلك خاصة أن المستعمرات كانت تحت سيطرتهم التامة بالنيران من الجو.
نتائج العملية :
أولاً : خسائر العدو
1 قتل وجرح / 35 / عسكرياً صهيونياً بينهم ضباط وضباط صف عرف منهم:
الملازم الأول : ميرنون نيني من مستوطنة أفي مايل .
الملازم أول : يعقوب تسغي فاير من مستوطنة حولون .
الرقيب أول : دانييل ميلر من مستوطنة عنانا .
العريف : غالي شمائيل من القدس .
العريف : منيف حازون من مستوطنة بتاح تكفا .
العريف : بن ياميين باكثر مان من مستوطنة حولون .
2 تدمير ثلاثة مهاجع وحرق / 5 / خيم .
3 تدمير وإعطاب أكثر من ست آليات مختلفة.
ثانياً : خسائرنا :
1 استشهاد :
الرفيق الطيار البطل خالد محمد أكر .
الرفيق الطيار البطل ميلود بن الناجح نومة .
2 فقدان طائرتين .
المجد والخلود لشهداء أمتنا العربية على طريق تحرير الأرض والإنسان
عملية معالوت (ترشيحا) الثانية قادها الشهيد الملازم أول عبد القادر المولوي الجندوبي
بناء على الأوامر الصادرة من قيادة قوات الداخل قامت إحدى مجموعات الجبهة الديمقراطية العاملة داخل الأرض المحتلة في الساعة الرابعة والنصف من صباح يوم 13/1/1979 بالسيطرة على أحد المباني التابعة للاستخبارات العسكرية «الإسرائيلية» في ترشيحا، وتمكنت الوحدة من احتجاز 230 رهينة من أفراد العدو، تم تجميعهم في الطابق الثاني من المبنى، وبعد السيطرة على المكان بادر قائد الوحدة الملازم أول محمد علي بإطلاق سراح أحد الرهائن، محملاً إياه رسالة إلى القيادة «الإسرائيلية»، ورسالة إلى السفير الفرنسي وأخرى إلى السفير الروماني في «اسرائيل»، وأربعة رسائل إلى أهالي الرهائن.
وتعهد قائد الوحدة الملازم أول محمد في رسالته بالمحافظة على سلامة الرهائن، مقابل إطلاق عشرة من المناضلين الفلسطينيين المعتقلين منذ سنوات طويلة في السجون «الإسرائيلية»، وطالب قائد الوحدة أهالي الرهائن بمنع القوات «الإسرائيلية» من الاقتراب من المكان حفظاً لسلامة أبنائهم، وحدد كلاً من سفير فرنسا ورومانيا كوسطاء لانجاز عملية تبادل الرهائن والأسرى.
كما وزع قائد الوحدة بياناً على الرهائن يوضح مهمة وحدته، والشروط التي تطلبها لتنفيذ عملية التبادل هذه.
إلا أن قيادة العدو الصهيوني، بدلاً من الاستجابة للمطالب المحددة، بدأت في الساعة السادسة صباحاً بحشد قواتها حول المبنى، وقامت بمحاولات لاقتحامه إلا أن الوحدة تمكنت من صد الهجوم وقتلت ستة من أفراد القوات المهاجمة، كما أصيب ثلاثة من الرهائن بنيران القوات «الإسرائيلية»، وقتلت رهينة أخرى أثناء محاولتها القفز من الطابق الثاني.
وجه بعدها قائد الوحدة بواسطة مكبر للصوت، وباللغة العبرية إنذارا للقيادة «الإسرائيلية»، محملاً إياها المسؤولية، ومؤكداً تلغيم المكان، إلا أن القيادة «الإسرائيلية» وكعادتها تماماً كما فعلت في معالوت ذاتها في 15 ماي 1974، قامت في 9.30 صباحاً بالهجوم على المبنى مستخدمة طائرات الهيلوكبتر، وبعد مقاومة باسلة للهجوم من قبل الوحدة الفدائية فجر أبطال العملية، الملازم أول محمد علي، والمساعد مناضل، والمساعد أبو عجاج، المبنى محملين القيادة «الإسرائيلية» المسؤولية الكاملة عن الخسائر التي لحقت بالرهائن.
وسقط الشهداء الثلاثة:
الشهيد أحمد علي حبايب (مناضل) فلسطين يافا/ بيت دجن، مواليد الزرقاء 1960.
الشهيد عبد القادر المولوي الجندوبي (محمد علي) تونس 1955.
أحمد محمد غريب (عجاج) فلسطين صفد، مواليد مخيم حماة 1955
*عملية الشهيد خليل الوزير (جبل الشيخ مستعمرة دان( 29/4/1988:
في نهاية عام 1987 اندلعت الانتفاضة المباركة وفى مطلع عام 1988 بادرت قوات الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لفرز قوة خاصة من خيرة كادرها ومقاتليها تحت اسم قوة إسناد ودعم الانتفاضة بمهمة محددة تنفيذ عمليات ضد قوات المحتل بكافة السبل المتاحة وتجهيزها لاحقاً للدخول إلى الأرض المحتلة. وقد نفذت العديد من العمليات في جنوب لبنان وعلى حدود الوطن ومحاولات عديدة جرت لإدخال السلاح لأرض الوطن. وكان من أهم هذه العمليات عملية القائد الشهيد أبو جهاد الوزير نفذها أبطال وحدة شهداء بيتنا نابلس. بين مستعمرة دان وشيراشوف في إصبع الجليل وقتل فيها العقيد شموئيل اديف وأحد قصاصين الأثر وأربعة من جنود الاحتلال .
استهدفت هذه العملية مستعمرة دان القائمة أقصى شمال هضبة الجولان في زاوية الحدود الفلسطينية اللبنانية السورية حيث اقتحمت المجموعة الفدائية موقعا عسكريا في قلب المستعمرة ودار اشتباك عنيف قتل خلاله العشرات من أفراد العدو، واستشهد الرفيق الملازم قائد الدورية حمد جودة أبو زرد ابن نابلس جبل النار .
والمساعد عمران كيلانى مقدمي ابن تونس الخضراء العربية:
الشهيد محمد أحمد جودة فلسطين/ نابلس، 1962.
الشهيد نضال حسن أبوخميس فلسطين الناصرة/ المجيدل، مواليد مخيم اليرموك 1969.
عملية شهداء دولة فلسطين (5/3/1991):
مع توقف حرب الخليج الثانية عام 1991، وفي ظل تفاعلات ما بعد الحرب. وفي خضم تلك الأجواء، انطلقت مجموعة فدائية من الجبهة الديمقراطية في 5/3/1991 لتؤكد استمرارية سياسة الجبهة بضرورة تصعيد المواجهة ضد المشاريع الأميركية «الإسرائيلية» في المنطقة، وبتعزيز وتطوير الانتفاضة الفلسطينية الباسلة، إلى جانب استمرار الكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال «الإسرائيلي».
قامت مجموعة من وحدة شهداء الانتفاضة بالإغارة على موقع متقدم للجيش «الإسرائيلي» على طريق باسيل في القطاع الغربي من جنوب لبنان حيث ترابط قوة معادية تقدر بفصيلة مغززة برادار ميدان محمول، استطاعت المجموعة المقاتلة من تنفيذ إغارتها وبنجاح مساء يوم الثلاثاء الواقع في 5/3/1991، مستخدمة أسلحتها الرشاشة والمضادة للدروع، فأوقعت كافة أفراد الموقع بين قتيل وجريح، ودمرت تجهيزاته وآلياته العسكرية في الموقع.
وعلى إثر النجاح الكبير الذي حققته المجموعة الفدائية ونتيجة لحجم الخسائر التي أوقعتها في الموقع، استقدم الجيش «الإسرائيلي» تعزيزات إضافية إلى المنطقة تقدر بفصيلة آلية محاولا تقديم النجدة لقواته وساعيا إلى تطويق المجموعة الفدائية.
واستطاعت المجموعة من اختراق الحصار، وفي طريق عودتها إلى قاعدتها، اشتبكت مع قوة مشتركة إسرائيلية لحدية قرب بلدة شيحين في منطقة الصالحاني، واستمر القتال البطولي حتى الساعة الرابعة بعد الظهر، واستخدم الجيش «الإسرائيلي» الدبابات والرشاشات تساندها الطائرات. واستشهد خمسة فدائيين.
الشهيد مصطفى الماجري تونس، مواليد 1961.
الشهيد إحسان يوسف الجمال فلسطين الرملة، مواليد عمان 1971.
الشهيد محمد خالد إسماعيل محمد فلسطين الحولة/ صفد، مواليد مخيم اليرموك 1973.
الشهيد يونس محمد حسين فلسطين القدس، مواليد عمان 1967.
الشهيد المعتصم بالله محمد سعيد الطيب فلسطين عكا/ الكابري، مواليد مخيم اليرموك 1973.
وصية الشهيد ميلود بن الناجح
"اخترت الشهادة رفعة لشأن إرادة المواجهة"
ننشر فيما يلي وصية الشهيد ميلود بن ناجح قبل أن يتوجه إلى مواجهة الأعداء وقد اختار أن يوجهها إلى "الشعب التونسي العظيم وإلى أبناء شعبنا في المغرب العربي".
الشهيد قال في وصيته " لقد اخترت الشهادة رفعة لشأن وطني ورفعة لشأن إرادة المواجهة، وأنا موقن بأن هذا الاختيار هو الرد العملي على دعاة نهج الانحراف والاستسلام في الساحتين الفلسطينية والعربية، هو الرد على كل الذين يعملون لتعميم كامب ديفيد تحقيقاً لأهداف الإمبريالية والصهيونية وعملائهما".
وفيما يلي النص الكامل للوصية:
إلى شعب تونس العظيم
إلى أبناء شعبنا في المغرب العربي
نحن في تونس، في مغرب الأمة العربية، نحن جزء من هذه الأرض الطاهرة الممتدة من المحيط إلى الخليج، ونحن نفخر بأن أبطالا منا سقطوا في ساحة المواجهة ضد الاستعماريين الفرنسيين الذين حاولوا القضاء على تاريخنا ولغتنا ومعتقداتنا لقد تعلمنا من آبائنا وأجدادنا أن تحقيق الانتصار على القوى الظالمة والباغية لا يمكن أن يكون إلا بلغة النضال والكفاح المسلح .
لقد حاول المستعمرون وأدواتهم في تونس الخضراء تشويه ثقافتنا الوطنية والسياسية، حاولوا أن نكون بعيدين عن الهموم الكبيرة التي حلت بأشقائنا في الشرق العربي وخاصة ما تعرض له أبناء شعبنا في فلسطين من كوارث ومآس على أيدي عصابات الغدر الصهيونية وبمساعدة الاستعمار الغربي، لكنهم لم ينجحوا في ذلك وباءت تلك المحاولات بالفشل الذريع وخاصة بعد ثورة المليون شهيد في الجزائر وبعد الأثر المنقطع النظير الذي مثله جمال عبد الناصر وهو يواجه الصهاينة وفرنسا وبريطانيا وأمريكا .
إن فلسطين هي مهبط الأديان، وهي أرض عربية، جزء من الأمة العربية. لقد عاث فيها الصهاينة فسادا وشردوا أهلها وارتكبوا فيها المجزرة تلو الأخرى...
لقد عزمت وأنا تونسي، عربي، مقاتل في صفوف الثورة الفلسطينية، في صفوف الجبهة الشعبية – القيادة العامة، على تأكيد أن هم أخوتنا في مشرق الأمة هو همنا جميعا في مغربها وأن وحدة التاريخ واللغة والمعتقد والدم هي وحدة متكاملة، وأن محاربة الصهاينة واجب قومي لا يفوقه أي واجب آخر، وأن الطريق الوحيد للتعبير عن هذا الفهم هو مواجهة العدو والاشتباك المباشر معه ثم الشهادة تحقيقا لقوله تعالى : "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون".
لقد اخترت الشهادة رفعة لشأن وطني ورفعة لشأن إرادة المواجهة، وأنا موقن بأن هذا الاختيار هو الرد العملي على دعاة نهج الانحراف والاستسلام في الساحتين الفلسطينية والعربية، هو الرد على كل الذين يعملون لتعميم كامب ديفيد تحقيقاً لأهداف الإمبريالية والصهيونية وعملائهما.
وأنا في طريقي إلى فلسطين تغمرني عواطف صادقة وغزيرة، عواطف كلها شوق لأهلي في تونس، لوالدي ووالدتي ولأخوتي وأخواتي، لكل الأقارب والأصدقاء، لكن هذه العواطف تزداد قداسة وتعمقاً في الذات لأنها تتمازج مع أسمى ما يمكن أن يحيا في الضمير من مشاعر الفخر برفع راية الكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني .
وتحية لشعبي في تونس، وفي المغرب، مني ومن رفاقي في الدورية:
العربي السوري والعربيين الفلسطينيين الذين اختاروا كما اخترت طريق الشهادة تحقيقاً للنصر.
حتى تحرير الأرض والإنسان
غارة حمام الشط
عندما يختلط الدم الفلسطيني بالدم التونسي
يوم 01 أكتوبر 1985 شنت طائرات صهيونية غارة عنيفة على مقر الرئيس ياسر عرفات في ضاحية حمام الشط.. سميت بعملية "الساق الخشبية".
وأسفرت هذه الغارة الوحشية عن مذبحة حقيقية سقط خلالها نحو 60 شهيدا بين فلسطيني وتونسي إلى جانب أكثر من 100 جريح.. وتم تدمير مقر الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وفي مدينة حمام الشط ترقد اليوم جثامين شهداء فلسطين من فلسطينيين وتونسيين وهكذا "عادت دماء الشعبين التونسي والفلسطيني لتسيل في خط واحد هو خط الانتماء لأمة واحدة وقضية واحدة ومصير واحد مشترك... فأهل تونس قدموا تضحيات كثيرة لفلسطين منذ النكبة (1948) والنكسة (1967) مرورا بانخراط الشباب التونسي المؤمن بالقضية والقضايا المصيرية في فصائل العمل الوطني الفلسطيني في الأردن ولبنان حيث كانت تدور معارك الدفاع عن القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني..." كما كتب أحد الفلسطينيين.
شهداء تونسيين في حرب 1948
خلال حرب 1948 تطوع عدد من التونسيين للمشاركة إلى جانب المتطوعين العرب لقتال العصابات الصهيونية وقد سافر عدد من هؤلاء انطلاقا من ليبيا ثم مصر... هناك من لم يستطع الوصول إلى ساحة المعركة وهناك من شارك في هذه الحرب واستشهد فيها.
ولا تتوفر أرقام حول عدد التونسيين الذين شاركوا أو استشهدوا في هذه الحرب... غير أن عديد البحوث والدراسات أشارت بوضوح إلى مشاركة عديد التونسيين وإلى من استشهدوا.
من ضمن هذه الدراسات، دراسة صدرت بمناسبة الذكرى الستين للاحتلال الصهيوني لفلسطين تحمل عنوان "الاقتلاع والتهجير... نكبة فلسطين" جاء فيها:
"عدد الشهداء في فلسطين (فلسطينيين وعرب): استشهاد 13.050 فلسطيني وألف و161 مصري (منهم 971 ضابط وجندي والباقي متطوعون) و562 أردني (منهم 362 ضابط وجندي والباقي متطوعون) و511 سوري و399 عراقي و161 لبناني و173 سعودي إضافة 21 يمنيا و15 ليبيا و12 تونسيا وجزائريا ومغربيا وإصابة الآلاف بجراح
جثمان شهيد آخر من ولاية القصرين ضمن جثامين الشهداء التونسيين
إلى جانب الشهداء الثمانية الذين أعلن عن وصول جثامينهم إلى لبنان في إطار صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله والكيان الصهيوني... قالت مصادر في المكتب الإعلامي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن شهيدا آخر هو الشهيد محمد المقداد الخليفي (من ولاية القصرين) قد تم التعرف على جثمانه ضمن جثامين الشهداء. والشهيد محمد مقداد الخليفي استشهد سنة 1991
من أجل الكشف عن مصير جثامين شهداء آخرين
إلى جانب جثامين الشهداء الثمانية الذين تم تسليمهم إلى حزب الله ثمة جثامين عدد آخر من الشهداء مازالوا في" مقبرة الأرقام " في الكيان الصهيوني و من ضمنهم:
الشهيد محمد نذير أحمد الدويري (يوسف التونسي)
تاريخ الولادة 1952 / تونس العاصمة
تاريخ العملية والاستشهاد 30/11/1980
اسم العملية عملية قتالية
الشهيد عبد القادر المولوي الجندوبي
تاريخ العملية والاستشهاد 13/1/1979
اسم العملية عملية معالوت الثانية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.