في إطار مواكبة الأحداث الوطنية والعربية والتشاور المستمر بين مناضلي المؤتمر من أجل الجمهورية فإننا نتوجه إلى الرأي العام الوطني : 1- بهذا التحذير الهام المتعلق بتصاعد وتيرة القمع وتوسع رقعته وتنوع أساليبه لضرب المعارضة وإخماد كل الأصوات الحرة الرافضة لاستبداد النظام والمطالبة حتى بلقمة العيش الكريم. إن الاعتداءات الجسدية المتكررة على رجال تونس ونسائها وآخرها تلك التي تعرض لها الأستاذ عبد الوهاب معطر في محكمة بنزرت وكريمته الأستاذة فدوى معطر، وبعد تلك التي تعرض لها الأستاذ عبد الرؤوف العيادي، ما هو إلا تواصل لداء القمع المزمن ضد الأفراد والجماعات والذي برزت حلقاته الأخيرة في وحشية التعامل مع أهلنا في قفصة والرديف، ومن قبل في عودة التعذيب بقوة داخل مراكز الأمن والسجون التونسية. هذا المسلسل المتصاعد من إرهاب الدولة مؤهل للتفاقم خلال سنة 2009 بعد أن أصبح الهاجس الوحيد للرئيس الحالي هو الانتصاب زعيما مدى الحياة ولنظامه هو الاستمرار في الحكم بكل الوسائل عكس كل الإدعاءات الديمقراطية التي يطلقها في مؤتمراته ووسائل إعلامه. إن المؤتمر من أجل الجمهورية يدعو كل الأطراف السياسية إلى تحمل مسؤولياتها في ضرورة وقف الهجمة الشرسة على المجتمع وإرادة إذلاله وتطويعه وإسكاته، كما يناشد مجددا المناضلين داخل كل الأحزاب والجمعيات إلى الوقوف صفا واحدا في وجه نظام متوتر لوقف الهجمة الترويعية عبر كل وسائل المقاومة المدنية بعد أن اتضح منذ عشرين سنة عقم خطاب المناشدة والتودد وباءت جميع محاولات الإصلاح المحترمة للخطوط الحمراء ولمقدسات الدكتاتورية بالفشل الذريع. 2- يذكر المؤتمر من أجل الجمهورية أن النظام الحالي أقحم بلادنا أخيرا في تجمع إقليمي هو الاتحاد من أجل المتوسط. وإذ نؤكد أننا لسنا مبدئيا ضد الانخراط في أي تجمع إقليمي فإننا نعتبر أن الأولوية الكبرى هي لبناء الديمقراطية ثم لتكتلات مغاربية وعربية، تقيمها شعوب حرة سيدة لقرارها، وتستطيع في مرحلة ثانية الدخول مع باقي شعوب المتوسط والعالم في علاقات تعاون وسلام. 3- يدين بشدة الانقلاب العسكري في موريتانيا، والذي أطاح برئيس شرعي انتخب ديمقراطيا كما شهد بذلك كل المراقبين ومنهم رئيس الحزب والأستاذ عبد الوهاب معطر في إطار المهمة التي أوكلت لهما من قبل اللجنة العربية لحقوق الإنسان. إن خطورة هذا الانقلاب تتمثل في إعطاء حفنة من الأشخاص لنفسهم الحق بإلغاء قرار حرّ من شعب بأكمله هو المخول الوحيد لإزاحة رئيسه عبر آلية الانتخاب. هذا الانقلاب هو نكسة أخرى للديمقراطية المتعثرة في منطقتنا المنكوبة بالاستبداد وتكريس متواصل للدكتاتورية، لكن خسارة معركة لا يعني أبدا خسارة الحرب وسيبقى نضال شعوب الأمة مستمرا حتى اجتثاث هذا الورم الخبيث الذي اختفى من أغلب دول العالم طال الزمان أو قصر. عن المؤتمر من أجل الجمهورية د. منصف المرزوقي