معذرة أخي خالد: في غمرة آخر السنة يضيق الوقت وتكثر الحاجات وينشغل الإنسان وفي زمرة الحياة الباريسية يتشاغل المرء عن أشياء مهمة.. وإنني في هذا المقام أعتذر للأخ الدكتور خالد الطراولي عن عدم مسارعتي بنصرته على الأقلام المرتزقة الجبانة التي تتخفى وراء الأسماء النكرة وإرسالها إلى بعض المواقع.. والعيب كل العيب ليس على هذه الأقلام التي تصطاد في المياه العكرة والنفوس المريضة مثل منير السهيلي وغيره ولكن العيب والاحتجاج تجاه الأخ مرسل الكبيسي و بعض المنابر التي حسبنا أن سهامها توجهها إلى النظام وأعوانه بدل أن تنهش في أعراض إخوتنا وتطاول حرمات البيوت وأسرارها.. وهذا نص مساندة الأخ خالد الطراولي الذي أعرفه جيدا دخلت بيته ورأيت السعادة والاحترام التي تغمر هذا البيت.. أسرة متماسكة.. وأبوان متفنيان في رعاية الأبناء.. رأيت حسن تربيته لأبنائه وحسن المعاشرة وطيب الخلق ومدى الاحترام المتبادل بينه وبين أهله.. رأيت نجاح أبنائه في دراستهم.. ورأيت زوجة باشة طيبة على خلق رفيع تتفانى في خدمة زوجها وضيوفه.. ورأيت رجلا مثقفا يذود بقلمه عن حمى وطنه.. رجل نذر وقته للقراءة والكتابة والانشغال بهموم وطنه.. رجل متواضع ومحترم لنفسه وللآخرين.. والكمال لله ومن منا لا يخلو من العيوب ولهذا يأتي النقد البناء الحكيم الخالص لوجه الله لكي يقوّم الأخطاء ويصوّب الأمور ويضرب الرأي بالرأي ليبين وجه الصواب.. وإن كنت من المحبين للأخ خالد الطراولي فهذا لا يمنع من نقده في برنامجه السياسي وطالما تحدثنا واختلفنا في مواضيع الحياة والسياسة ولكن هذا الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية.. فأنا واحد من الذين يقدرون قيمة النقد ويحيون الأقلام الشجاعة التي تنير لنا الدروب وتبين لنا الغث من السمين.. فخير الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر.. ولا خير فيكم إذا لم تقولوها ولا خير فينا إذا لم نسمعها.. ورأيك صواب يحتمل الخطأ ورأيي خطأ يحتمل الصواب.. ولكن عملية النقد لها أعرافها وتقاليدها في تقويم كل مجهود إنساني قابل للخطأ والصواب فكل يؤخذ منه ويرد منه إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم كما يقول الإمام مالك. ومن ينقد هو يريد البناء ومن يريد البناء أقل ما ينتظر منه هو أن نعرف من هو ؟ وماذا يريد ؟ وما غايته من النقد ؟ وأن يكون شجاعا وأقل شيء في الشجاعة أن يمضي الناقد مقاله باسمه الحقيقي ولا يغرس رأسه في الرمل مثل النعامة من خلال الإمضاء بأسماء مستعارة... الأخ مرسل الكسيبي اتق الله.. كنت من المتابعين لنشرة تونس نيوز التي أحييها وأثمن مجهودات أصحابها.. ونسأل الله أن يبارك في وقتهم وصحتهم وكنت من المتابعين لمقالات الأخ مرسل الكسيبي ورغم كثرة خصومه فإنني كنت أحييه على صموده وعلى مقالاته المتواصلة وقلمه الشجاع وحبه لوطنه والذود عنه بالكلمة والمقال والمتابعة.. ولطالما عانى الأخ مرسل الكسيبي من ردود الأقلام النكرة عليه... و يوم صار للأخ مرسل منبر إعلامي باركت هذا المنبر بيني وبين نفسي وقلت الحمد لله فقد اتسع الخرق على النظام.. وازداد لنا مولود جديد اسمه "الوسط" بعد مراسلات 18 أكتوبر... ولكن للأسف تطالعنا نشرية 18 أكتوبر برسالة نكرة لرجل نكرة ولقلم نكرة ولقلب أسود حقود كالكوز مجخيا... رجل نكرة جبان يختفي وراء اسم مستعار.. منير السهيلي.. يكتب رسالة كانت كلها حقد وكراهية ولم تنظر إلى مزايا الأخ خالد بل ركزت سمومها على عرضه وبيته وهذا مما تشمئز منه الرجولة وترفضه المروءة.. مما يدل على أن هذا المنير السهيلي يعرف الأخ خالد معرفة جيدة وزاره في بيته فقد وصف لنا مشاهد من حياة خالد لا يعرفها إلا المقربون. وهذا إن دل فإنما يدل على سفالة هذا المنير السهيلي ونرجو أن يسامحنا منير السهيلي إن كان شخصية حقيقية فقد استعملها رجل نكرة ليغطي بها عورة جبنه وقلة مروءته وظلمة نفسه وسوء أدبه حيث لم يحترم حرمات البيوت.. وأنا الذي استغرب له لماذا جاءت هذه الرسالة العقيمة بعد صدور كتاب الأخ الطراولي؟ والعجب ليس في هذا الحاقد على الأخ خالد الطراولي الذي صحبته في العمل في "رؤى" و"أجيال" و"مرايا" ورغم أن لكل واحد منا رأيه ورؤيته تجاه القضية التونسية... فإنني احترم في خالد تربيته لأبنائه وعلاقته الطيبة مع أهله واحترم فيه قلمه ووقته الذي يقضيه في تناول القضية التونسية.. يصهر الليالي مبشرا بمقال أو قصة أو تحليل أو طرفة أو قراءة أو تهنئة.. أخي مرسل ما تقوله لا يقبله عقل ولا منطق ورب عذر أقبح من ذنب من حيث أن نشرك لمقال منير السهيلي كان من أجل تنبيه الأخ خالد الطراولي إلى الأقلام الحاقدة التي تتربص به.. وأنك تحت إصرار منير السهيلي وكثرة مراسلاته لمنبر الوسط ونشرية 18 أكتوبر قمت بنشر المقال.. أخي إنني أحتج على هذا الأسلوب في رؤية الأشياء وتقديمها للقارئ الكريم وخاصة أنني من المتابعين لما تكتب وما تصدر.. وأرجو منك وبكل شجاعة أن تعترف بأنك أخطأت في حق أخيك خالد الطراولي.. و نصيحتي لك هي أن لا تفتح منبرك للأقلام النكرة.. بل لا بد أن تتحرى في معرفة من تنشر له.. فالنقد يحتاج إلى شجاعة والشجاعة تبدأ بأن يمضي الكاتب مقاله باسمه الحقيقي حتى يؤكد لنا وقبل كل شيء مصداقيته وشجاعته.. فالجبان لا يكتب التاريخ ولا يؤثر في الأحداث وإنما هو يستغل الظروف ويركب الأحداث.. وأخيرا كفانا من الأقلام النكرة والأصوات النكرة والأقنعة النكرة والأفكار النكرة والفواعل النكرة والزمن النكرة والفرسان النكرة.. فساحة الكتابة ساحة مقدسة وخيولها مقدسة وأقلامها مقدسة.. وتونس تحتاج إلى رجال شجعان وأقلام شجاعة.. وكان الله في عون المخلصين من أبناء تونس الحبيبة.. وكشف الله الغمة عن المساجين والمبتلين ورد الله غربة المغتربين.. وقيض الله لتونس الرجل الصادق والبطانة الصالحة لخدمتها.. ومن جديد أعتذر للأخ خالد الطراولي إذ تأخرت في نصرته.. فنصرة المؤمن واجبة حبا لله ورسوله ولا ننتظر من الناس جزاء و لا شكورا.. وإنما هي كلمة حق في رجل عاشرته من عملنا معا في منابر متعددة.. والله من وراء القصد.. والسلام عليكم.. باريس في 29 جوان 2006 *