في خطوة ترمي - حسب عدد من المتابعين للشأن الاقتصادي و الاجتماعي - إلى دعم قدرة المواطنين الشرائية خلال شهر رمضان المبارك و تعزيز قيم التضامن و التكافل داخل المجتمع التونسي ، تقدّم الرئيس بن علي بعدد من الإجراءات التي خلّفت استبشارا لدى شرائح واسعة من المواطنين. وأوصى بن علي بتسريع نسق المفاوضات الاجتماعية (بين سلط الإشراف و الاتحاد العام التونسي للشغل المنظمة النقابية الأولى في تونس) حول الزيادات في الأجور بالنسبة إلى مختلف القطاعات بهدف استكمال هذه المفاوضات في اقرب الآجال مشددا على ضرورة أن تراعي هذه المفاوضات "التوفيق بين البعدين الاقتصادي والاجتماعي بما يستجيب للمحافظة على المقدرة الشرائية للأجراء من جهة والمحافظة على القدرة التنافسية للاقتصاد بصفة عامة والمؤسسة بصفة خاصة". و يتعلق الإجراء الهام الأول بصرف ما يعرف بمنحة الإنتاج المخصصة لأعوان الوظيفة العمومية وأعوان المؤسسات والمنشآت العمومية مع بداية شهر أيلول المقبل، أما الإجراء الثاني فيهمّ تمكين الأجراء من تسبقة مالية على الزيادات العامة في الأجور بعنوان السنة الحالية. وتبعا لهذين الإجراءين سينتفع 626 ألف أجير موزعين كالآتي 451 ألفا في الوظيفة العمومية و 150 ألفا في المنشآت العمومية و 25 ألفا بالجماعات المحلية. سعيد يحيى 40 سنة (موظف) قال لإيلاف إن :"تزامن شهر الصيام هذه السنة مع العودة الدراسية سيؤثر أيما تأثير على مقدرة المواطن الشرائية المتدهورة أصلا ...نحن سعداء فعلا بتقديم موعد صرف منحة الإنتاج التي ستأتي في وقت مناسب لنا بما يمكننا من مجابهة بعض المصاريف لقد كنا في حيرة من أمرنا بعد أن أثّر فينا ارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل مفزع." أما الموظفة منية راجحي 38 سنة فتقول:"سنجد إلى جانب مرتباتنا لشهر أغسطس منحة الإنتاج كدعم مالي و تشجيع طيّب لنا ...سعدت بخبر تقديم موعد صرف منحة الإنتاج كغيري من الزملاء ... آلاف العائلات ستستفيد من هذا الإجراء الذي يبدو اتخاذه صعبا للغاية مع الحالة التي يبدو عليها اقتصادنا الوطني و هو يكافح من أجل الحفاظ على استقراره أمام موجة الغلاء العالمية و الاضطرابات الشديدة الحاصلة على الساحة الدولية و التي تأثر بها المجتمع التونسي كغيره من المجتمعات." و لدى اجتماعه صباح الأربعاء الماضي بكلّ من علي الشاوش وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج ومحمد شرف الدين قلوز رئيس الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي بحث الرئيس بن علي تقدّم الاستعدادات الخاصة بتنفيذ البرنامج الذي سبق و أن أقرّه لتوزيع مساعدات نقدية وعينية من الأغذية والملابس لفائدة العائلات المعوزة ومحدودة الدخل بمناسبة شهر رمضان وعيد الفطر. ومن المنتظر ان تشمل تلك المساعدات 55 ألف عائلة تونسية من ذوي الدخل المحدود. أما المساعدات النقدية والعينية لفائدة الطلبة والتلاميذ من ذوي الدخل المحدود فستشمل 148 ألف تلميذا وطالبا. "لفتة كريمة من رئيسنا، أنا من أكبر المستفيدين من المعونات التي يتم تقديمها إلى الطلبة، ستساعدني كثيرا في التغلّب على مشاكل السكن و الدراسة خلال السنة الجامعية المقبلة." يقول الطالب أيمن 23 سنة وهو من المنتفعين ببرنامج معونات الطلبة منذ 3 سنوات حسب إفادته لإيلاف. من جهة أخرى من المتوقّع أن تشهد ما يعرف ب"موائد الإفطار" المخصّصة لمحدودي الدخل خلال شهر رمضان توسيعا لتشمل مختلف جهات البلاد. و أوصت الحكومة التونسية ب" بتوسيع دائرة موائد التضامن لتشمل مختلف مناطق البلاد وتصل إلى كل المحتاجين وضعاف الحال". و ترى المُسنّة 'فاطمة' وهي من المنتفعات ببرنامج "موائد الإفطار" الذي تصرّ الحكومة التونسية على إتباعه كل رمضان إن " الجهات المعنية تمكننا من تمضية شهر الصيام كل عام في أفضل حال...لا نشعر أننا معوزون أو فاقدون للسند فعليّا..أنا وفية لموائد الإفطار كل سنة على الرغم من الصورة السيّئة التي يحملها البعض على كل من يتردّد على هذه الموائد المجانية".