أطلقت قناة حنبعل الخاصة في أول أيام شهر رمضان الموافق للأول من سبتمبر أول قناة تلفزيونية دينية. وكشفت إدارة القناة أن الهدف من المولود الجديد "حنبعل فردوس" والأول من نوعه في البلد، "الجمع بين سلاسة الكلمة وصدق المعنى. وستبث قيم الإسلام الذي يحث على التسامح والتواضع والخلق الحسن ويجافي العنف". وستقوم حنبعل فردوس ببث أحاديث نبوية ودروس دينية للكبار والصغار "تميط اللثام عما تعسر فهمه من القرآن الكريم إضافة إلى الأذكار والأدعية". ورحّب المشاهدون يوم الإثنين بالقناة الجديدة التي نقلت صلاة التراويح مباشرة من مكةالمكرمة وذلك عن طريق ربط مع التلفزيون السعودي. وحسب مصادر بالقناة، فإن حنبعل فردوس لن تستهدف الربح وستكون «مختلفة عن العديد من القنوات الدينية الأخرى من حيث التوجه والمضمون". وستشهد القناة بعد أشهر برامج دينية حوارية وفقهية خاصة بها. حسن الزرقوني هو رئيس مؤسسة سيغما الاستشارية التي تقيس نسبة المشاهدة لدى الجمهور التونسي. في تصريح لمغاربية قال إن بعث قناة تلفزيونية فضائية اليوم أصبح لا يحتاج إلى الكثير من المال وخاصة قناة دينية. وقال الزرقوني إن القنوات الدينية التي انتشرت بشكل ملفت خلال السنوات القليلة الماضية تجد اهتماما كبيرا لدى الجمهور، وكشف أن اهتمام التونسيين منصب على قناة الرسالة التي تُعتبر الأكثر انتشارا في تونس "لاهتمامها بالحياة اليومية للناس". وجدير بالذكر أن قناة حنبعل تأسست في عام 2005 من قبل العربي نصري للتنافس مع القناة الحكومية بعد النجاح الذي حققته إذاعة موزاييك التي تأسست عام 2003. وتزايد اهتمام السلطات الرسمية التونسية خلال السنوات الأخيرة بالإعلام الديني، وعقدت العديد من الندوات واللقاءات بهدف إبعاد الشباب عن القنوات الدينية التي وصفها وزير الشؤون الدينية أبو بكر الأخزوري في الآونة الأخيرة بأنها "السفاسف والفتاوى المُحَملة بالتخلف والرداءة". وخلال السنة المنقضية خضعت مجموعة من الأساتذة والأئمة والوعاظ إلى دورة تدريبية استمرت أربعة أيام بالمركز الإفريقي لتدريب الإعلاميين. واستهدفت الدورة التي أٌشرفت عليها وزارة الشؤون الدينية تمكين الأئمة والوعاظ من التحكم من تقنيات التواصل والإلقاء خاصة في التلفزيون وفي سبتمبر 2007 أطلق صخر الماطري، صهر الرئيس ورجل الأعمال التونسي، إذاعة "الزيتونة" وهي أول إذاعة دينية وتعمل على مدار الساعة. وسرعان ما شدت إليها الجمهور التونسي لتنافس في العاصمة إذاعة موزاييك الخاصة وهي إذاعة شبابية كما تصدرت قائمة الإذاعات الخاصة والعامة في داخل مدن الجمهورية. وأصبح الداعية محمد مشفر الذي يدير برامج دينية بالإذاعة شخصية معروفة وسط العائلات التونسية بفضل أسلوبه المرح والسلس الذي يقدمه باللهجة التونسية الدارجة. وتوقع خميس الخياطي المتخصص في رصد القنوات التلفزيونية الذي اهتم بالخطاب الديني في التلفزيونات العربية أن تحقق القناة الجديدة نجاحا وسط الجمهور التونسي "الذي بات متأقلما مع النهج العام الذي يقدم الديني على المدني وخاصة خلال شهر رمضان". وكشف آخر استطلاع للرأي تم فيه رصد اتجاه المتفرجين التونسيين خلال الأسبوع الأول من شهر غشت الماضي عن تقهقر نسب المشاهدة للبرامج الدينية التي تبثها قناة تونس 7 الحكومية إذ لم تتجاوز 2.2 في المائة. وأظهر الاستطلاع عن تقدم قناة إم بي سي 4 عن جميع القنوات المحلية وغير المحلية إذ بلغت نسبة متابعتها من قبل التونسيين 35 في المائة في حين حلت قناة حنبعل المحلية المرتبة الثانية بنسبة 28.6 في المائة. ويعزى الاهتمام المفاجئ للتونسيين بقناة إم بي سي 4 لبثها مسلسل "نور" التركي الذي لقي نجاحا كبيرا في العالم العربي.