اختتمت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الأحد، جولتها في شمال أفريقيا، بمناقشة ملفات تجارية وأمنية مع المغرب. وقالت وكالة أنباء المغرب العربي إنّ رايس ونظيرها المغربي طيب الفاسي الفهري أشادا "بالعلاقات "الممتازة" بين البلدين. وتناولت المحادثات ملف الصحراء الغربية وكذلك جهود المغرب " فيما يتعلق بالإصلاح السياسي وكذلك فيما يتعلق بحقوق الإنسان" وفق الوكالة. وتدعم الولاياتالمتحدة وفرنسا خطة الأممالمتحدة الداعية إلى حكم ذاتي في الصحراء الغربية الغنية بالمعادن. وتريد جبهة "البوليزاريو" المدعومة من الجزائر، استفتاء حول حق تقرير المصير. وتعدّ المملكة المغربية، وهي أحد أبرز الوجهات السياحية في العالم وكذلك من أكثر المملكات المسلمة انفتاحا، أقرب حلفاء واشنطن في شمال أفريقيا. وآخر الصفقات بين البلدين تزويد واشنطن الرابط بسرب مقاتلات من طراز F16. ويوجه حقوقيون انتقادات للملكة المغربية متهمين إياها بأن سجونا فيها كانت مسرحات لعمليات تعذيب طالت عدة معتقلين لدى الولاياتالمتحدة مشتبهين بارتكاب أعمال إرهابية وذلك لمصلحة وكالة الاستخبارات المركزية. والزيارة التي قامت بها رايس إلى هي الأولى لها في منصبها إلى المنطقة ذات الأهمية المتزايدة، كما أنها تأتي، وقد شملت أيضا ليبيا وتونسوالجزائر، في وقت بات فيه التهديد الذي يشكله المسلحون في شمال أفريقيا "أكثر وضوحا في الشهور الأخيرة" وفق ما أعلنته رايس السبت. وأنهى اجتماع رايس الجمعة بالعقيد الليبي معمر القذافي ثلاثة عقود من المواجهة التي أعقبها اتفاق تمّ توقيعه في أغسطس/آب أنهى ملاحقات قضائية على علاقة بالإرهاب بين البلدين. وفي تونسوالجزائر، أشادت رايس بجهود البلدين في مجابهة الإرهاب ودعت إلى مزيد من التعاون، وفق أسوشيتد برس. وفي تونس أشادت رايس، بوضع المرأة هناك داعية إلى مزيد من الإصلاحات السياسية. وفي الجزائر، عبّرت الوزيرة عن أملها في دفع العلاقات التجارية والاقتصادية بين واشنطنوالجزائر الغنية بالطاقة. وقال مسؤول دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى إنّ الولاياتالمتحدة تحاول إفراغ معتقل غوانتنامو "بأسرع ما يمكننا" مع الأخذ بعين الاعتبار "أنه لدينا ضرورة تتعلق بعدم وجود أشخاص خطرين في الشوارع." ويقبع العديد من رعايا دول شمال أفريقيا في غوانتنامو، وقالت رايس إنها أثارت ملف تسليمهم مع زعماء الدول التي زارتها. وتساور منظمات حقوق الإنسان مخاوف من أن يتعرض المعتقلون الذين يتمّ تسليمهم لدولهم في شمال أفريقيا لسوء معاملة. وأوضحت رايس أنّه من المفترض أن تتم معالجة الملف بكيفية "تضمن الحماية التي نحتاجها ويحتاجها المعتقلون." ويعدّ الملف حسّاسا بالنسبة إلى الجزائر خاصة لاسيما أنها تعيش على وقع تمرّد مسلّح ينفذه إسلاميون. وأغلب العمليات التي عاشتها الجزائر، أعلن المسؤولية عنها تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي." كما أنّ المغرب أعلن أنه فكّك على الأقلّ ستّ خلايا خلال هذا العام وحده، كما أنه يعتقل نحو 1000 مشتبه. وغالبية هؤلاء تلقوا تدريبات في الجزائر والكثير منهم كانوا بصدد التخطيط لتنفيذ عمليات في أوروبا أو ضدّ السائحين في المغرب، وفق الحكومة المغربية.