في اطار احتفالها باليوم العالمي لمحو الأمية تسخر تونس جل امكانياتها نحو بلوغ ذلك الهدف ضمن برنامج وطني لتعليم الكبار يسعى الى ارساء مجتمع المعرفة وضمان حق التعلم مدى الحياة. ويعتمد برنامج تعليم الكبار صيغا ومراحل تعليمية متنوعة لتوفير الظروف الملائمة وتمكين المتعلمين وفق نظام الانتظام الدراسي الذي يتم بمقتضاه تنفيذ مرحلة التحرر من الامية بشقيه الاساسي والتكميلي على فترتين دراسيتين تدومان سنتين (بمعدل 7 ساعات ونصف اسبوعيا). ووضع البرنامج فرصا للتعليم المكثف (سنة دراسية واحدة بمعدل 15 ساعة اسبوعيا) والتعليم المسند داخل الاسرة (يستند فيها المتعلم على شخص من العائلة) والتعليم عن بعد (بواسطة التلفزيون). ويعد الاحتفال باليوم العالمي لمحو الامية الذي يوافق الثامن من سبتمبر من كل عام مناسبة في تونس للوقوف على ما حققه البرنامج منذ انطلاقه عام 2000 اذ تمكن مع نهاية يونيو الماضي من تحرير اكثر من 460 الف شخص من الامية أي بمعدل سنوي يناهز 57 الفا. وفي هذا الصدد سيخصص البرنامج خلال السنة الدراسية (2008/2009) عناية خاصة لمحو امية الفئات الناشطة من العمال وذلك بالتعاون مع النقابات والجمعيات المهنية. وضمن التجربة التونسية تندرج مؤسسات المجتمع المدني الناشطة في مجال تعليم الكبار تحت كيان مؤسسي واحد اذ يضم 52 جمعية الى جانب 150 فرعا منتشرة في انحاء تونس.