تكتسي الليالي التونسية خلال شهر رمضان المبارك حلة ثقافية تزينها حفلات الانشاد الديني والأمسيات الشعرية والعروض الفنية المسرحية والموسيقية. وعادة ما يتزامن قدوم رمضان هنا مع تنظيم مجموعة من الأنشطة التراثية والدينية والثقافية في معظم المدن التونسية اذ شهدت تلك التظاهرات هذا العام تكريم عدد من الشخصيات من بينها الفنانة أسمهان واخوها فريد الأطرش وأم كلثوم علاوة على الشاعر الفلسطيني محمود درويش والمخرج السينمائي يوسف شاهين. ومن بين السهرات الفنية التي تقدمها هذه الفعاليات فنون من الانشاد الصوفي كالحضرة والسلامية الى جانب فنون المالوف والمزود التراثية التي تقدمها ثلة من الفنانين التونسيين البارزين. كذلك تشمل العروض الاخرى تجارب مسرحية وفنية وشعرية وندوات ثقافية فضلا عن السهرات الموسيقية التي يطغى عليها اللون الطربي بتقديم الموشحات والموسيقى الاندلسية الامر الذي تحرص معه فرق من المغرب والجزائر ومصر وسوريا واسبانيا وايطاليا على المشاركة فيها. وتشهد بمناسبة شهر رمضان المبارك مختلف مدن تونس حركة ثقافية نشطة اذ تواصل وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية بالتعاون مع الادارات المحلية في تلك المدن تنظيم هذا النوع من البرامج في ايام رمضان باعتباره اهم المواسم الثقافية. ومن جربة (في الجنوب) الى بنزرت (في الشمال) مرورا بقفصة وصفاقس والقيروان والمهدية والمنستير وسوسة والحمامات وتونس العاصمة تعكس تلك العروض في غالب الاحيان خصوصيات وعادات وتقاليد مميزة لكل مدينة على الا يطغى ضمن هذا الاحتفاء الموروث الثقافي المحلي على الوطني.