تزامن ظهور رئيس الوزراء الفلسطيني "إسماعيل هنية" ظهر اليوم في غزة، مع نشر مقابلة مع الرئيس المصري"حسني مبارك" لجريدة "الأهرام" المصرية حول قرب انفراج الأزمة في قطاع غزة. وقال "مبارك": إن الاتصالات المصرية، التي شملت عددا من قادة "حماس"، أسفرت عن نتائج إيجابية مبدئية"، وهي ذات الجهود التي تحدث عنها رئيس الوزراء الفلسطيني "إسماعيل هنية" في أول ظهور علني له في خطبة الجمعة، بأحد مساجد غزة، منذ خطف الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليت" يوم الأحد الماضي، من قبل مسلحين فلسطينيين، ينتمون لثلاث مجموعات، من بينها كتائب "عز الدين القسام" التابعة ل"حماس". لكن تصريح "مبارك" حول قرب حلحلة الأزمة، تضمن شروطا لم يفصح عنها لحركة "حماس" لأجل إطلاق، أو الإفصاح عن مصير الجندي الإسرائيلي المخطوف، وهي شروط أوصلها الجانب المصري لإسرائيل التي رفضتها. وجاء دخول دباباتها للضفة الغربية (طول كرم ونابلس) اليوم بمثابة جواب على تلك الشروط. وكانت القوات الإسرائيلية، احتجزت معظم أعضاء البرلمان والحكومة الفلسطينيين، بعد دخولها شمال غزة أول أمس والضفة الغربية اليوم؛ حيث اختطف مسلحون فيها مستوطنا إسرائيليا، يبلغ من العمر 62 عاما، مشترطين لإطلاق سراحه انسحاب الجيش الإسرائيلي من شمال غزة، وسحب القطع العسكرية التي تحاصر جنوبها. وألغت إسرائيل اليوم الجمعة، بطاقات إقامة وزير وثلاثة نواب فلسطينيين، ينتمون إلى حركة المقاومة الإسلامية، يقيمون في القدسالشرقية؛ حيث لن يتمكنوا من الإقامة في هذه المدينة، وفقا لهذا الإجراء، الذي جاء ا مع عدم الإفصاح عن مصير الجندي المخطوف في غزة، التي شنت إسرائيل غارة جوية الليلة الماضية عليها، دمرت خلالها المبنى الذي يقع فيه مكتب وزير الداخلية الفلسطينية "سعيد صيام" في غزة وقتلت ناشطين في حركتي "الجهاد" و"فتح". لم يفصح "هنية" عن الشروط لتي تحدث عنها الرئيس "مبارك" في ظهوره العلني اليوم، في خطوة تبدو أن الأمور تتجه للحلحلة. فالظهور العلني لرئيس الورزاء الفلسطيني، الذي كان خلال محاصرة القوات الإسرائيلية، شمال قطاع غزة مطلوبا لها، وفقا لما تسرب من تحذيرات، أوصلها الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" ل"هنية" بأن رأسه ورأس وزير الخارجية "محمود الزهار" مطلوبان للإسرائيليين، يوحي بأن ثمة ضمانات، حصل عليها بعدم مهاجمته من القوات الإسرائيلية، ويرجح ما تتناقله الأوساط الفلسطينية، من عدم موافقة "هنية" لما يقوم به زعيم "حماس" في الخارج "خالد مشعل" من ووجود خلافات غير معلنة بينهما. الرئيس "مبارك" قال أنه طلب من رئيس وزراء إسرائيل، عدم التسرع في الهجوم العسكري على قطاع غزة، وإفساح المجال أمام مزيد من الوقت؛ من أجل العثور على تسوية سلمية لقضية اختطاف الجندي الإسرائيلي. ووفقا لمصادر صحافية فلسطينية، كان من المقرر أن يتوجه رئيس الاستخبارات المصرية "عمر سليمان" إلى غزة الجمعة، كممثل للرئيس "مبارك" لبحث الحل الوسط، كما كان من المقرر أن يتوجه إلى سوريا لمقابلة زعيم حركة "حماس" المقيم في دمشق "خالد مشعل" الذي يشار إلى اسمه كمشجع لخطف الجندي الإسرائيلي و الأزمة مع إسرائيل، وعدم إطلاق سراحه من أجل إطلاق سراح جميع المحتجزين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. و نقلت صحيفة "جيروساليم بوست" اليوم الجمعة عن مصادر فلسطينية قولها: إن الرئيس المصري "حسني مبارك" طلب من نظيره السوري "بشار الأسد" كحل وسط، ترحيل زعامة حركة "حماس" عن الأراضي السورية، ما لم توافق على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المختطف "جلعاد شاليت". ويخشى قادة "حماس" من أن تواصل إسرائيل حصارها لغزة، حتى بعد الإعلان عن مصير الجندي المخطوف، كما كانت أعلنت على لسان قادة عسكريين في إسرائيل، بأن خطة اجتياح شمال غزة كانت معدة قبل خطف الجندي بأسبوعين؛ من أجل إيقاف إطلاق الصواريخ من تلك المناطق باتجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع، والتي لم يسفر عنها سوى أضرار مادة وجرح بعض الإسرائيليين. جهود ضائعة يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي "إيهود أولمرت" على عدم إجراء أي مفاوضات، بشأن إطلاق سراح الجندي المختطف الذي فشلت جميع الجهود الاستخبارية في الوصول لمكان احتجازه في غزة. ويرى أن ما قامت به مجموعات مسلحة قريبة من حركة "حماس" دليل جديد على التوجه الإرهابي للحركة، التي تقود الحكومة الفلسطينية. *إيهود أولمرت وجاء اختطاف الجندي "جلعاد شاليت" الأحد الماضي، بعد أيام من لقاء جمع الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" ورئيس الوزراء الإسرائيلي "إيهود أولمرت" في "البتراء" بالأردن، على هامش مؤتمر للفائزين بجائزة "نوبل" امتاز لقاؤهما بالود ووصف بالحميمي، وتم خلاله الاتفاق على عقد لقاء موسع آخر بعد ثلاثة أسابيع؛ تمهيدا لبدء مفاوضات سلام فلسطينية إسرائيلية. لكن عملية الخطف بددت أي أمل كان معلقا على اللقاء، الذي كان مرتقبا بين "عباس" و"أو لمرت". وبدد حتى اتفاق الفصائل الفلسطينية، بما فيها "حماس" على وثيقة الأسرى التي توافق على حل الدولتين. لكنه كان اتفاقا بالأحرف الأولى فقط، حسب وصف المصادر الفلسطينية خاصة، من قبل حركة "حماس" ما يمكن تفسيره موافقة التفافية؛ هروبا من الأزمة التي تسبب بها خطف الجندي.