دعت صحيفة قومية مصرية إلى طرد العراقيين - الذين يقطنون مدينة السادس من أكتوبر في ضواحي القاهرة - من مصر؛ خشية وقوع "عمليات إنتحارية في البلاد، بفعل المد الشيعي الذي يضرب بقوة في مصر". وقال محمد علي إبراهيم رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" في عددها الصادر الأحد (21/9) "لقد كتبت محذرا أكثر من مرة من انتشار العراقيين بهذه الكثرة في مدينة 6 أكتوبر؛ وقالوا لي وقتها إنهم من السنة وهربوا من فظائع الاحتلال الأمريكي، وللأسف اكتشفنا بعد فوات الأوان مذهبهم الحقيقي وهدفهم السياسي". وقال مشددا اطردوهم أو أعيدوهم لأهلهم فلسنا على استعداد أن نسمع بعد ذلك عن قيام عمليات انتحارية في مدن مصرية"، متابعا "مساجد أكتوبر تدعو لحسن نصر الله وأمواله الطاهرة فماذا ننتظر أكثر من ذلك؟!". وأرجع إبراهيم دعوته إلى أن هدف الشيعة ليس دينياً بالتأكيد ولكنه سياسي، فالمد الشيعي حقيقة راسخة، وبدأ يضرب بقوة داخل مصر. وقال "هناك أموال إيرانية في مصر، وهي أموال تستغل الأحوال الاقتصادية السيئة لبعض فئات المجتمع وتدخل من باب الفقر إلى سقف السيطرة علي العقول وغسلها بالمذهب الشيعي مستغلين في ذلك حب المصريين لآل البيت وتواجد مساجدهم عندنا". وزاد بالقول "الشيعة في مصر يتبرعون لشراء أسلحة لفلسطين وللدفاع عن إيران؛ ولا يذهب قرش واحد منهم إلى المصريين"، مشيرا إلى أن "هناك جمعيات خيرية شيعية في مصر والسعودية والخليج ظهرت من خلال بناء مساجد ثم بدأت تقدم مساعدات للأسر الفقيرة". ونوّه رئيس تحرير "الجمهورية" إلى توزيع كتب شيعية على نطاق واسع في مساجد محافظة 6 أكتوبر وخص بالذكر كتابا يحمل عنوان "صدقة جارية.. بحار الأنوار للامام المجلسي" الذي "يمتلئ بالسباب في مصر وتنزيل اللعنات على أهلها وكتب عليه: صدقة جارية؛ وكأن سبابنا والهزء بنا صدقة"،. وأورد إبراهيم بعض أجزاء الكتاب وقال "لا تغسلوا رؤوسكم بطينها ولا تأكلوا من فخارها. فإنه يورث الذلة ويذهب الغيرة. فقلنا له: قد قال ذلك رسول الله؟ فقال نعم". ومما جاء فيه أيضاً حسب الكاتب "بئس البلاد مصر إنها سجن من سخط الله عليه من بني إسرائيل ولم يكن دخول بني إسرائيل مصر إلا من مسخة ومعصية منهم لله". ومضى إبراهيم يقول في مقاله "وصل افتراء الكتاب الشيعي إلى حد تزوير أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما يزعم أنه صلوات الله وسلامه عليه قال: انتحوا مصر أي ابتعدوا عن ناحيتها ولا تطلبوا المكوث فيها والثابت عن رسول الله قوله في حديث صحيح "ان فتح الله عليكم مصر فاتخذوا من أهلها جنودا. فانهم خير أجناد الأرض" هذا ويوجد عدد لا بأس به من العراقيين في مصر، لا سيما منذ الغزو الاميركي ويتمركزون في المدن الجديدة، خصوصا مدينة 6 أكتوبر، وقد اشتروا محال ومنازل لهذا الغرض، بحيث أصبحت المدينة تشتهر بمحال بيع الأطعمة العراقية والمقاهي العراقية، بل ويرفع بعضهم علم العراق على سيارته. وتمتد العلاقات المصرية العراقية الشعبية بعيدا بين البلدين اذ كان العراق يستضيف اكثر من 3 ملايين مصري بدءا من السبعينات وصولا الى منتصف التسعينات. ومن النادر ان تجد عائلة في مصر لم يعمل ابناؤها في العراق على مدى سنوات طوال. ويقدر عدد العراقيين في مصر بمائة الف اغلبهم اضطروا للجوء اليها بعد الغزو الاميركي للعراق واندلاع اعمال العنف في بلادهم.