قال منظمو مهرجان قرطاج احد اعرق المهرجانات الفنية في العالم العربي يوم الجمعة انهم يتطلعون خلال الدورة المقبلة للمهرجان الى استعادة بريق استمر أكثر من ثلاثة عقود من خلال تقديم عروض فنية تتماشى مع عراقة المهرجان. ويعتبر العديد من الفنانين مهرجان قرطاج الدولي بوابة حقيقية لمنحهم تأشيرة النجومية غير ان النقاد اجمعوا على انه فقد صيته عندما شارك فيه فنانون وصفوا بانهم لم يصلوا الى مستوى يؤهلهم لاعتلاء هذا المسرح العريق. وقال رؤوف بن عمر مدير مهرجان قرطاج في مؤتمر صحفي ان ادارة المهرجان اجتهدت اكثر ما يمكن هذا العام لاقامة عروض فنية تتماشى مع عراقته وان المهرجان سيخصص للمبدعين فقط في شتى الفنون مراعية في ذلك الجانب التثقيفي. واضاف ان الدورة 42 من المهرجان ستشهد مشاركة عدة نجوم عرب من بينهم نور مهنا وملحم بركات ولطيفة وسنية مبارك اضافة الى سليف كايتا من مالي وارشي شيب من الولاياتالمتحدة ومجموعة جناوا من المغرب. وتبدأ الدورة الثانية والاربعين للمهرجان في 15 يوليو/تموز وتستمر حتى 16 اغسطس/اب المقبل. وقال بن عمر ان اسماء فنية لها وزنها ستعتلي ركح قرطاج مضيفا انه لم يعد فيه اي مكان شاغر لفناني "الاثارة والتهريج". وسيفتتح (مسرح النو) من اليابان المهرجان وهو مسرح ذو شهرة عالمية. وتقلصت العروض خلال الدورة الحالية الى 64 عرضا مقارنة باكثر من مئة عرض في العام الماضي. ويقود بن عمر وهو فنان مسرحي وتلفزيوني منذ العام الماضي حملة لتصحيح مسار المهرجان نحو الطابع الطربي الاصيل واستبعاد ما يعرف بالفن الهابط. وانتقد مدير المهرجان بعض الفنانين العرب المشهورين لرغبتهم في اقامة حفلات باسعار وصفها بانها "جنونية" وقال "مهرجان قرطاج هو ثقافي بالاساس وليس تجاريا ونرفض كل المساومات من اي فنان والبعض منهم احتضنتهم تونس وصنعت شهرتهم". وللعام الثاني على التوالي تتوزع سهرات المهرجان على اربعة مواقع هي المسرح الاثري المخصص للسهرات الكبرى وقصر العبدلية والنجمة الزهراء بسيدي بوسعيد وقصر السعادة لباقي العروض الشعرية والفنية. ومن بين العروض البارزة لهذا العام عرض الفنان التونسي صابر الرباعي وفضل شاكر من لبنان واميمة الخليل التي اقترن اسمها بالفنان مارسيل خليفة ونور مهنا ونوال الكويتية وحسين الجسمي من الامارات. ولن تغيب السينما عن الدورة الحالية حيث سيعرض المنظمون فيلم (حليم) للمخرج المصري شريف عرفة والذي جسد دور البطولة فيه الممثل الراحل احمد زكي اضافة لفيلم مصري اخر اثار جدلا هو (عمارة يعقوبيان) وفيلم (اللمبارة) للمخرج التونسي علي العبيدي. وسيكرم المهرجان الشاعر الفلسطيني سميح القاسم والشاعر الافريقي ليوبول سيدار سانجور والكاتب المسرحي الاسباني فيديريكو جارسيا لوركا بمناسبة الذكرى السبعين لاغتياله في غرناطة على يد الفاشية. واحياء للشعر الشعبي سينظم المهرجان عدة امسيات شعرية بمشاركة شعراء من مختلف المناطق في تونس. وخصص المنظمون سهرة الختام للفنان التونسي لطفي بوشناق سفير النوايا الحسنة لدى منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). كما يحتفي مهرجان قرطاج هذا العام ايضا بالمسرح حيث ينتظر ان يشاهد الجمهور ما لايقل عن خمسة عروض مسرحية. وتقدر ميزانية المهرجان بنحو 1.5 مليون دينار (1.1 مليون دولار).