تونس الصباح: بعد حفل الافتتاح بتاريخ الجمعة 11 جويلية الماضي الذي أمّنه موسيقيا وفرجويا الثنائي فيصل القروي والبشير الدريسي وبعد سلسلة عروض وسهرات فنية غنائية ومسرحية وفرجوية مختلفة كان في اغلبها لجمهور مهرجان قرطاج الدولي مواعيد مع ضروب مختلفة من المتعة والمؤانسة.. مواعيد اخذته في رحلة عبر محطات ابداعية وتعبيرات فنية من الشرق والغرب.. وبعد ان تبارى عدد من ابرز نجوم الاغنية والموسيقى القادمين من كافة انحاء العالم على كسب ود واعجاب جمهور مهرجان قرطاج الدولي.. ها ان الدورة 44 (دورة صائفة 2008) لهذا المهرجان الدولي العريق تبلغ نهاياتها وذلك بعد اكثر من 35 عرضا فني وفرجوي شهدها واحتضنها المسرح الاثري الروماني في سهرات متتالية لم يعب عنها الجمهور.. بل واكبها بنوع من الحب والتلقائية والوفاء لاجواء هذا المهرجان العريق. ناجحة.. عموما واذا ما اراد المتابع ان يرصد مبدئيا مدى درجة نجاح هذه الدورة تنظيميا وفنيا وجماهيريا فانه سيكون بامكانه القول وبكثير من الاطمئنان انها كانت عموما ناجحة.. فالدورة 44 لمهرجان قرطاج الدولي اوفت بجميع عروضها المبرمجة ولم يشهد برنامجها المعلن اي نوع من انواع الارتباك.. فلا غيابات ولا الغاء لاي من العروض.. وهذا يحسب لها تنظيميا.. كذلك حاول القائمون على تنظيم الدورة 44 لمهرجان قرطاج الدولي ان تكون العروض المبرمجة متنوعة وذات مستوى فني وجمالي وفرجوي وثقافي.. ولقد كانت والحق يقال في اغلبها كذلك.. فكانت هناك مثلا العروض الغنائية لفنانين عرب وتونسيين وأجانب مرموقين،، فلطيفة العرفاوي وماجدة الرومي ونور مهنّا وصابر الرباعي وهاني شاكر وأنغام وكاظم الساهر ويوسو اندرو وجيرارلينورمان.. وغيرهم هم نجوم بأتم معنى الكلمة.. وعندما تتم برمجة حفلاتهم على ركح مسرح قرطاج الاثري الروماني في اطار الدورة (44) المنقضية فان ذلك يترجم على الاقل حرصا على الارتقاء بالمستوى الفني لهذه الدورة.. وقس على ذلك عروض الباليه المختلفة وكذلك العروض المسرحية النوعية وغيرها التي حفل بها برنامج الدورة.. نحن لا نريد من خلال هذه الورقة ان نلقي الورود من جهة او ان نتسرع في الحكم نهائيا بالسلب او الايجاب من جهة اخرى ولكننا فقط نريد ان نشير الى ان الدورة 44 لمهرجان قرطاج الدولي التي تختتم عروضها الفنية والفرجوية هذه الليلة بعرض «يا ليل يا قمر» للموسيقار محمد القرفي قد اوفت بوعودها فنيا وتنظيميا وان اغلب عروضها المقترحة عرفت نجاحا جماهيريا محترما.. وفي انتظار ان يكون عرض «يا ليل يا قمر» بمثابة مسك الختام لهذه الدورة فاننا نؤكد على ضرورة ان ينتبه القائمون على هذا المهرجان العريق الى ضرورة ان يكون حفل الافتتاح خاصة من كل دورة في اهمية وقيمة وتاريخية مهرجان قرطاج الدولي.. وهو ما يستدعي الانطلاق مبكرا في الاعداد للدورة القادمة.. دورة صائفة 2009- ان شاء الله.