اهتمت منتديات مصرية بدعوة كاتبة لجماعة الإخوان المسلمين للانسحاب من البرلمان، ودعوتها مرشد الجماعة للتنحي، وإفساح مجال أكبر للمرأة والشباب. ورغم أنها استمرت خمسة عشر عاما حتى حصلت على درجة الدكتوراه فقد علق البعض يومها بأنه ميلاد مفكرة مصرية وعربية ومسلمة، إنها هبة رؤوف عزت الأكاديمية المصرية التي اختيرت من المنتدى الاقتصادي الدولي "دافوس " كإحدى أكثر الشخصيات العالمية تأثيراً والوجه المعروف في نشاطات عامة مصرية. ولدت هبة رؤوف عام 1965، وتخرجت من كلية الاقتصاد، وحصلت قبل عام على درجة الدكتوراه في فرع النظرية السياسية، وكانت أطروحتها بعنوان "المُوَاطنة: دراسة لتطور مفهوم الفكر الليبرالي" دعت فيها لتطوير النظرية السياسية في العالم العربي والإسلامي لتصوغ رؤى ديمقراطية للمواطنة "وتزود الفضاء النظري الغربي بمفاهيم تعمل على تفاعل الثقافات على مستوى النظرية الاجتماعية المعاصرة". نشاط على عدة جبهات شغلت الباحثة عدة مناصب، فبالإضافة لكونها عضو تدريس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، فهي أيضا مستشار لشبكة إسلام أون لاين والتي يشرف عليها الداعية المعروف بالعالم السني: يوسف القرضاوي، وهي عضو مؤسس في رابطة الأمهات المصريات،التي نادت بتظاهرات ضد اعتداء الأمن على الفتيات أثناء تظاهرة معارضة لتعديل الدستور في مايو 2005، لكن ما لبثت أن توارت الحركة عن الأنظار، خاصة أن مطالبها بالاحتجاج كانت رمزية أو غير مألوفة مثل مطالبة المصريين بارتداء الملابس السود وتعليق أعلام مصر ولافتات سود بالشرفات. وهي أيضا عضو مؤسس لحركة "حماية" التي تهدف إلي حماية الناخب من خداع نائبه في البرلمان، واختفت هذه الحركة أيضا ربما لان موجة انضمام النواب المستقلين للحزب الحاكم قد انتهت مع انعقاد البرلمان لجلساته الأولى. دشنت عام 2005 وقبيل الانتخابات الرئاسية بالبلاد حملة "سجين" لإطلاق سراح المعتقلين بمصر. لكنها لم تصمد كثيرا كما لم تأت بنتائج حيث استمر اعتقال آلاف الإسلاميين منذ التسعينات بموجب قانون الطوارئ وإن بدأت السلطات في الإفراج عن بعضهم بموجب مراجعات فكرية قام بها قادتهم أثناء اعتقالهم. بعد مقتل عشرات اللاجئين السودانيين على يد قوات الأمن المصري نهاية العام 2005، أجاز مفتي الديار المصرية التبرع للاجئين من الزكاة والصدقة (لغير المسلمين منهم) تنشر رؤوف هذه الفتوى بكثافة، وتقول أنها "ترسي قاعدة في العمل الخيري الذي لا يقتصر على الفئات التقليدية المذكورين في نصوص القرآن، بتفسير ضيق لهم" كما ترسل الألبان المجففة وبعض الأطعمة للاجئات وهي تشترك في نشاطات عدة تقوم بها الجمعية الشرعية - وهي منظمة إنسانية إسلامية غير مسيسة. اختارها منتدى دافوس من بين أكثر الشخصيات المؤثرة بمنطقة- الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتحضر هي العديد من الفعاليات الدولية وترى أن هذه فرصة لطرح قضايا العالم الثالث وتصحيح بعض الأفكار الخاطئة ولا تحبذ مقاطعة هذه المنتديات والفعاليات الدولية. من توجه خطابها؟ عندما تكتب بانتظام فإنها تختار جريدة "الدستور" الليبرالية في إصدارها الثاني 2005، حتى قبل أن تقترب الجريدة من حركة الإخوان المسلمين بعد ذلك بعامين. تكاد الموضوعات التي تقدمها رؤوف تكون موجهة لطبقات بعينها: الطرق المختلفة لاستخدام المياه الناتجة عن الغسالة "الفول اوتوماتيك". ومنها غسل دواسة السيارة بها، أو ملء حوض الاستحمام - البانيو - بالمياه لتساعد على تنظيفه. ليس لدى البعض بانيو أو غسالة فول اوتوماتيك أو دواسات سيارة أو حتى سيارة. موضوع آخر عن يومياتها في التعامل مع ابنتها المراهقة بالأخص المواضيع الإشكالية مثل الذهاب للنادي! وتحرص رؤوف على ترجمة الجديد من مقالات الكاتب البرازيلي باولو كويلهو وتنشرها في" أخبار الأدب"، وهي جريدة أسبوعية متفتحة تناصب وزير الثقافة الحالي العداء، كما كانت وزوجها -وهو طبيب نفسي- وراء استضافة كويلهو قبل 4 سنوات بالقاهرة، لكنها رفضت عرض روايته "إحدى عشر دقيقة" للبيع على هامش ندوة نظمت له، والرواية تنقل رؤية المرأة لجسدها مقابل رؤية آخرين له، على لسان فتاة من أمريكا اللاتينية تأتي لسويسرا لتجد نفسها تعمل في الدعارة. المرأة لا تجد الباحثة ما يمنعها من إلقاء محاضرات للنشء والطليعة ضمن فعاليات ترعاها مؤسسات تربوية مسيحية، كما تكتب مقالات تهتم فيها بالجانب الروحي والأخلاقي، تبدلت طريقة الزي الخاص بها لحد ما: من خمار يغطي الجسد حتى منتصفه كاشفا الوجه. لكنها أبقت على حجاب فضفاض وأحيانا معاطف واسعة. وفي عدة حوارات سابقة تكرر انتقادها (وهي زوجة وأم لثلاثة أطفال) لانعزال المرأة أو ابتعادها عن العلم والعمل بسبب الحجاب أو فهم مغلوط للإسلام ودور المرأة في الأسرة، كما نددت بما يسمى القتل من أجل الشرف قائلة أنه ليس من الإسلام. وترى أن مفهوم قوامة الرجل لا تعني استبداده بإدارة شئون المنزل بل أن تكون هذه الرئاسة "بالشورى" معتبرة أن المرأة صالحة لهذا الدور لكن الرجل يبقى أصلح منها خاصة في المواقف الفاصلة. تيارات مختلفة ومعركة واحدة بينما أحجم الكثيرون عن مشاركة فعلية في حملته الانتخابية، كانت هبة رؤوف واحدة من المتحدثين على المنصة في حملة أحمد عبد الله المعارض المعروف منذ حركة الطلبة في السبعينات. وتحتفظ بعلاقات جيدة مع القوى السياسية المختلفة بمصر وهي ضيف على ندوات ينظمها فصائل من اليسار المصري دوريا. وقد اهتمت منتديات سياسية مصرية مقربة من الإخوان بما نشرته الباحثة الشهر الفائت علي شكل رسالة من جزأين بجريدة الدستور، وجهتها للإخوان المسلمين تضمنت مطالبة بتنحي المرشد الحالي وانتخاب آخر مع دور أكثر للمرأة والشباب. وتركزت أفكار الباحثة (التي وصفتها بأنها اقرب لأحلام العصافير) في أربع نقاط أولها أن ينسحب ال 88 عضواً من المجلس ويخلوا الدوائر التي يمثلونها لأنهم غير قادرين علي تمثيل مصالح الناس، ولا معارضة القوانين، ولا ترويض الحزب الحاكم القابض بأسنانه علي كرسي السلطة، والحكومة تستفيد من وجودهم بأكثر مما يستفيد الناس ويستفيد الوطن. وطالبت أيضا المرشد العام للإخوان المسلمين بالتنحي واصفة إياه بأنه رجل له تاريخه ولطيف علي المستوي الإنساني، على أن يختار الإخوان مرشداً عاماً ويغيروا اللائحة الداخلية لكي لا يتجاوز سن المرشد 50 سنة ويكون مرشداً مرة واحدة لفترة لا تزيد علي ثلاث سنوات، ويكون أمامهم ثلاث سنوات ليطوروا برنامجهم ديمقراطياً داخل الجماعة، ومع شركاء الوطن من تيارات وطوائف، وبعدها ينطلقوا للمشاركة «بتواضع» في بناء تحالف ديمقراطي يخوض الانتخابات القادمة. كما طالبت بتعيين متحدثين رسميين للإخوان، الأول متحدث سياسي يتم اختياره من النساء، والثاني متحدث إعلامي من شباب المدونين لا يزيد سنه علي ثلاثين سنة. وتبدو هنا نظرتها المبالغ في تقديرها للدور الحقيقي للمدونين وربما أغفلت ما أثاره مدونون محسوبون على الإخوان من انتقادات للجماعة. كما طالبت أن يشكل الإخوان حكومة ظل ديمقراطية تبدأ في تطوير سياسات واقعية لمصر اليوم تجنبا لما تتوقعه من "فراغ سياسي" إذا خلا منصب الرئيس. ولا ترفض رؤوف فكرة "الجهاد" معتبرة أن مفهومه قد تعرض للتجريم من قبل "قوى البطش العالمي"