غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف مواقع مختلفة في سوريا    علماء يحذرون.. وحش أعماق المحيط الهادئ يهدد بالانفجار    تفاصيل الاحكام السجنية الصادرة في قضية "التسفير"    دعما للتلاميذ.. وزارة التربية تستعد لإطلاق مدارس افتراضية    ترامب يبحث ترحيل المهاجرين إلى ليبيا ورواندا    الدوريات الأوروبية.. نتائج مباريات اليوم    جلسة عمل بين وزير الرياضة ورئيسي النادي البنزرتي والنادي الإفريقي    نصف نهائي كأس تونس لكرة اليد .. قمة واعدة بين النجم والساقية    ملكة جمال تونس 2025 تشارك في مسابقة ملكة جمال العالم بالهند    مهرجان «كنوز بلادي» بالكريب في دورته 3 معارض ومحاضرات وحفلات فنية بحديقة «ميستي» الاثرية    عاجل: ألمانيا: إصابة 8 أشخاص في حادث دهس    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    تحيين مطالب الحصول على مقسم فردي معدّ للسكن    الاتحاد الجهوي للفلاحة يقتحم عالم الصالونات والمعارض...تنظيم أول دورة للفلاحة والمياه والتكنولوجيات الحديثة    عاجل: بينهم علي العريض: أحكام سجنية بين 18 و36 سنة للمتهمين في قضية التسفير مع المراقبة الإدارية    القيروان: هلاك طفل ال 17 سنة في بحيرة جبلية!    تحسّن وضعية السدود    معدّل نسبة الفائدة في السوق النقدية    اللجنة العليا لتسريع انجاز المشاريع العمومية تأذن بالانطلاق الفوري في تأهيل الخط الحديدي بين تونس والقصرين    مأساة على الطريق الصحراوي: 9 قتلى في حادث انقلاب شاحنة جنوب الجزائر    تونس تسجّل أعلى منسوب امتلاء للسدود منذ 6 سنوات    عاجل: إدارة معرض الكتاب تصدر هذا البلاغ الموجه للناشرين غير التونسيين...التفاصيل    عاجل/ تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لتأمين صابة الحبوب لهذا الموسم - الرئيسة المديرة العامة لديوان الحبوب    النّفطي يؤكّد حرص تونس على تعزيز دور اتحاد اذاعات الدول العربية في الفضاء الاعلامي العربي    عاجل/ زلزال بقوة 7.4 ودولتان مهدّدتان بتسونامي    الشكندالي: "القطاع الخاص هو السبيل الوحيد لخلق الثروة في تونس"    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    الانطلاق في إعداد مشاريع أوامر لاستكمال تطبيق أحكام القانون عدد 1 لسنة 2025 المتعلق بتنقيح وإتمام مرسوم مؤسسة فداء    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    كلية الطب بسوسة: تخرّج أول دفعة من طلبة الطب باللغة الإنجليزية    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    تطاوين: قافلة طبية متعددة الاختصاصات تزور معتمدية الذهيبة طيلة يومين    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    ريال بيتيس يتغلب على فيورنتينا 2-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع د. جمال حشمت أحد القيادات البارزة بجماعة الاخوان المسلمين
نشر في الحوار نت يوم 24 - 06 - 2010


* المعارضة تفتقد الاندماج مع الشارع
* الإسلاميون القوة المتسيدة الآن والغرب يخشاهم ولا يستطيع التنسيق معهم
* الإخوان يمثلون مشروعاً مستنيراً لمواجهة المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة
* لنا الفضل في عودة كثير من القيم الإسلامية إلى الشارع مثل الحجاب والنقاب والمدارس الإسلامية
* لا نعيش حالة هدنة.. وصفقة 2005 لم تعد مطروحة خلال انتخابات 2010
* لا يمكن للإخوان أن ينافسوا على الثلث والثلثين في الانتخابات منعاً للتوتر والمواجهة
* إخفاء الحزب الحاكم اسم مرشحه للرئاسة يعكس حالة الاضطراب
القاهرة صحيفة الراية إبراهيم شعبان
د. جمال حشمت أحد القيادات البارزة بجماعة الاخوان المسلمين واحد العقول المدبرة بالجماعة وهو يرتبط بعلاقته الوطيدة بالشارع المصري وخصوصا في دائرته "دمنهور" الذي كان نائباً بالبرلمان عنها.. لذلك يبدو اسمه هو الحاضر الدائم في كل كشوف اعتقالات قادة الاخوان.
وإزاء الوضع السياسي الراهن وحول خطة الاخوان المسلمين في العمل العام بعد انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى.. ووجود الاخوان ودورهم وأموالهم وتنظيماتهم الدولية والمحلية.. وعلاقتهم بقوى الاصلاح والتغيير ومدى قدرتهم على تجنيد الاف الشباب ودعمهم للمقاومة في فلسطين.. كان هذا الحوار مع د. جمال حشمت:
** بعد بدء الماراثون الانتخابي في مصر.. أو احداث العام الساخن ... كيف ترى المشهد السياسي في مصر ؟
- اعتقد انه مشهد كئيب ومعقد ..فهناك حكومة لا تعي ماهية العمل السياسي حكومة تكنوقراط وموظفين وسكرتارية تعيش معها لاكثر من 30 عاما دون أي استجابة حقيقية لمطالب الشعب ولم تتخذ قرارا يفيد الفقراء والغلابة من شعب مصر.. وللاسف فمعظم قراراتها تصب في صالح الاثرياء.
من ناحية اخرى فان استمرار الحكم بقانون الطوارىء لنحو 30 عاما متصلة عمل على تنحية السلطة القضائية ودخول الامن في عمل القضاء علاوة على استمرار الحكم البوليسي للبلاد.
وفي ظل هذه الاوضاع لا يمكن التنبؤ بمستقبل واعد لاننا لم نر أي خطوة جادة في اتجاه الاصلاح أو الديمقراطية وعليه فالمشهد الان ينم عن اختلاط غير مشروع بين السلطة والثروة بشكل يؤدي إلى تفشي الفساد والشللية كما ان هناك مواجهة كل فئات الشعب نتيجة لتصاعد الاحتجاجات من شتى الانواع مع القضاة والفلاحين والاساتذة والعمال والاطباء وغيرهم ولو استمر الحال على ما هو عليه فالقادم اسوأ بكل تأكيد.
** وسط كل هذا الموازيين غير المبشرة والمشهد المتخم بالصراع.. إلا تراهن على جماعات الاصلاح والمعارضة المصرية في تحقيق اصلاح ما.. على غرار الجمعية الوطنية للتغيير؟
- بصراحة شديدة.. مشكلة مصر الان في النخبة، وانا اعتقد ان الاعتماد على النخبة فقط لن يخرج مصر من أزمتها ولابد ان يشارك الشعب المصري في التغيير، والحقيقة التي يتغافل عنها الجميع ان الشعب لا يستطيع ان يعطي ثقته لاي احد حتى الان بما فيهم الاخوان المسلمين، واؤكد لك ان حركة الشعب المصري هي الوحيدة التي بامكانها اجبار النظام الحالي على تغيير سياساته.وترديد البعض ان هناك فئة تريد الاصلاح داخل النظام الحالي.. اشك في جديتها تماما. وعليه فحركة الشعب المصري وردة فعله هي الوحيدة القادرة على تغيير اصول اللعبة اما الرهان على حركة النخبة والمعارضة فقط فهذا لم يؤد إلى تغيير.
ونحن لا نشك في وطنية النخبة ولكن ينقصنا جميعا الاندماج مع الشارع المصري والاخوان المسلمين من بين هؤلاء ايضا وعليه فالمعارضة المصرية جميعها بما فيها الاخوان المسلمين من الواجب عليها توثيق علاقاتها بالشارع المصري حتى تكون هناك فرصة للتغيير والكلمة الاخيرة في النخب الموجودة الان في الشارع انها لا تزال حديث الفضائيات والصحف لا اكثر ولا أقل.
** ألا يمكن للنخبة المستنيرة والتي ترتبط بعلاقات دولية، اولها وزن دولي مثل د. محمد البرادعي ألا يمكن أن تشكل جبهة ضغط حقيقية على النظام ؟
- عندما نتحدث عن القوى الخارجية ينبغي ان لا نبالغ في امكانية ما يمكن ان تفعله إلا بعد ان نتأكد من حماية مصالحها وعليه فأوروبا وامريكا لا يمكن ان تساند الحركة الوطنية أو الشعبية إلا اذ ضمنت ان هذا سيحافظ لها على مصالحها وازاء الحقيقة الموجودة.. والتيار الإسلامي المتغلغل داخل الشارع المصري على اعتبار ان الدين مكون اساسي من مكونات الانسان المصري فهناك حالة من الترقب والخوف ازاء وضع الشارع المصري والحركة الوطنية التي يتسيدها الإسلاميون فكيف لهؤلاء ان يساندوا الحركة الوطنية خصوصا وان البعض يصدر لهم فزاعة ان الإسلامين يأتوا بديلا عن النظام الموجود الان وهذا يسبب لهم رعبا وخوفا لا حد له لان الإسلام والحركة الإسلامية تمثل مشروعا وطنيا في مواجهة المشروع الصهيوني الامريكي وهنا يبدأ الصراع والمواجهة.
** وكيف تفسر الضغط من جانب الجماعات الدولية والحقوقية على النظام المصري؟
- هؤلاء لا يمثلون الادارة الامريكية.. فالادراة الامريكية تترك الجميع يتكلمون لكنها تسير وفق استراتيجية معروفة ومحدودة سلفا. وقضية نظام الحكم في مصر تكمن في أنه لن يأتي رئيس إلا بموافقة امريكية ورضا إسرائيلي كما قال د. مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب وسكرتير الرئيس السابق للمعلومات وأظن أن كلام الفقي الذي جاء من خلال حوار له مع جريدة المصري اليوم قبل شهور وقال فيه ان المؤسسة العسكرية تكن الاحترام للرئيس مبارك واظنها لا تمانع في تولية ابنه كنوع من الوفاء له "هو كلام خطير وغير دستوري".
وإزاء ذلك فأية ضغوط على النظام المصري من جانب جماعات اوروبية وامريكية لا تعبر عن الموقف الرسمي الغربي الذي يهمه الحفاظ على المصالح الاستراتيجية العليا للامريكيين في المنطقة.
** وإزاء هذا الوضع.. كيف ترى العلاقة بين الإخوان والنظام؟
- علاقة ملتبسة بالفعل ولننظر إلى تصريحات الرئيس مبارك نفسه والتي قال فيها ان الاخوان المسلمين يهدوون الامن القومي المصري، كيف ذلك ؟ وكافة التقارير والدراسات التي رصدت عنهم تؤكد انهم جماعة إسلامية بعيدة تماما عن العنف.. واذا كان الاخوان يهددون الامن القومي المصري فما بال الإسرائيليين على الحدود المصرية وماذا عن الاعمال والسياسات المتوترة في دول حوض النيل؟
** .. وكيف ترى دور جماعة الإخوان المسلمين في هذه المرحلة؟
- أعتقد ان مجرد وجود الاخوان المسلمين الان هو عامل من عوامل الاستقرار والاتزان امام المشروع الصهيوني الامريكي والاخوان حققوا نجاحات كثيرة على المستوى الفردي الاسرى وعلى مستوى المجتمع فهناك قيم إسلامية كثيرة كانت مستهجنة في يوم من الايام صارت اليوم قيما طبيعية مثل فكرة العمل الإسلامي والاستثمار الإسلامي وفكرة بنك فيصل، ومجموعة المدارس الإسلامية التي قامت للحفاظ على الهوية الإسلامية ولغة القرآن، فالاخوان لهم دور، ومثل الحجاب والنقاب لا اريد ان أقول الدور الاكبر قام به الاخوان وكذلك فكرة الصمود امام الظالم والفاسد، فالاخوان هم الذين اكدوا على هذه المعاني بأعمارهم وحرياتهم، وكذلك محاولة اشراك الاخوان في كل الاعمال العامة في المحليات والنقابات يؤكد ان هناك بديل وان هناك ممارسة للسياسة بأخلاق وغيرها من هذه المعاني التي وضعها الاخوان على محك التجربة وهذا سبب خطورة الاخوان، فهم يقولون تكلم في الإسلام كما شئت العبادات، الطهارة، النظافة ومبد أهم لكم العقيدة ولنا الشريعة – كما كان د. مصطفى محمود يقول في أحد كتبه عن الإسلام السياسي – هم طوال الوقت يريدون ان يصلوا لهذه النتيجة، لنا الحكم ولنا التأسيس السياسي ولنا النقابات ولنا البرلمان، أما أنتم كإخوان مسلمين أو حتى كأفراد ليس لكم إلا العبادة والمساجد.. لكن الاخوان كسروا هذه القواعد وللعلم فقط فالنقابات لم يكن لها وزن يذكر لدى السلطة إلا بعدما دخلها الاخوان وصارت مؤسسات فاعلة ولها صوت..
** لنكن صرحاء للنهاية.. رغم كل الذي تتكلم عنه إلا أن الكثيرين من المحللين يرون ان الجماعة دخلت فترة هدنة مع النظام بعد مجيء د. محمد بديع، كما أنها تورطت في صفقات كثيرة مع النظام أثناء رئاسة "مهدي عاكف".. ما صحة ذلك ؟
- فيما يخص الجزء الاول بخصوص حكاية الهدنة فالواقع يكذب ذلك، والاخوان لم ينزلوا بمثل هذا العدد في انتخابات التجديد النصفي بمثل مانزلوا في هذه الدورة نحو 14 مرشح ودعك من النتيجة التي حسمها الوطني لصالحه " بالتزوير " .... وعليه ففكرة ان الاخوان تغيروا أو دخلوا في هدنة فهذا كلام غير صحيح..
اما الجزء الثاني من السؤال عن حقيقة الصفقات بين الاخوان والنظام فاذا وضعنا ما حدث في انتخابات 2005 فما حدث لم يكن بمنطق الصفقة وما تم بالفعل ان النظام ترك الانتخابات تدور بشفافية في بعض الدوائر في مقابل التزام الجماعة الهدوء في الحديث عن عورات النظام والذي حدث ان الاخوان المسلمين عندما نجحوا في المرحلتين الاولى والثانية وحصدوا نحو 88 مقعد اثاروا الغضب وكان رد الفعل هو التدخل لاسقاط اكثر من 40 مرشح اخواني في المرحلة الثالثة ودائرة دمنهور كانت احدى هذه التجارب التي أدت فيما بعد إلى تعديل الدستور والغاء الاشراف القضائي على الانتخابات.
أما بخصوص هذه الصفقة التي يتحدث عنها الجميع فان كافة الجلسات والمضابط تستطيع ان تكشف بوضوح حجم الاداء البرلماني لهم وانهم لم يهدأوا في التصدي لاي ظاهرة فساد أو رشوة أو غيرها.. رغم كل العراقيل التي تعرضوا لها.. ولنذكر معاً قناة البرلمان 2005 التي بدأت العمل آنذاك لرصد النشاط البرلماني.
لكنها توقفت عقب فوز الاخوان ب 88 مقعد، ثم توقفت تقريباً كل التغطية الاعلامية للنشاط البرلماني وحدث حصار اعلامي، فأين الصفقة في هذا كله ؟ كان هذا اتفاق ان تتاح الفرصة والا يتم التزوير لكن هذا حدث مع المرحلة الثالثة.
** بين كل قيادات الإخوان المسلمين تبدو رقماً صعباً للغاية على أجهزة الأمن ويكاد يكون أمر اعتقالك هو الوحيد الجاهز في كل حملة أمنية على الإخوان لماذا ؟ وكيف ترى ذلك؟
- هذا سؤال ايضاً يحيرني فعلاقاتي مع كبار المسؤولين سواء في بعض الاجهزة الكبري والرقابية علاقة محترمة جداً وبها ود شديد وتقدير..
أما عن الاسباب الخفية فلقد ظل هذا يؤرقني وعدت لافتش في ملفاتي خلال العامين التي قضيتهما في مجلس الشعب فوجدت مثلا انني كنت النائب الاول الذي تحدث عن شركة السلام لرجل الاعمال المعروف " ممدوح اسماعيل " لانه يكاد يكون المحتكر في كل عمليات النقل البحري وعندما تقدم بالسؤال كان الرد غير موضوعي.
وعندما فتشت مرة اخرى فوجدت طلب احاطة لوزير الداخلية عن بعض سيارات رجل الاعمال المستوردة رؤوف غبور، كما انه يوجد مسؤولين تمت اقالتهم في الثقافة والصحة والتعليم والري بسبب طلبات احاطة قدمتها ولم اقدم أي استجواب، لان وزراء الحزب الوطني ينتظرون الاستجوابات على احر من الجمر لانها تتيح لهم المديح في النظام القائم داخل البرلمان والعمل على الاعلان عن الانجازات لكنني ركزت على الاسئلة وطلبات الاحاطة والتي يمكن ان تحدث ردود افعال عنيفة داخل الوزارات والهيئات.
** أي ان نشاطك البرلماني كان احد اسباب القلق الدائم منك ؟
- انا أعدد الاسباب واحاول ان اصل للسبب الحقيقي.
** ألا يمكن ان يكون وجودك في الجماعة كاحد العقول المدبرة هو سبب القلق المستمر منك ؟
- ليس له علاقة وهم يعلمون كل شيء، لكنني منشغل بالعمل العام وحركة الشارع المصري وهذا من وجهة نظرهم اكثر خطراً.
** لكن هناك من يقول طالما ان جماعة الاخوان المسلمين بهذا الحجم وهذا التأثير فلماذا لا تتنافس مثلاً على ال 300 مقعد أو 250 مقعدا داخل البرلمان، لماذا تكتفي بعدد مقاعد أقل من 40 أو 50 ؟
- هذه مواءمات سياسية ولابد ان نراعي الوضع الاقليمي والوضع الدولي، نحن نلعب سياسة ولك ان تسأل نفسك لماذا الاصرار على تزوير الانتخابات لضمان نحو ثلثي مقاعد البرلمان.. لضمان موقع الاغلبية حتى يستطيعون ان يمرروا ما يريدون، وليس من المصلحة ان تتوتر الاجواء وانافس على الثلث أو الثلثين، الامور تأتي بالتدريج وليس هناك داعي للمواجهة.. ونحن موجودون ونرصد فشل النظام على المستوى الدولي والعربي والافريقي.
والشعب المصري رغم عراقة معرفته بالديمقراطية إلا أنه ليس عريق في ممارسة الديمقراطية وهناك فرق كبير لابد من التطور السياسي في مصر والتعود على الديمقراطية.
ولنقف امام التصريح الاخير لرئيس الوزراء د. احمد نظيف عندما سئل عن بديل الرئيس مبارك أو من سيأتي خلفه رد باجابة عاصفة وهي انه يتمنى لو ان الرئيس مبارك يعيد ترشيح نفسه لان " السيستم لم يفرز وجوهاً اخرى " كيف.. لا يفرز النظام كوادر مسؤولة ومدربة.. هذا ضد التطور الطبيعي للانسان وضد الديمقراطية.
** السؤال الذي لا يزال محيراً للجميع هو.. لماذا لا تتقدم جماعة الاخوان المسلمين باوراق حزب سياسي، وما هو موقفها تجاه الاقباط والمرأة؟
- قضيتا المرأة والاقباط اثارت لغطاً كبيراً لانها للاسف طرحت في الوقت غير المناسب لكن الرأي النهائي فيها ان لو احداً من الاقباط يريد ان يكون رئيساً للجمهورية فليس له ان يدخل حزب الاخوان، لكن لو كان يريد ان يكون وزيراً أو محافظاً كفء فأهلاً به وذلك في اطار الرؤي الفقهية. وكل كبار مفكري المسيحية اكدوا انه من المستحيل ان يتولى رئيس قبطي رئاسة الدولة الاغلبية الساحقة فيها للمسلمين.
وكذلك المرأة لو ارادت ان تترشح وتصبح رئيسة للجمهورية فهذا لا يمكن من خلال حزب الاخوان لكن لو ارادت ان تصبح وزيرة أو محافظة فأهلا بها.
** اما بالنسبة للحزب السياسي فهي قضية خلافية والنظام القائم يتلاعب بالحياة السياسية والامين العام للحزب الحاكم هو رئيس لجنة الاحزاب ؟ وهذا امر غير منطقي -- مرة اخرى.. من أين تتلقون اموالكم وماذا عن ابعاد التعاون الدولي معكم ؟
- أموال الاخوان من جيوب الاخوان ولا رقيب على جيوبنا فهذا امر خاص فعندما يتبرع احد بجزء من قوته فلا احد يستطيع ان يمنعه، ولا يمكن ان ندعم من أي جهة وهذا من أبجديات عمل الاخوان.
أما بخصوص قضية التنظيم الدولي فهذه مصطلحات أمنية، لكن هناك تنسيق دولي والاخوان يوجدون في كل دول العالم فلا مانع من الأخذ بالرأي وتبادل الفكرة والحوار بين الاخوان في الخارج والداخل والموضوع برمته هدفه تحفيز النظام الدولي على محاربة الاخوان كهيئة ارهابية. والنظام المصري ولو كان في حالة طبيعية كان بامكانه ان يستفيد من وجود الاخوان والمرشد العام داخل مصر وهذا من باب الريادة المصرية.
** وماذا عن موقف الاخوان تجاه حركة حماس؟
- نحن نفخر بعلاقتنا بحركة المقاومة الإسلامية حماس، ودعم المقاومة شرف للاخوان وشرف للشعب المصري ولا نتبرأ من هذا ابدا، المقاومة الفلسطينية هي الحل الاخير لحل القضية واجبار إسرائيل على الانسحاب من الاراضي المحتلة.
** هناك تصريح لا يزال يتذكره الكثيرون للمرشد العام السابق السيد: مهدي عاكف وهو ان باستطاعة الجماعة تجنيد 10 الاف جندي وارسالهم للحرب في فلسطين ما هي حقيقة ذلك ؟
- الاخوان لا يدربون احداً لكن الحكومة المصرية لو احتاجت لالاف المتطوعين من الاخوان لمحاربة إسرائيل ستجدهم في خدمتها. واذا ارادوا 30 أو 40 الفاً من الاخوان لقدمناهم لها اذا كانت جادة في مواجهة إسرائيل والاخوان يعتمدون المقاومة السلمية.
** وماذا عنك انت شخصيا وهل قررت خوض الانتخابات المقبلة لمجلس الشعب ؟
- لا استطيع ان اقرر الان في ظل حالة الغموض الموجودة وهناك حالة من الاضطراب الشديد وعلى المستوى الشخصي فتجربة دخول مجلس الشعب بالنسبة لي كانت مجهدة للغاية ومكلفة وانا لا ازال ممنوع من السفر ولا استطيع ان امارس حياتي بصورة طبيعية.
وفي دائرة دمنهور شهد اكثر من 151 قاضي من مجموع 160 قاضي بالتزوير الذي حدث وهذا ما يجعلني اعيد التفكير اكثر من مرة..
** وكيف ترى تأجيل الحزب الوطني اعلان اسم مرشحه الرئاسي حتى يونيو أو يوليو 2011 القادم حسب تصريحات السيد صفوت الشريف ؟
- لان هناك حالة اضطراب شديد و" لخبطة " في كل الاوراق ولم يتم الاستقرار على المرشح القادم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.