تبادل المرشحان للانتخابات الرئاسية الأمريكية الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين النقاش حول سياساتهما الاقتصادية ودعاياتهما الانتخابية في آخر مناظرة تلفزيونية لهما. وأدار المناظرة التي استمرت 90 دقيقة وأقيمت في جامعة هافسترا في نيويورك، بوب شيفر من شبكة CBS التلفزيونية، والذي أعلن في بداية المناظرة إن الموضوع الرئيسي لها سيكون السياسة الداخلية. الأزمة التي يمر بها الاقتصاد عزا ماكين الأزمة الى انهيار سوق العقارات في الولاياتالمتحدة وأن الحل هو شراء الحكومة الأمريكية للديون العقارية وتخفيف العبء من على كاهل الأسر الأمريكية. ثم أجاب أوباما بأن الحل يكمن في إيجاد وظائف ومنع الشركات من نقل الوظائف الى خارج الولاياتالمتحدة وخفض الضرائب على شرائح من المجتمع الأمريكي. أما ماكين فرد على أوباما بضرب مثال لسباك أمريكي يدعى جو سيتضرر من السياسة الضريبية التي يقترحها أوباما. ثم توجه ماكين الى هذا السباك بالقول إنه سيخفض ضرائبه ولن يزيدها مثل أوباما. أوباما رد بدوره إنه يريد خفض الضرائب ل95 في المائة من القوى العاملة في أمريكا وتحديدا على كل من يقل دخله عن 250 ألف دولار في العام، وخصوصا الممرضات ورجال الاطفاء وكل من يقومون بأعمال خدمية للمجتمع. ماكين بدوره قال إنه لا يريد أن توزع الحكومة الثروة على الشعب وإنما يريد من الشعب توزيع الثروة، وإنه يريد التركيز على المشروعات الصغيرة. الانفاق الحكومي بوب شيفر تدخل وأوقف النقاش وطرح سؤالا حول خفض الانفاق الحكومي من أجل سد العجز في الميزانية الحكومية وما هي الاقتراحات التي سيضطر المرشحين الى التخلي عنها بسبب هذا العجز. أوباما بدأ بذكر أنه تحدث خلال الحملة عن خفض كلي للإنفاق الحكومي وقال إن على الحكومة المقبلة أن تلغي كل البرامج الحكومية التي لم تحرز النجاح. ماكين قال إنه يجب أن تعتمد أمريكا على مصادرها في الطاقة وزيادة الاعتماد على الطاقة النووية والتوقف عن إرسال الأموال الى الدول التي لا تحب أمريكا. الدعايات الانتخابية بوب شيفر أوقف النقاش عند هذا الحد وتوجه بالسؤال حول طبيعة الدعايات الانتخابية التي قام بها الاثنان وهاجما فيها بعضهما بعضا بضراوة. ماكين رد بالقول إن المنافسة كانت حامية للغاية وإنه يأسف لما حدث خلالها، وإنه قد تألم لادعاءات عضو مجلس النواب جون لويس والتي ربط فيها بين ماكين ونائبته سارة بالين بفصل مؤلم من التاريخ الامريكي وهي حقبة الفصل العنصري وأنه يعتب على أوباما بأنه لم يدافع عنه. من جانبه قال أوباما إن دعايات ماكين الانتخابية كانت سلبية للغاية تجاهه وتضمنت ادعاءات عارية من الصحة في حقه. ماكين بدوره قال إن على أوباما أن يوضح علاقاته مع بيل أيرز، والذي كان عضوا في جماعة متطرفة شنت حملة ترويع في الستينات والسبعينات من أجل وقف الحرب في فيتنام. وقال ماكين إن بعض هذه الاتهامات التي وجهت لأوباما جاءت من قبل السناتور هيلاري كلينتون أثناء منافستها له على ترشيح الحزب الديمقراطي. أوباما رد بدوره على ماكين بتوضيح علاقته المثيرة للجدل مع بيل أيرز وقال إنه لا يعمل في حملته الانتخابية، ثم سرد أسماء من يخالطهم من سياسيين أمريكيين معروفين ورجال أعمال مرموقين. استهلاك أمريكا من النفط بوب شيفر سأل حول كيف سيتعامل المرشحان مع استهلاك أمريكا من النفط. ماكين قال إن على أمريكا أن تقلل من اعتمادها على نفط الشرق الأوسط والنفط الفنزويلي والاعتماد على النفط الكندي وبناء 45 منشأة طاقة نووية وفق معايير الأمان. أما أوباما فقال إنه خلال عشر سنوات يمكن للولايات المتحدة لو اتبعت سياساته أن تتوقف عن استيراد النفط من الشرق الأوسط وأن على أمريكا أن تتوقف عن الاقتراض من الصين وإرسال الاموال الى السعودية من أجل النفط والمقامرة بالتالي بمستقبل أبنائها. السياسات الصحية أوباما قال إنه سيعمل على خفض قيمة التأمين الصحي لمن يملكون تأمينا وسيعمل على إيجاد خدمة صحية لمن لا يملك تأمينا صحيا وفي ذات الوقت سيزيد من الانفاق على الصحة الوقائية. ماكين بدوره قال إنه سيعمل على إيجاد برامج رشاقة في المدارس الامريكية من أجل القضاء على السمنة وإنه سيعيد خمسة آلاف دولار لكل أسرة من أموال الضرائب التي يدفعونها سنويا من أجل دعم إنفاقهم الصحي. البيان الختامي للمناظرة وفي النهاية بدأ ماكين في إلقاء بيانه الختامي في هذه المناظرة، حيث قال إن هذه أوقات صعبة لأمريكا وأن البلاد تحتاج الى توجه جديد وأنه يملك سجلا طويلا من العمل النيابي. وأضاف أنه سيعمل على إصلاح النظام الصحي والتوقف عن هدر المزيد من الأموال الحكومية والحفاظ على أموال دافعي الضرائب ولذلك فإن يريد من الشعب الأمريكي دعمه. وأنه خدم أمريكا ووضعها أولا طيلة مسيرته السياسية والعسكرية. من جانبه قال أوباما إنه يشكر السناتور ماكين وأن أمريكا تواجه أكبر خطر اقتصادي منذ الكساد العظيم في ثلاثينيات القرن الماضي ولذا فعلى أمريكا أن تغير من اتجاهها وأنه يؤمن بأن الأيام القادمة ستكون أكثر إشراقا لو تم تطبيق سياساته ولذا فإن يسأل الشعب الأمريكي لدعمه من أجل يعمل بلا كلل أو ملل من أجل المواطن الأمريكي. وفي النهاية ختم بوب شيفر المناظرة بمقولة لأمه تقول فيها: اذهب وصوت، فهذا سيجعلك أكبر وأقوى.