بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    صفاقس تُكرّم إبنها الاعلامي المُتميّز إلياس الجراية    سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفضون فيه التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ    مدنين: انطلاق نشاط شركتين أهليتين في قطاع النسيج    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تختتم مسابقات صنفي الاصاغر والصغريات بحصيلة 15 ميدالية منها 3 ذهبيات    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الربيع العربي من وجهة نظر مراكز الدراسات الامريكية
نشر في الوسط التونسية يوم 21 - 06 - 2011

واصلت مجموعة "ثينك تانك" مونيتور متابعتها لأحداث الربيع العربي وخصوصا توسع الاضطرابات في سورية.
كما راقبت المجموعة هذا الأسبوع تأثير السياسة الأميركية في الشرق الأوسط على الانتخابات الرئاسية في ,2012 على الرغم من أن الاقتصاد بشكل عام, له الدور الأبرز في التأثير على نتائج الانتخابات.
تابع مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية موضوع الاستقرار في هذه الأمة, فقال ان فرص إعادة انتخاب أوباما تعتمد بدرجة كبيرة منها على استقرار المملكة العربية السعودية. ولاحظ أن "المملكة العربية السعودية لا تشارك في التهديدات الأمنية الداخلية التي تؤثر على العديد من دول الشرق الأوسط الأخرى, فقد تحسنت قدراتها على مكافحة الإرهاب حيث أجبرت تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة على نقل عملياته إلى اليمن, مع تجنب الوقوع في فخ الاعتماد على القمع بدلا من التعاون وإعادة الدمج. أرامكو السعودية وسابك هي بعض من الصناعات البترولية الأكثر كفاءة في منطقة الشرق الأوسط, وتولد مجموعة من عائدات النفط المرتفعة للأنظمة السياسية الحاكمة لمواجهة التقلبات الدورية الاقتصادية. وعلاوة على ذلك, التهديدات الخارجية هي التهديدات التي يمكن ردعها. وعلى الرغم من بعض التوترات, المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة تتعاونان في خلق قوات أكثر فعالية للتعامل مع إيران وتنظيم القاعدة, ومخاطر عدم الاستقرار في اليمن. الخليج لن يكون مستقرا في المستقبل المنظور, ولكنه لا يزال مصلحة أميركية قومية, وهذا يعني أن الولايات المتحدة لديها دافع أكبر للتعاون مع المملكة العربية السعودية للحفاظ على مزيج القدرات العسكرية والأمنية الوطنية التي من شأنها حماية المملكة ضد التهديدات الخارجية.
مؤسسة كارنيغي
تحدثت مؤسسة كارنيغي عن الاحتجاجات في المنطقة. فقال المحلل ميشيل دن أنه في حين أن الوضع الحالي في ليبيا ليس جيدا بالنسبة للولايات المتحدة, "كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير." وأشارت إلى أن القذافي كان يهدد بالبدء بحملة القمع العنيفة ضد المتمردين في بنغازي التي من شأنها أن تؤدي إلى خسارة الآلاف من الأرواح. والانتقال إلى اليمن, وقال دان يبدو أن النهاية تلوح في الأفق, وقد وافق مجلس التعاون الخليجي, والرئيس صالح, وأحزاب المعارضة اليمنية على خطة التنازل عن العرش. ومع ذلك, أشار إلى أن هذه الخطة لم ترض المتظاهرين في الشوارع, الذين شاهدوا وعود كسر صالح في الماضي.
مجلس العلاقات الخارجية
بحث مجلس العلاقات الخارجية في الاضطرابات في سورية. فقال خبير شؤون الشرق الأوسط جون ألترمان إن هناك قدرا كبيرا من القلق وعدم اليقين بين المسؤولين الأميركيين حول ما سيحدث في المستقبل, وبالأخص إذا خرج الرئيس بشار الأسد من السلطة. تعقيد السياسة الأميركية حول سورية, يعود إلى العديد من حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة مثل السعودية وتركيا وإسرائيل التي تريد أن يبقى الأسد في السلطة. "وأعتقد أن الخوف من مرحلة ما بعد بشار يعود للخوف من إيران في العالم العربي". وتساءل الترمان أيضا عما إذا كانت الديمقراطية ستترسخ في المدى القصير في الشرق الأوسط. "فإن طبيعة هذه الحركات الاحتجاجية تجعل من الصعب بالنسبة لهم الدخول في السياسة العادية". "ومن الصعب معرفة ما إذا كان بعض هؤلاء الناشطين, سيحبط لعدم قدرتهم على إحداث تغيير في ,2011 في ,2015 وفي 2016 سوف يعيدون تنظيم أنفسهم وإنتاج ثقافة تنظيم المشاريع السياسية.
معهد بروكينغز
ناقش معهد بروكينغز قضية الربيع العربي والفشل الأميركي التاريخي في دعم الديمقراطية في المنطقة. وخلص الباحثون إلى أن مصر وتونس, وعلى الرغم من مشاكلهم, يبقون حالات واعدة. وفي مكان آخر, فالوضع أكثر خطورة, مع الأنظمة المستبدة التي تدعمها الولايات المتحدة في اليمن والبحرين في ظل استخدام القوة التي لم يسبق لها مثيل ضد المواطنين, التدخل العسكري للمملكة العربية السعودية في البحرين قد نشر لهيب الطائفية الإقليمية وجعل الوضع أسوأ, وحتى الآن, تبنى الرئيس أوباما نهجا متأنيا, ورفض اتخاذ موقف أقوى مع اليمين الأميركي وحلفائه في الخليج, حتى أعداءه مثل النظام السوري. والواضح, أن العرب قد أظهروا حذرا شديدا في اللحظات التاريخية من التغيير. هذه المرة, ليس المجتمع الدولي, الذي يقود الطريق. ولكنهم وبلدانهم بحاجة للمجتمع لكي لا تفشل الثورات.
معهد واشنطن
بحث معهد واشنطن في مصر بعد مبارك. فوصف مسؤول في البنتاغون ديفيد شينكر الخطوات الملموسة التي يجب أن تتخذها واشنطن لدعم قادة مصر المقبلين, وللحفاظ على اتجاه الثورة الديمقراطية الشعبية, ومنع هذا النوع من الركود الذي يمكن أن يعزز صعود الإسلاميين. هذا الجهد يتطلب استثمارات سريعة وكبيرة لإنجاح الحكومة الجديدة من خلال الحفاظ على مستويات المعونة الحالية مع زيادة المشاركة من الولايات المتحدة والمنظمات غير الحكومية المصرية, يجب على واشنطن أيضا أن تشجع مصر على تنشيط دورها الإقليمي من خلال تراجع جهود تحقيق الاستقرار في السودان, ليبيا, وقطاع غزة. ومن خلال التحسين الدائم في القاهرة لا يمكن للولايات المتحدة أن تساعد على ضمان نجاح تجربة مصر الديمقراطية.
معهد الدراسات الإستراتيجية
كما تحدث معهد الدراسات الإستراتيجية في دور تركيا والتحديات الفريدة التي منحها إياها الربيع العربي. فأشار إلى أن تركيا هي قوة تجارية هامة, ولكن في الرفاه الاقتصادي تعتمد إلى حد كبير على الصادرات. وهذا يعني أنها عندما تضع خططها السياسية الخارجية, لا بد من أن تضع في اعتبارها مصالحها التجارية والاستثمارية. وفي البحث عن مصالحها الاقتصادية في منطقة مثل الشرق الأوسط, حيث لا تشارك تركيا في اتخاذ القرارات الاقتصادية, عليها خلق روابط قوية مع العديد من الأنظمة. ومن المفارقات, أن هذه الروابط جعلت تركيا قوة الوضع الراهن, وتبدو غير راغبة في رؤية التغييرات الجذرية. في ليبيا أولا, والآن سورية, حيث يخلق لها صداعا خطيرا.
مركز الدراسات الإستراتيجية
أما مركز الدراسات الإستراتيجية فقد تناول مسالة التنافس الإستراتيجي بين الولايات المتحدة وإيران. فلاحظ, أن "الصواريخ الباليستية هي ذات أهمية حاسمة للدفاع الوطني الإيراني. فبالإضافة إلى أنها وسيلة فعالة لحمل رأس حربي نووي, فأنها تزيد قدرة البلاد الإستراتيجية غير المتماثلة, فمنذ أوائل ,1980 تم تطوير قدرات الصواريخ الباليستية على الأسس الروسية, والكورية الشمالية, وبحسب التكنولوجية الصينية. إيران تمتلك حاليا أكبر مخزون للصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط, ومؤسسات الدولة العسكرية تعمل على زيادة تطوير عملها. طهران ترى في قدرات صواريخها عنصر أساسي لردع الهجوم ووسيلة لضرب أهداف ذات قيمة عالية, بما في ذلك القواعد الأميركية في الخليج الفارسي.
مؤسسة الهيريتدج فاونديشين
بحثت مؤسسة الهيريتدج فاونديشين في الوضع في اليمن وسياسة الولايات المتحدة. وخلص الباحثون إلى "أن الرئيس علي عبد الله صالح كان حليف فاتر ضد القاعدة في جزيرة العرب, التي كان من المفترض أن تكون اخطر على سلطته من الحركة الانفصالية الجنوبية أو تمرد الحوثيين في شمال اليمن. الآن صالح أقل فعالية كحليف ضد الإرهاب وكشريك سياسي. وإذا كان يتجاهل بعناد المطالب الشعبية الواسعة النطاق لاستقالته, وهناك فرصة متزايدة لليمن للاستفادة من القاعدة في جزيرة العرب.
يجب على واشنطن العمل لمنع ذلك من الحدوث من خلال التشجيع للانتقال السلمي للسلطة السياسية للحكومة التي تتمتع بتأييد شعبي كبير بما يكفي للحيلولة دون انزلاق اليمن إلى هاوية الفوضى.
التحليل
هل سينجح أوباما في تجديد انتخابه عام 2012:
هل يستطيع أوباما تجديد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة? جواب معظم الخبراء والمحللين في العاصمة الأميركية هو بالإيجاب. فلقد جرت العادة أن يتم فوز الرؤساء الأميركيين بدورة ثانية ولم يشهد التاريخ الحديث للولايات المتحدة سوى فشل ثلاثة رؤساء فقط في تجديد ولايتهم خلال أكثر من 80 عاماً وهم كارتر, بوش الأب وهربرت هوفر.
ومع ذلك يعتقد بعض المحللين والمراقبين أن أوباما يواجه وضعاً مماثلاً لكل من كارتر وهوفر وبوش الأب من حيث الثغرات والسلبيات التي يشهدها حكمه.
بالطبع فقد فاز أوباما فوزاً باهراً في عام ,2008 واستطاع تجاوز الانقسامات والتجاذبات التي شهدها الحزب الديمقراطي وكذلك تفوق في التنظيم والإدارة لحملته الانتخابية قياساً بمنافسته هيلاري كلينتون.
وفي المنافسة العامة مع مرشح الحزب الجمهوري السيناتور ماكين تفوق اوباما في أدارة حملته وساعده ضعف اداء ماكين المثقل بسلبيات إرث رئيس جمهوري (بوش الابن) وصلت شعبيته إلى الحضيض. ولكن ما يوجب التذكير هنا أن استطلاعات الرأي العام قبل 6 أسابيع من موعد الانتخابات العامة, كانت تمنح ماكين الأفضلية على أوباما. ويعزو البعض استمرار تداعيات الأزمة المالية وانهيار المؤس ̄سات الأميركية الكبرى مثل مؤس ̄سة "ليمان براذرز" بأنها الدفعة الأخيرة التي عززت حظوظ أوباما , لسيادة الانطباع لدى الناخبين بأن الحزب الجمهوري عجز عن مواجهة الأزمة المالية التي انفجرت خلال حكم رئيس ينتمي للحزب الجمهوري وانسحب الأمر على المرشح الجمهوري ماكين كذلك.
بالطبع ما جعل أوباما ينجح في الانتخابات الرئاسية هو وعده بالتغيير مقروناً بمواصفاته الشخصية الجاذبة وقدرته على تحريك قطاعات واسعة من الشباب والمستقلين إلى جانبه. وقارن البعض تجربة أوباما بما جرى في انتخابات عام 1840 في التاريخ الأميركي عندما فاز مرشح حزب الويغ ويليام هنري هاريسون مقابل الرئيس مارتن فان بورن. ويستذكر البعض الأساليب الانتخابية التي اعتمدها المرشح هاريسون وبراعته في تنظيم الحشود الجماهيرية الكبيرة وفي تصويره للرئيس فان بورن بأنه صديق النخبة الثرية مقابل هاريسون القريب من المواطن العادي وهمومه. بالطبع ساعد الأخير في حملته مواجهة الاقتصاد الأميركي لحالة ركود شديدة التصقت سلبياتها بالرئيس القابع في البيت الأبيض. والملفت أن بعض التكتيكات الانتخابية المبتكرة للدعاية والترويج دخلت لأول مرة في سجل الحملات الانتخابية الأميركية منها المسيرات الطويلة, حشد الجماهير في ساحات كبرى أو مزارع واسعة, استخدام أشكال كروية كبرى لوضع الدعايات الانتخابية مصنوعة من القماش أو الورق أو الجلد وصل قطر بعض الكرات الى 12 قدم ويتم دحرجتها من قرية الى قرية ومن مدينة إلى أخرى. ويبدو أن التعبير الشائع في الثقافة السياسية الأميركية "اجعل الكرة تتدحرج" ازدهرت استخداماته منذ تلك التجربة الانتخابية وتكرس في القاموس السياسي المتداول.
يبدو أن أوباما استعار من استراتيجية حملة هاريسون الناجحة وشهدنا تلك التجمعات الحاشدة للمهرجانات الانتخابية في ملاعب الكرة, وتواجد المشاهير إلى جانبه, والترديد المتناغم لشعار "نعم نستطيع" في كل نشاطاته الانتخابية. مثل هذه التكتيكات الانتخابية تنجح أكثر لدى المرشح المتحدي لرئيس جالس في المكتب البيضاوي. ولكنها ليست فاعلة جداً للرئيس الذي يخوض حملة تجديد رئاسية لدورة ثانية. ولا شك أن منظمي الحملة الرئاسية للتجديد يفكرون الآن في ابتكار وسائل جديدة تساعد أوباما على تحقيق زخم قوي في حملته الانتخابية, ويخشون من افتقاده لعنصر المبادرة والزخم الإيجابي والحماس المطلوب المماثل لحملته الأولى.
كانت استراتيجية أوباما في حملته الانتخابية تعتمد على مقولة هل أن الأميركيين هم الآن أفضل مما كانوا عليه قبل أربع سنوات, مثلما فعل فرانكلين روزفلت الذي وجّه الاتهام إلى الحزب الجمهوري كمسؤول عن الإنهيار الاقتصادي, بينما يحصد الحزب الديمقراطي ومرشحه فوائد ومكاسب الزعم بتحقيق الانتعاش والخروج من حالة التردي الإقتصادي. والمشكلة التي يواجهها أوباما الآن تتمثل في أنه لا يستطيع ترديد الزعم نفسه لأن هناك شكوك فعلية بأن أميركا الآن على طريق الأنتعاش الإقتصادي خاصة في ظل استمرار تزايد النسب العالية للعاطلين عن العمل وارتفاع أسعار الطاقة والمواد التموينية والغذائية. هذا الأمر يترك مدبري حملة أوباما أمام صيغة أخرى استخدمها الرئيس هوفر في حملة 1932 الإنتخابية عندما روّج لمقولة : "إن حالة أميركا ستكون أكثر سوءا لولا الرئيس" ولكن المشكلة هنا أمام أوباما أن تلك المقولة لم تسعف هوفر كثيراً في نهاية الأمر وأدت إلى خسارته الانتخابات.
يعكف منظمو حملة إعادة انتخاب أوباما الآن على تطوير استراتيجية جديدة مبتكرة, سيحاولون إعادة إنتاج اللحظة السحرية التي رافقت حملة 2008. ولكنها لن تكون ناجحة أو متفوقة عليها لأن أوباما ببساطة لم يعد "الموضة" أو الفكرة الجاذبة. فالآن هو رئيس ويتوجب عليه أن يدافع عن سجل حكم لا يبدو فيه المنقذ أو القادر على إنجاز الكثير من الوعود وتحقيق الآمال. ولكن فريقه الانتخابي قادر على إنتاج الانطباع والدعاية الضرورية لإبرازه كرئيس يتمتع بالشعبية الواسعة وسيركزون على توفر ميزانية انتخابات غير مسبوقة قد تصل إلى مليار دولار للإنفاق على الدعاية والمهرجانات , وسيحاولون تكرار مشاهد التجمعات الشعبية الحاشدة, لأنهم يتطلعون إلى إدخال فكرة استحالة خسارة أوباما في نظر الناخبين.
وقد يلجأ فريقه الانتخابي إلى استخدام استراتيجية مماثلة للحملة الانتخابية التي استخدمها الرئيس ترومان عام 1948 والتي اتبعها عملياً كل رئيس بعده تُظهِر استطلاعات الرأي انحساراً وتراجعاً في شعبيته. فلقد اشتهر ترومان بصراحته ونقده الشديد للحزب المنافس واعتماد أسلوب الهجوم اللاذع وخاصة عندما يكون الكونغرس في الضفة السياسية الأخرى المقابلة للرئيس. وما علينا سوى مراجعة فقرة من خطاب الرئيس ترومان عندما قبل إعادة الترشيح وهاجم فيها الكونغرس الجمهوري لتبيان ذلك حين قال: "أود أن أتحدث ولو باختصار عن فلسفة الحزب الجمهوري وسأستند في حديثي هنا على الأفعال وكذلك على التجربة والتاريخ. إن حالة أميركا البائسة في عام 1932 كانت نتيجة منطقية للسياسات المتبعة من الحزب الذي سيطر على السلطة في الولايات المتحدة. هذا الحزب هو الحزب الجمهوري الذي يفضل القلة من أصحاب الأمتيازات والثروة وليس غالبية الشعب المحروم. لقد برهنوا على ذلك منذ تأسيس الحزب الذي خضع لسيطرة أصحاب الامتيازات وأثبتوا ذلك في دورة الكونغرس الثمانين. وأثبتوا ذلك بما فعلوه بالشعب وليس من أجل الشعب, كما أثبتوه بما عجزوا عن الوفاء به وتحقيقه".
وسبق للرئيس أوباما أن استخدم تعبيرات مشابهة لما قاله ترومان خلال خطبه الانتخابية. ويُنتظر من أوباما أن يستخدم المزيد من التعابير المشابهة لشن حملة شعواء على الحزب الجمهوري وسيتهم الجمهوريين بتعطيل الحكومة وتأخير إقرار الميزانية ومصادرة حقوق مكتسبة للمواطنين من برامج ذات صلة بالرعاية الإجتماعية والتعويضات والرعاية الصحية. بالطبع سيواجه أوباما اعتراضات من داخل حزبه ومن خارجه, فالجناح اليساري مستاء منه وكذلك المستقلين الذين اعتقدوا أن مجيئه للرئاسة سيعني إلغاء كل الحواجز والتوجهات العنصرية.
لا شك أن ما ساعد ترومان هو اختيار مرشح جمهوري منافس له تم تصويره بأنه ايديولوجي متطرف, وسيكون أي مرشح محتمل مطروح من الحزب الجمهوري أمام أوباما أكان مدعوماً من فريق حزب الشاي أو من غيره معرضاً لنفس التهمة وسيسهل على أوباما في تلك الحالة السيطرة على نقاط النقاش في الأسابيع الأخيرة للحملة الانتخابية مثلما فعل ضد السيناتور ماكين.
ولكن سيبقى السؤال الذي يمكن أن يواجه به أوباما من قبل أي منافس جمهوري هو مخاطبة الأميركيين بهل أنتم بحالة أفضل الآن قياساً بما كان قبل أربع سنوات? قد تتوقف حملة أوباما على مدى فاعليته في الإجابة على هذا السؤال ومدى قدرته على إلقاء اللوم تجاه أي تقصير على منافسيه في الحزب الجمهوري....لقد نجح في عام 2008 ولا يوجد الآن ما يفيدنا بعدم قدرته على تكرار الفوز بالرئاسة وإن كان بمستوى أقل من الزخم والحيوية. أحد العوامل المتحركة هنا يبقى متعلقاً بنوعية الشخصية التي ستنال ترشيح الحزب الجمهوري.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.