ضمن سلسلة الكتب التي دأبت على إصدارها تحت عنوان «تونس قصة نجاح»، تصدر "دار العرب للصحافة والنشر" بلندن كتابا جديدا عن تجربة تونس ونجاحاتها في مختلف الميادين. وفي هذا الكتاب الذي يحمل عنوان "تونس كما يراها الآخرون" تعرض لصورة جديدة من تميز تونس، صورة يخطها مفكرون وأكاديميون عرب وأجانب.. صورة قيمتها أنها تُصاغ بأقلام محايدة تضع الأكاديمية والنزاهة فوق كل اعتبار. ويقدم للكتاب الأستاذ محمد الهوني رئيس التحرير والمدير العام المسؤول لصحيفة "العرب" بمقال يحمل عنوان الكتاب يؤكد فيه أن "الاهتمام الإعلامي العربي والعالمي بتونس لم يكن محض الصدفة، بل هو في الواقع اهتمام منتزع بقوة منجزاتها وصوابية رؤى قيادتها السياسية.. صوابية تقرّ بها منابر إعلامية عالمية كثيرة حين تتسابق لاستجلاء آراء الرئيس زين العابدين بن علي في أعقد القضايا الإقليمية والدولية من خلال الحوارات الكثيرة التي أجريت معه ونشرت بالعربية ومترجمة إلى عديد اللغات الأجنبية". يكتب د. ميشيل أبيدال (المفكر الفرنسي المعروف) تحت عنوان "التجربة الاقتصادية في تونس: ريادة مغاربية واعتراف دولي"، فيقول "ولعل ما يميز هذه التجربة (التونسية) تمكّنها من تحقيق التنمية المستديمة بالمزاوجة بين تنمية قطاع التجارة الخارجية وتشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بحيث إن جل المؤسسات الأجنبية التي استقرت بتونس ساهمت في الرفع من صادراتها بشكل كبير، حيث بلغت %64 بالمائة من إجمالي الصادرات التسويقية إلى الخارج. ومما لا مراء فيه أن تونس استفادت منه استفادة جمة للرفع من مستوى عيش السكان وتحسين الدخل الفردي". وفي سياق آخر، يقول د. حسن المصدق الأستاذ بجامعة السوربون في مقال تحت عنوان "نظام التعليم العالي والبحث العلمي"، ومن دون شك، لقد وعت تونس أهمية الرهان القائم على التربية وإصلاح التعليم، لأن اقتصاد المعرفة في عصر الطفرة التكنومعلوماتية يتطلب مهارات عمل مكونة تكوينا عاليا لها القدرة على التكيف مع الظروف المستجدة، بحيث إن القطاعات الصناعية الجديدة القادرة على إنتاج فائض قيمة سواء في ميدان المعلوماتية والوسائط الفائقة والهندسة الوراثية والجراحة وفن التصميم وصناعة السياحة والمهن الراقية... تتطلب كلها قدرات وقوة عمل مدربة أحسن تدريب ومكونة أحسن تكوين. ومن ثم إن توفير تعليم عالي الجودة هو الوسيلة الأولى في تحديث هذه القطاعات التي تقتضي كفاءات عالية التدريب مسلحة بالجديد والمتجدد في سوق الأفكار والعلم والابتكارات الحديثة". وفي نص مشترك يحمل عنوان "تكنولوجيا مجتمع المعلومات واقتصاد المعرفة في تونس - نموذج ناجح وآفاق واعدة" كتبه كل من د. صايم سميرة ود. خديجة زروال ود. حسن المصدق، جاء فيه أن "تونس البلد المغاربي الوحيد الذي يظل الأقرب إلى تحقيق معدل التنمية العالمية المتوسطة في ميدان تكنولوجيا المعلومات، فهي بدون انحياز الأقرب إلى ذلك بدون شك. لذلك ثمة إصلاحات وإجراءات لا بد منها في الأمد المنظور بغاية رفع التحدي المطروح". وفي الكتاب يقدم د. الطيب ولد العروسي رئيس معهد العالم العربي بباريس مقالا يحمل عنوانا له "الهجرة التونسية في فرنسا: أبعاد وآفاق - حس وطني عال ومساهمة في بناء الاقتصاد الوطني" يقول فيه "ما يميز الهجرة التونسية هو هذا الاهتمام الذي نجده اليوم من السلطات التونسية، إذ تسهل لهم تلبية احتياجاتهم الإدارية والترفيهية، وتشجعهم على إقامة مشاريع استثمارية وتفتح لهم خلال العطل الصيفية الإدارات في الفترة المسائية لقضاء شؤونهم، رغم أن هذه الإدارات تغلق أبوابها عادة على الواحدة والنصف بعد الظهر، كما تشجع العمال التونسيين على تحويل أموالهم التي تبلغ حوالي 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، أي أن ما تدخله الهجرة يعتبر مكسباً مهماً على المستوى الوطني،و يحلم آلاف المهاجرين التونسيين في الاستقرار ببلدهم وإنشاء مشاريع فيها، تسمح لهم باقتناء مساكن إما عن طريق الإيجار، وإما عن طريق الشراء المباشر". وفي مقال آخر، يكتب د. حسين قبيسي مقالا تحت عنوان "العلاقات الفرنسية التونسية: صداقة متينة وآفاق واعدة"، يخلص فيه إلى تأكيد التكافؤ، فيقول "فرنسا هي البلد الأول في مجال التبادل التجاري مع تونس فهي البلد المصدّر الأول إليها وتحتلّ ما بين 21 و28 % من السوق التونسية، وهي أيضاً البلد الأول الذي يستورد منها إذ تتراوح صادرات تونس إلى السوق الفرنسية بين 27 و32 %". ويكتب الأديب والكاتب والباحث في الجامعات البريطانية أزراج عمر مقالا بعنوان "نموذج التنمية التونسي - حكمة في التسيير، عقل رياضي، وفكر منهجي" يؤكد فيه أن "نموذج تونس في مجال احترام وجود الشريحة الوسطى إيجابي وجدير بالدراسة، والتأمل، والاستفادة منه خاصة من قبل عدد من الدول العربية التي ابتلعتها منذ نهايات الثمانينات من القرن العشرين إلى يومنا هذا موضة اقتصاد السوق، وتغييب دور الدولة التوجيهي، والقانوني، والأخلاقي في إدارة مسار التنمية. وأكرر هنا بأن ثمار المحافظة على الشريحة الوسطى، وتحديث الشريحة الفلاحية في المجتمع التونسي وعدم الخلط بينهما، أو جعلهما يحلان مكان بعضهما البعض سوف تنضج مع الوقت، وستساهم في النمو والاستقرار، وتجنب الأزمات التي تغرق فيها التجارب الفوضوية في كثير من الدول العربية التي دمرت القطاعين معا مما أنتج وينتج ثقافة مستوردة ولاغية للهويات الوطنية في هذه الدول ومجتمعاتها". الكتاب أيضا يضم فصلا خاصا يقدم فيه ببلوغرافيا عن الكتب المختصة التي تحدثت عن التجربة التونسية بعدة لغات. واصدرت صحيفة العرب" في السنوات الأخيرة مجموعة من الكتب عن تونس بينها: لماذا بن علي؟ (صادر سنة 2004) – جمهورية الغد؟ (صادر سنة 2004) – معا لبناء مستقبل أفضل: مجتمع المعلومات خيار تونس الاستراتيجي (صادر سنة 2005) - تونس.. شهادة للتاريخ (صادر سنة 2006) - تونس قصة نجاح: الزيارات الفجئية في قلب فلسفة التغيير (صادر سنة 2007). كما أنجزت " سلسلة من الملاحق المتميزة عن تونس منذ التغيير وإلى الآن.