كانت نهاية الأسبوع فى تونس عنوانا لأنشطة متعددة للرئيس زين العابدين بن على جمعت بين البعدين الاقتصادى والاجتماعي، حيث دشن مقرا جديدا للاتحاد التونسى للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية "اتحاد الأعراف"، كما أعلن عن انطلاق عمل مستشفى للحروق بمواصفات هى الأولى عربيا وأفريقيا. وخلال تدشين مقرها، أشاد الرئيس بن على السبت بمنظمة الأعراف ورجال الأعمال لما تنهض به من دور مهم وأساسى "فى تعزيز الحوار والوفاق مع غيرها من المنظمات الوطنية المهنية والاجتماعية وفى تجسيم تلازم البعدين الاقتصادى والاجتماعي". ويشترك الاتحاد التونسى للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية مع اتحاد الشغل "اتحاد النقابات" فى مفاوضات اجتماعية مستمرة منذ ما يقارب العشرين عاما، أى منذ تغيير 1987، نتجت عنها زيادات مستمرة فى الأجور لفائدة الطبقة الشغيلة فى القطاعين العام والخاص. وتدعم المنظمتان السياسة الاجتماعية التى يتبناها بن على فى الجمع بين البعدين الاقتصادى والاجتماعي، وهو خيار حقق نتائج ملموسة لعل أهمها أن الطبقة الوسطى أصبحت تمثل الثُلثين من الشعب التونسي. وأشار بن على فى كلمته التى ألقاها بالمناسبة إلى دور اتحاد الأعراف "فى تثبيت مكانة المؤسسة الاقتصادية ودعم قدرتها التنافسية لكسب رهانات الاستثمار والتصدير والتشغيل والاندماج فى الاقتصاد العالمي". وفى سياق متصل بالمجال الاقتصادي، تولى الرئيس التونسى السبت تدشين المقر الجديد لمتحف العملة التونسية، وهو متحف يؤرخ للذاكرة المالية التونسية وانطلاق العمل بالدينار وتركيز النواة الأولى من البنوك. وطاف الرئيس بن على بعد أن أزاح الستار عن اللوحة التذكارية مختلف أرجاء المتحف الذى يحتوى على 43 خزانة بلورية بها ابرز القطع النقدية النادرة من رصيد البنك المركزى التونسى الإجمالى الذى يقارب 5 آلاف قطعة تؤرخ ل25 قرنا من تاريخ العملة فى تونس من الفترة البونيقية الى الفترة الحالية وذلك الى جانب نماذج لعدد من الأوراق المالية. وفى سياق تلازم البعدين الاقتصادى والاجتماعي، أيضا، تركز الجزء الثانى من نشاط الرئيس التونسى يوم الأحد على المجالات الاجتماعية والبيئية، فقد تدشين مركز الإصابات والحروق البليغة بمحافظة بن عروس "محاذية للعاصمة تونس". وتتكون بناية المركز الذى أنجز بأرض تمسح 6 هكتارات من 7 طوابق الى جانب تخصيص فضاء لانجاز مهبط للمروحيات . وتبلغ طاقة استيعاب هذا المركز الذى بلغت كلفته الجملية حوالى 36 مليون دينار "الدولار يساوى 1.2 دينار تونسي" بطاقة استيعاب تبلغ 168 سريرا موزعة على مختلف اختصاصات المركز الذى تم تجهيزه بأحدث التقنيات الطبية وهو يعتبر فريدا من نوعه على الصعيدين العربى والإفريقي. وتشهد الخدمات الصحية فى تونس تطورا كبيرا، إنْ من حيث توسع عدد المؤسسات الصحية التابعة للقطاعين العام والخاص، على مختلف المحافظات، وإنْ من ناحية التجهيزات العصرية التى تتمتع بها، وهو ما جعلها قبلة، ليس فقط للتونسيين، بل وأيضا لمواطنى الدول المجاورة. وتسعى تونس لجعل الخدمات الصحية فى مستوى التطور الذى تشهده مختلف المجالات، وقد أعلن الرئيس بن على خلال رمضان الماضي، وفى سياق سياسات التضامن عن تأسيس بنك للأدوية يتولى توزيع الأدوية فى مختلف المؤسسات الصحية خاصة فى المناطق الريفية والقروية. وفى سياق قريب يدخل فى مفهوم جودة الحياة الذى يجمع بين المكاسب الاقتصادية والاجتماعية حق التمتع ببيئة سليمة، تولى الرئيس بن على غراسة رمزية لشجرة زيتون فى حديقة مركز الإصابات والحروق البليغة. واطلع من خلال لوحات بيانية وإحصائيات على النتائج والمؤشرات المتعلقة بالتشجير الغابى والرعوى والعناية بالمساحات الخضراء وعبر عن الارتياح لنتائج برامج توسيع وتهيئة المناطق الخضراء بالوسط الحضرى بما مكن من بلوغ معدل 15.37 مترا مربعا للفرد الواحد. صحيفة العرب اللندنية -