اختتمت يوم السبت 15 نوفمبر بتونس فعاليات ملتقى تونس الاقتصادي الثاني الذي استغرق يومين بمشاركة رجال أعمال ومستثمرين خليجيين وأجانب من 21 بلدا. وتناول الملتقى عددا من المحاور تتمثل في دور تونس المتوسطي وتطورات الاقتصاد التونسي وبيئة الاستثمار والمشاريع الكبرى ودور الاستثمار العربي والأجنبي. وقال أدهم مبارك التورى مدير عام المجموعة التونسية الكويتية للتنمية "تونس تتميز بموقع جغرافي ممتاز وهي قريبة من الأسواق المجاورة سواء الغنية مثل الجزائر وليبيا، أو أسواق جنوب أوروبا. ففي الخليج موقعنا بعيد عن هذه الأسواق، وبذلك فتونس يمكن أن تكون بوابة عبور الخليج نحو مناطق أخرى". ودعا المستثمرون المشاركون إلى أن تنشط تونس بعدها المغاربي بما يُمكّن مختلف بلدان المنطقة من الإمكانيات المتوفرة في مجال النمو مشيرين إلى ما يتوفر لتونس من إمكانيات تعاون هامة على المستوى الإفريقي. وركز عدد من المشاركين على أهمية التكامل العربي في الوقوف أمام توسع تداعيات الأزمة المالية العالمية التي عصفت بكبرى الأسواق المالية في العالم، مع سعي تونس الجاد للسيطرة على تلك التداعيات من خلال اجتذاب المزيد من الاستثمارات العربية والأجنبية". وقال أحمد محمد علي، رئيس البنك الإسلامي للتنمية، إن تأثيرات الأزمة المالية على تدفق الاستثمارات إلى تونس سيكون محدودا. وتقدر قيمة المشاريع الكبرى التي يتم إنجازها في تونس خلال السنوات الأخيرة بحوالي 50 مليار دولار. وتفيد الأرقام الرسمية أن الاستثمار العربي ينتظر أن يبلغ سنة 2008، ما قيمته 2.8 مليار دينار مقابل 2.2 سنة 2007. وبدأت الاستثمارات الإماراتية تتدفق على تونس بعدما فازت شركة "تيكوم ديغ" التابعة لشركة دبي القابضة بصفقة شراء 35% من رأسمال مؤسسة اتصالات تونس التي بلغت قيمتها 2.82 مليار دولار. وارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر في تونس بحسبما أفاد به محمد النوري الجويني، وزير التنمية، بنسبة 38% في الأشهر التسعة الماضية حيث بلغ حجمه 1.68 مليار دينار مقابل 1.22 مليار دينار في الفترة المقابلة من العام الماضي. غير أن أبرز وأهم المشاريع الاستثمارية في تونس هو مشروع "تونس باب المتوسط" الذي يوصف في تونس بأنه "مشروع القرن"، الذي ستنفذه مؤسسة سماء دبي باستثمارات قدّرت بنحو 14 مليار دولار. ومشروع "باب المتوسط" يشتمل على منتجعات سياحية من طراز عالمي ومحطات استقطاب ستقام على البحيرة الجنوبيةلتونس العاصمة. والمشروع الذي يشمل أيضا بناء 120 عيادة خاصة، يرتقب أن يكون جاهزا بحلول 2016 لاستقطاب مزيد من السائحين من مختلف أنحاء العالم. وقال الهادي الجيلاني، رئيس اتحاد الصناعة والتجارة بتونس "لقد اندمج الاقتصاد التونسي منذ سنة 1995 في الاقتصاد العالمي. وتونس هي أول دولة توقع اتفاق شراكة مع الإتحاد الأوروبي". وأضاف "تونس هي دولة في طريق النمو وهي بصدد التطور".