عبر مثقفون وفنانون تونسيين عن تضامنهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة خلال برنامج تلفزيوني خاص حول تفاعل المثقف التونسي مع الأحداث في غزة بثته قناة حنبعل التلفزيونية التونسية. وأكد المخرج والسيناريست السينمائي النوري بوزيد صاحب أفلام : ريح السد و دمى من طين و آخر الفيلم الحائز على كثير من جوائز السينما العربية والعالمية إن ما يشاهده العالم من صور للجرحى وللجثث الملقاة على الأرض الفلسطينية يساهم دون شك في وقت لاحق بتقديم أعمال إبداعية ستكون شواهد تاريخية على هذا الواقع المرير نافيا أن تكون قتامة الأوضاع محبطة للعزائم . وشدد بوزيد الذي تتسم أعماله السينمائية بالالتزام بقضايا المجتمع على إن الأحداث في غزة نجحت في دحض صفة الإرهابي عن المقاوم الفلسطيني مشيرا إلى أن الاحتلال هو اكبر وأبشع ارهاب . وهو رأي شاطره إياه زميله السينمائي والمسرحي منصف ذويب الذي اعتبر إن لحظات الوجع التي يعيشها الفنان تشحن فيه حب الحياة . وعبر ذويب الذي تبرع السبت الماضي بمداخيل عرض إحدى مسرحياته لأهالي غزة عن رفضه تعليق الأنشطة الثقافية كشكل من أشكال التعاطف . ودعا المبدعين إلى الائتلاف والعمل كل حسب وسيلته لتشكيل قوة ضغط ضد هذا العدوان الغاشم . وأكد المخرج السينمائي إبراهيم لطيف من جهته على ضرورة توثيق الصور الواقعية التي تعبر عن مأساة شعبنا في غزة من أطفال ونساء وشيوخ حتى تكون وثيقة حقيقية للتاريخ وحتى لا نترك مجالا للمغتصبين لتزييف الحقائق محذرا من القراءة الأحادية الجانب للتاريخ. وحول تفاعله مع ما يجري من أحداث في غزة قال الشاعر منصف المزغني الذي سبق وان ألف قصائد للقضية الفلسطينية أعيش الآن مرحلة تخزين لهذا الألم ولهذه الرجات لافتا إلى إن الفنان عادة ما يكون بطيئا في ردود فعله ولا يخضع للترجمة الفورية موضحا إن المبدع يوثق للبشرية وبالتالي ما ينتج بسرعة ينسى بسرعة . وحيا المزغني بطولة الطفولة الجريحة التي أحرجت العالم كافة . ووجه الملحن محمد علام سهام نقده إلى الفنانين العرب الذي يستغلون القضية الفلسطينية للاسترزاق وشدد على إن ما يؤخذ بالقوة يجب أن يسترد بالقوة . وفي حين يرى البعض بأن الأغاني الوطنية والحماسية لم يعد لها مكان في المشهد الثقافي العربي أكد المطرب منير الطرودي إن التحركات الاحتجاجية رفعت الغشاوة على أعين الغافلين وأكدت إن الشعب العربي لم تخدره الرداءة الفنية ولا يزال يتأثر بالأغاني الملتزمة التي لم تأفل بعد وفي السياق ذاته تمنى الملحن عادل بندقة إن تغير الإحداث خريطة الإبداع في المنطقة العربية . أما المطرب صابر الرباعي فقد ناشد كل من له حس وطني وكرامة التحرك والوقوف وقفة رجل واحد للضغط على أصحاب القرار لإيقاف الظلم الذي يطال المدنيين الأبرياء . وكان الرباعي الذي يعد من ابرز المطربين في العالم العربي قد الغي حفلا كان من المقرر إحياؤه نهاية العام الماضي في العاصمة التونسية تعبيرا تضامنه مع الشعب الفلسطيني. واحتجاجا على ما يواجهه أهل قطاع غزة من حرب إبادة وحشية انطلقت بدعوة من اتحاد الكتاب التونسيين تظاهرة تضامنية لكافة المبدعين والمثقفين التونسيين والعاملين في سائر صنوف الإبداع يوم أول من أمس بوسط تونس العاصمة شارك فيها اتحاد الممثلين ونقابة الموسيقيين التونسيين ونقابة المنتجين السينمائيين واتحاد الفنانين التشكيليين وجمعية السينمائيين التونسيين والهيئة التونسية لنوادي المسرح ونادي القصّة ونقابة المسرحيين ونقابة مهن الفنون الدرامية.