في أول كلمة له منذ أدائه القسم رسميَّا رئيسا للولايات المتحدة يوم أمس الثلاثاء، كشف باراك حسين أوباما عن حزمة من الإجراءات والسياسات والتوجَّهات التي قال عنها إنها ستشكِّل "بداية حقبة جديدة في السياسة الأمريكية". وقد خصَّص أوباما كلمته الأولى لموظفي البيت الأبيض وأعضاء فريق إدارته الجديدة حيث طالبهم بضرورة اعتماد "الشفافية التامة" وعدم إخفاء أي معلومات عن الشعب الأمريكي حجر زاوية في العلاقة بين الحكومة والبيت الأبيض من جهة والشعب الأمريكي من جهة أخرى. وقال أوباما إنه يريد أن يدشَّن عهدا جديدا من السياسة الأمريكية قائما على "الشفافية والانفتاح والمصارحة التامة" بين إدارته والأمريكيين. إجراءات جديدة وقالت مرسلة في العاصمة الأمريكيةواشنطن، وفاء جباعي، إن الرئيس الأمريكي الجديد تحدَّث عن عزم إدارته تطبيق عدَّة وإجراءات جديدة، من ضمنها منع موظفي البيت الأبيض العمل في أي مجموعات ضغط "لوبي" أو تلقي أي هدايا مهما كانت أثناء خدمتهم في إدارته. ولفتت المراسلة إلى أن أوباما كرَّر كلمة "شفافية" ست مرات، كما شدد على كلمة "الانفتاح" وتعبير "ملامح المرحلة المقبلة"، في إشارة أوليَّة إلى التحوُّل الكبير الذي يُتوقع أن تحدثه الإدارة الجديدة في السياسة الأمريكية. جاء حديث أوباما إلى موظفي إدارته في اليوم الأول له في منصبه كرئيس للولايات المتحدة، حيث تدارس مع مستشاريه سُبل مواجهة الأزمة الاقتصادية العميقة التي ترزح تحتها البلاد والحربين اللذين تخوضهما واشنطن في كل من العراق وأفغانستان. ومن المقرر أن يلتقي أوباما بمستشاريه العسكريين والاقتصاديين للبحث في الأزمة الاقتصادية والوضع في افغانستان والعراق بعد حضوره قداسا في كاتدرائية واشنطن. وقد أمر أوباما بعد ساعات فقط من ادائه اليمين الدستورية وقفا مؤقتا لمحاكمات المشتبه بعلاقتهم في قضايا ارهابية والتي تجرى في معتقل جوانتانامو. وافادت الأنباء بأن الرئيس الأمريكي الجديد أجرى اتصالا مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وعد خلالها بالعمل من أجل "سلام دائم" في المنطقة. محاكمات جوانتانامو وكان الرئيس الامريكي ووزير دفاعه، روبرت جيتس، قد أصدرا أمر تعليق المحاكمات المذكورة والذي سيقدم الى هيئة الادعاء العسكرية الامريكية. وقد يشمل هذا الأمر 21 قضية من بينها خمس قضايا كان من المتوقع ان يمثل اصحابها امام المحكمة العسكرية بتهم التخطيط لهجمات 11 سبتمبر/ ايلول 2001. الا ان الطلب الذي تقدمت به الادارة ينص على تأجيل هذه المحاكمات لمدة 120 يوما وذلك "لمصلحة العدالة"، حسبما اشارت الحكومة الامريكية. وسيسمح هذا التأجيل للرئيس الامريكي الجديد باعادة النظر في الآلية القضائية للمحاكمات التي تجري في جوانتانامو. يذكر ان اوباما كان قد تعهد مرارا باغلاق معتقل جوانتانامو حيث يحتجز نحو 250 شخصا يشتبه في علاقتهم بقضايا "ارهابية". وقد ورد لاحقا ان قاضيا عسكريا امريكيا قد اوقف بالفعل المحاكمة التي كانت جارية لخمسة من سجناء جوانتانامو بتهمة التخطيط لهجمات سبتمبر مما يتيح للرئيس اوباما الفرصة التي يبتغيها من اجل التوصل الى قرار حول مستقبل محاكم جوانتانامو الخاصة. وبالرغم من ان قرار الحاكم يوقف الدعاوى لحين اواخر شهر مايو /ايار المقبل، فإن محامي الدفاع ينظرون اليه على انه يمثل نهياة المحاكم العسكرية في معتقل جوانتانامو. "سلام دائم" وقال مسؤولون فلسطينيون إن الرئيس اوباما اجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعده فيها بالعمل من اجل احلال "سلام دائم" في منطقة الشرق الاوسط. وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني إن اوباما أبلغ عباس بأنه اول رئيس اجنبي يتصل به منذ تنصيبه رئيسا يوم امس. يذكر ان اوباما اعلن عن معظم تشكيلته الحكومية ولكن العديد من المناصب الحكومية تحتاج الى ان تقر من قبل السلطات المعنية. مستعد للقيادة وكان الرئيس الامريكي قد تعهد في خطاب القسم "بأن يفتتح عهدا جديدا يتميز بالمسؤولية في الوقت الذي تعاني فيه الولاياتالمتحدة من ازمات داخلية وخارجية". وقالت مراسلة في واشنطن، جاين اوبرايان، ان اوباما "اوكل لنفسه مهمة اعادة بناء امريكا". واضافت مراسلتنا بأن "الرئيس الامريكي الجديد دخل التاريخ لكونه اول رئيس اسود ينتخب في الولاياتالمتحدة، الا ان امتحانه المقبل يتمثل باستمراره في صنع التاريخ خلال فترة رئاسته". وقد اقر مجلس الشيوخ الامريكي يوم الثلاثاء تثبيت 6 وزراء اقترحهم اوباما في مناصبهم من بينهم جانيت نابوليتانو على رأس وزارة الامن الداخلي وستيفن شو في منصب وزير الطاقة. وقد اجل مجلس الشيوخ البت بتثبيت هيلاري كلينتون في منصب وزيرة الخارجية بعد ان طلب عضو جمهوري في المجلس نقاشا حول تبرعات قدمتها كلينتون لمؤسسة في الخارج يترأسها زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون. وسيجرى النقاش الاربعاء ومن المتوقع ان يثبت مجلس الشيوخ هيلاري كلينتون في منصبها في نهاية الجلسة. ومن المتوقع أيضا ان يمثل تيموثي جيثنر مرشح اوباما لمنصب وزير الخزانة امام اللجنة المالية في مجلس الشيوخ الاربعاء لتوضيح تأخره عن دفع ضرائب الدخل بينما كان يعمل لدى صندوق النقد الدولي. وكان اوباما قد وصف المشكلة الضريبية التي تعرقل تثبيت جيثنر ب"المحرجة"، مشيرا الى انها "خطأ بريء". ومن المتوقع أن يبت مجلس الشيوخ قريبا كذلك بترشيح اريك هولدر لمنصب وزير العدل وتوم داشلي لمنصب وزير الصحة والشؤون الانسانية. أرابيك - الأربعاء 21 يناير 2009 18:55 GMT