أعلن التلفزيون الرسمي، أن الخارجية الإيرانية استدعت أمس القائم بالأعمال التشيكي في إيران احتجاجاً على رد فعل الاتحاد الأوروبي على أعمال العنف التي تلت الانتخابات الرئاسية والمتواصلة منذ السبت في طهران. ونقل التلفزيون إن وزارة الخارجية أكدت ليوزف هافلاس أنه ''لا يحق للاتحاد الأوروبي، ولا أي دولة أخرى، التدخل والإدلاء بملاحظات فظة بخصوص إيران، لاسيما بشأن انتخاباتنا المجيدة''. وتم إبلاغ السفير البريطاني سايمون لورنس غاس الذي استدعي لاحقاً بدوره ''إدانة الملاحظات غير اللائقة وغير المهذبة'' التي أدلى بها رئيس الوزراء غوردن براون ووزير الخارجية ديفيد ميليباند، وكان براون اعتبر الإثنين أن على إيران أن ''ترد على القضايا الجدية'' التي أثارتها إدارة الانتخابات الإيرانية، فيما تحدث ميليباند عن ''شكوك جدية'' في نتائج الانتخابات. وتوالت ردود الفعل العالمية على الأحداث الإيرانية لليوم الرابع على التوالي، إذ أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس عن ''قلقه العميق'' حيال الانتخابات الإيرانية لكنه أكد عدم رغبته في التدخل في شؤون إيران الداخلية، شاركته المفوضية الأوروبية أمس بالإعراب عن ''قلقها الكبير'' للوضع في إيران مشددة على وجوب احترام ''الحق في التظاهر بالطرق السلمية''. أما وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتينيف وصف أمس ''أعمال العنف في الشوارع والقتلى'' المدنيين الذين سقطوا في إيران بأنها ''غير مقبولة'' معرباً عن ''قلقه العميق'' من الوضع في هذا البلد. في سياق متصل، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون أمس أن فرنسا ''قلقة جداً لتدهور الوضع في إيران''، كما صرح وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان الثلاثاء أن التظاهرات الحاشدة التي تشهدها إيران بسبب نتائج الانتخابات الرئاسية لن تؤثر على موقف الجمهورية الإسلامية المعادي لإسرائيل. وقال مسؤول روسي كبير الثلاثاء إن الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي أفضت إلى إعادة انتخاب نجاد المثير للجدل، ''شأن داخلي (يخص) الشعب الإيراني''. من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الثلاثاء أن ''رد الفعل العنيف'' في إيران على الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية ''يعكس حجم التزوير'' في هذه الانتخابات التي أعقبتها تظاهرات احتجاجية قتل فيها سبعة مدنيين. واللافت أن أنصار نجاد نظموا مظاهرة في نفس الميدان بطهران الذي يعتزم أنصار موسوي التجمع فيه. ونقلت الوكالة عن منظمة تابعة للحكومة قولها إن ''احتجاجاً على الهياج والدمار الذي لحق بممتلكات عامة في الآونة الأخيرة'' سيكون ردود الفعل العالمية والعربية. وانطلق أنصار موسوي في تظاهرة مماثلة في نفس الموقع عند الساعة (30,12 تغ) بعد يوم من خروج مئات الآلاف من أنصار المعارضة إلى الشوارع الإثنين في تعبير عن الغضب العام على إعادة انتخاب الرئيس المثير للجدل أحمدي نجاد. وقد دعا موسوي إلى الهدوء في التظاهرة. وجاء في بيان لحملة موسوي على موقعها على الإنترنت أنه ''بعد أن علم موسوي ببرنامج المسيرة التي ستجري في ساحة ولي العصر أمس، أعلن أنه لن يشارك في أية فعاليات اليوم وطلب من أنصاره التصرف بشكل سلمي وأن لا يقعوا في فخ أعمال الشغب في الشوارع''. إلى ذلك قال مكتب الإصلاحي الإيراني البارز محمد علي أبطحي إنه جرى القبض على أبطحي يوم أمس. وأضاف المكتب دون ذكر أي تفاصيل أنه جرى القبض على أبطحي في الصباح. وكان أبطحي يشغل سابقاً منصب نائب الرئيس وساند المرشح الموالي للإصلاح في انتخابات الرئاسة الإيرانية المتنازع عليها التي جرت يوم الجمعة. كما ألقى علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني على وزير الداخلية مسؤولية الهجمات على المدنيين والطلاب الجامعيين، حسب ما أوردت وكالة الأنباء المحلية ''ايلنا'' أمس الثلاثاء. وقال لاريجاني أمام البرلمان ''ماذا يعني مهاجمة طلاب الجامعات في منتصف الليل في مهاجعهم وفي المجمعات السكنية المدنية''. وأضاف أن ''وزير الداخلية مسؤول عن هذا ويجب عليه الرد على ذلك''.