من أوباما الذي كانت شعوب هذه الدولة الإلكترونية أحد أهم أسلحته لدخول البيت الأبيض، إلى انتخابات غرفة جدة الموعودة، ودعوة جمال مبارك لحوار مفتوح مع المصريين على صفحاته، إلى وزير إعلامنا الدكتور خوجة، وحتى أنا!، وإلى كل من يحاول أن يقدم نفسه مباشرة، أو الراغب في سماع الآخرين بلا حاجب، أصبح هذا الموقع نافذة مهمة للوصول إلى العيون والقلوب والعقول. على الفيس بوك تكتب كل ما يخطر ببالك، وتحب هذا وتبغض، وتتعاطف مع الجميع بما فيهم نفسك، وتتفنن في عرض صورك وأنت (منسدح) أو واقف، وتعلق على اللقطات وتجلب مقاطع فيديو لأصدقائك وجماهيرك، الذين يشكلون خليطاً بشرياً وعرقياً وجنسياً يطالعون كل حركاتك وسكناتك على هذه الشبكة الافتراضية، أوطلب فزعتهم أحياناً. كما ستجد فنانين وممثلين وعلماء ومخترعين، وستجد أيضاً رؤساء ووزراء ورجال أعمال ومفكرين، وستجد مجهولين ومشاهير، مثل الشاعر درويش أو داعية جاد، وآخر أحمق مدعٍ، فالناس هناك في الغالب حقيقيون بلا أسماء مستعارة وخارج سطوة المؤدلجين، فيما تنتشر المجموعات ذات التوجهات المختلفة بلا حدود، ببساطة ستجد كل شيء في دولة الفيس بوك. هذا الفيس بوك الذي غيّر وجه التواصل الإنساني على النت، اشتر موقعاً آخر مشهوراً يتيح لك معرفة ماذا يفعل أصدقاؤك الآن في حياتهم (فريندز فيد) (Friends Feed)، والمتخصص بالبحث في مواقع التواصل الاجتماعي، والمدونات، وهو مرتبط بأكثر من 50 موقعاً للتواصل الاجتماعي، ويمكنك من الحديث الحي مع المشتركين في الموقع، ويقدم لنتائج عما يقوم به الآخرون لحظياً، بعيداً عن متناول محركات البحث التقليدية بما فيها غوغل، نعم محركات البحث على غرار غوغل أصبحت تقليدية في مواجهة مواقع البحث الاجتماعي، فهي غير مسموح لها البحث داخل هذه الشبكات الضخمة التي تقدم للتواصل البشري بشكل مذهل وحر على امتداد كوكبنا. هذه القوة للشبكات الاجتماعية على الشبكة العالمية، هي التحدي اليوم للكثير من وسائل الإعلام والترفيه والتثقيف والتوجيه والإرشاد الايديولوجي أو السياسي، وكلها تتنافس اليوم للاستفادة من هذه الشبكات، وفي حجز مساحات قوة لها تجعلها قادرة على الاستمرار في التواصل مع شبكات افتراضية تنمو بسرعة وصمت في غفلة من المنقطعين عنها زمنياً وفكرياً، ولا يستوعب خيالهم تأثيرها وقوتها في عالم يزداد إثارة..!