اعتبر رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان أمس أن القرار الذي اتخذته لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الاميركي باعتبار مقتل أرمن على يد عثمانيين في العام 1915 "إبادة جماعية"، لن يضر تركيا بأي حال من الأحوال. ونقلت وكالة أنباء "أناضول" التركية عن أردوغان قوله "لن نخسر شيئاً. هؤلاء الذين يتصرفون بحقد وانتقام عبر خدع رخيصة، سيخسرون"، مضيفاً أن قرار اللجنة الأميركية "لن يضر تركيا بأي حال من الأحوال". وشدّد أردوغان على أن هذا القرار حول أحداث العام 1915 سيضر بجديّة العلاقات الأميركية التركية ومصالحها. وكان إقرار اللجنة الأميركية لهذا القرار أثار ردة فعل واسعة بتركيا التي رفضت الاتهامات، وأدانت القرار مبدية قلقها من أنه سيضر بالعلاقات الأميركية التركية وبالجهود المبذولة من أجل تطبيع علاقاتها بأرمينيا. واستدعت أنقرة السفير الأميركي لديها جيمس جيفري وأجرت معه أمس الجمعة محادثات على مستوى رفيع. كما استدعت سفيرها بواشنطن ناميك تان الذي وصل الى بلاده للتشاور بشأن المسألة. وستبدأ مشاورات السفير مع وزير الخارجية أحمد داود اوغلو غدا عقب عودة الوزير من جولة خارجية فى اسبانيا والمانيا. وكانت تركيا وأرمينيا وقعتا في شهر تشرين الأول (أكتوبر) بروتوكولات لتطبيع العلاقات، لكن برلماني البلدين لم يقرانها بعد. ودخل قرار لجنة الخارجية في مجلس النواب الأميركي على خط السجال الداخلي في تركيا، حيث اتهمت المعارضة التركية الحكومة بالفشل في إقناع الإدارة الأميركية بمنع لجنة العلاقات الخارجية من المصادقة على مشروع القرار حول ا للأرمن وقال أونور أويمن، نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة، إن الخطوة الأولى التي يجب أن تتخذها الحكومة هي سحب برتوكولي تطبيع العلاقات مع أرمينيا من البرلمان التركي. وأضاف: "من الصعب بعد الآن القول بأن أميركا هي الشريك الاستراتيجي والحليف الرئيسي لتركيا"، معتبرا أن "حكومة العدالة والتنمية فقدت دعمها بأوساط اللوبي اليهودي في الولاياتالمتحدة". واعتبر نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الحركة القومية محمد شاندر أن قرار لجنة العلاقات الخارجية لمجلس النواب الاميركي "يمثل إهانة لتركيا ويعود سبب المصادقة على مشروع القانون لفشل حكومة العدالة والتنمية". في سياق اخر، كشفت التحقيقات الجارية بشأن خطة انقلاب على الحكومة التركية باسم "المطرقة" أعدت عام 2003 عن احتمال تورط قادة كبار بالجيش في التخطيط للانقلاب على الحكومة. وذكرت مصادر التحقيقات أمس أن رسائل بعث بها بعض الشهود السريين فى قضية منظمة "أرغينيكون" الإرهابية المتهمة بالتخطيط للانقلاب على الحكومة واغتيال أردوغان تتضمن اتهامات بحق قادة كبار في الجيش. وقالت المصادر إن قيادة الجيش ستفاجأ بالأسماء التي سيظهر تورطها في مخطط الانقلاب على الحكومة، إذا تم قبول هذه الرسائل كأدلة فى القضية. واضافت: "من هذه الأسماء قائد القوات البرية المرشح لتولى منصب رئيس الأركان في اب (أغسطس) المقبل الجنرال اشك كوشنار والنائب الثاني لرئيس الأركان الجنرال حسن أغسيز وقائد القوات الجوية الجنرال متين أتاش". الاحد 7 آذار 2010