امتنعت مؤسسة الرئاسة عن إصدار أي توضيح يؤكد أو ينفي قرب عودة الرئيس، وقال مقربون من مكتبه ل «الدستور» إنه سيعود مطلع الأسبوع المقبل، لكن مصادر أخري وتقارير غربية قالت في المقابل إن مبارك سيعود إلي القاهرة ربما نهاية الأسبوع المقبل، مشيرة إلي أنه سيتغيب عن القمة العربية المقرر عقدها في العاصمة الليبية طرابلس نهاية الشهر الجاري. وخلافا لما كان متوقعا لم يبث التليفزيون الرسمي أي لقطات مصورة للرئيس بعد انتقاله من غرفة العناية المركزة قبل يومين إلي غرفة ملحقة بها، وأوضح الدكتور ماركس بوشلر رئيس الفريق الطبي المعالج للرئيس حسني مبارك في مستشفي هايدلبرج بألمانيا في بيان صحفي أمس الأول أن التقرير النهائي لتحليل الأنسجة التي تم إزالتها أثناء الجراحة التي أجريت أثبتت أن طبيعتها حميدة. ولفت «بوشلر» إلي أن الحالة الصحية العامة للرئيس تتقدم بصورة مرضية، وأنه نقل من وحدة الرعاية المركزة إلي حجرة عادية بمستشفاه، وأن مرحلة استشفاء الرئيس خلال الأيام القادمة سوف تشمل زيادة الحركة لسرعة التخلص من آثار التدخل الجراحي، متوقعا أن ينتقل إلي النظام الغذائي العادي بشكل تدريجي. وأضاف الدكتور ماركس بوشلر أن الرئيس مبارك سوف يظل خلال هذه المرحلة تحت الرعاية الطبية من خلال إشرافه المباشر والمستمر في المستشفي، وتوحي هذه التصريحات بأن الرئيس مبارك لا يعتزم العودة قريبا إلي القاهرة، كما كانت تقول بعض الدوائر الرسمية المقربة من مؤسسة الرئاسة. وبحسب مراقبين أمريكيين، أبدت إدارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما اهتماما غير معلن بمتابعة الوضع الصحي للرئيس مبارك، حيث تشير المعلومات إلي أن جهات أمريكية تتابع تطورات الحالة الطبية للرئيس في إطار الاهتمام بالاطمئنان علي استقرار الأوضاع في مصر، وبالتالي المصالح الأمريكية في المنطقة. وقال دبلوماسي غربي في القاهرة ل «الدستور» من الطبيعي عندما ينتقل رئيس دولة بحجم مصر إلي العلاج في الخارج أن تهتم الدول التي لديها مصالح هنا بمتابعة ما يجري، إنه أمر طبيعي للغاية ويجب ألا يكون مدعاة للاستغراب، وأضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه: في هذه المرحلة لا يوجد ما يدعو للقلق، الوضع الصحي للرئيس يبدو جيدا وفقا للتقارير الرسمية ولا توجد مؤشرات علي أن تغيبه لبعض الوقت سيكون سببًا في تغيير حالة الاستقرار الراهنة».