اعلنت بلدية القدس الاثنين قرارها تنفيذ خططها ببناء حديقة تلمودية جديدة وهو ما يتطلب هدم 22 منزلا عربيا، في خطوة قد تشعل الاضطرابات في المدينة المقدسة. ووافقت لجنة التخطيط والبناء التابعة لبلدية القدس على مشروع غان حاميليش (حديقة الملك)، وهو الاسم العبري لمنطقة حي البستان الواقعة على مشارف القدس والتي تسكنها غالبية من العرب، حسب المتحدث باسم البلدية. وفي اذار/مارس الماضي طلب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو من رئيس بلدية القدس نير بركات تجميد المشروع لتجنب اشعال نزاع في القدس مما يزيد من توتر العلاقات مع واشنطن بسبب بناء مستوطنات يهودية في القدسالشرقية. وحثت العديد من الدول الغربية ومن بينها الولاياتالمتحدة، اسرائيل على عدم تنفيذ عمليات الهدم التي يمكن ان تعيق انعاش عملية السلام في الشرق الاوسط. وقال المتحدث باسم البلدية ان "رئيس الوزراء طلب تاجيل المشروع للسماح باجراء المزيد من الحوار مع السكان". وبموجب الخطة التي تمت الموافقة عليها الاثنين سيتم تدمير 22 منزلا بينما سيتم منح الصفة القانونية ل 66 منزلا اخر بنيت بدون تصاريح بناء اسرائيلية، حسب ما قال المتحدث. واضاف المتحدث انه "تم منح تصاريح لاصحاب المنازل التي ستهدم لبناء منازل اخرى على الجانب الاخر من المنطقة، وعليه فقد عثرنا على حل للجميع". ورغم موافقة اللجنة على الخطة، الا انه لا يزال يتعين مرورها في العديد من المراحل القانونية قبل تطبيقها، حسب المتحدث. من جهته، انتقد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الثلاثاء الموافقة المبدئية التي منحتها بلدية القدس للمشروع. وقال الوزير الذي يزور واشنطن في بيان نشر في اسرائيل "ان بلدية القدس جانبت التوفيق ولم تراع حساسية التوقيت" في اعلان هذا القرار. واضاف البيان "ان وزير الدفاع يعتزم مخاطبة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو عند عودته لبحث سبل تقديم المنطق والحكمة" في هذا الصدد. ومساء الاحد اصدر مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بيانا اوضح فيه ان "الامر يتعلق بالجوانب الاولية لمشروع سوف تتم مناقشته على مستوى لجنة التخطيط في البلدية وعلى مستوى لجنة المنطقة في وزارة الداخلية". واضاف البيان ان "نتانياهو اعرب عن الامل في ان يتواصل الحوار مع الذين بنوا منازلهم بشكل غير شرعي وان يتم التوصل الى تسوية تؤدي الى احترام القانون". والكثير من السكان الفلسطينيين في القدسالشرقية مهددون بتدمير منازلهم، سواء لغياب ترخيص بناء او توسيع، بسبب صعوبة الحصول عليه من السلطات الاسرائيلية. وكان المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي اعرب سابقا عن قلقه من المشروع معتبرا ان "هذا النوع بالضبط من الاجراءات هو ما ينسف برأينا الثقة التي تشكل اساسا في الحوار غير المباشر" بين اسرائيل والفلسطينيين. ورأت منظمة "اير اميم" (مدينة الشعوب) الاسرائيلية المناهضة للاستيطان ان المشروع يندرج في اطار خطة واسعة لتهويد القدسالشرقية عبر انشاء تسع "حدائق تلمودية" في المدينة القديمة. واوكل بناء الحدائق الى سلطة تطوير القدس التابعة للدولة والبلدية. وكانت السلطة قالت في وثيقة رفعتها الى الحكومة في ايلول/سبتمبر 2008 ان هدف الحدائق هو "تعزيز كون القدس عاصمة لاسرائيل". وتقول اسرائيل ان حي البستان هو جزء مما يسمى ب"الحوض المقدس" الذي يعتقد انه موقع القدس القديمة خلال عهد الملك داود والملك سليمان بحسب التوراة. اما الان فهو حي مكتظ بالفلسطينيين في الجزء الذي تحتله اسرائيل من المدينة منذ عام 1967 وضمتها اليها في خطوة غير معترف بها دوليا. 22 جوان 2010