ناشد كبير حاخامات تونس حاييم بيتان، الرئيس زين العابدين بن علي الترشح لولاية رئاسية سادسة خلال الإنتخابات المزمع تنظيمها في العام 2014، لينضم بذلك إلى حملة المناشدة التي تعيش على وقعها تونس منذ عدة أسابيع. ونقلت صحيفة "الصباح" التونسية اليوم الأحد عن الحاخام حاييم بيتان قوله في كلمة ألقاها لمناسبة عيد يوم الغفران اليهودي، "نناشد الرئيس بن علي قبوله لمطلب شعبه تقديم ترشحه للإنتخابات الرئاسية المقبلة سنة 2014 لما فيه خير البلاد والعباد". وتعيش تونس منذ فترة على وقع حملة مناشدة لبن علي للترشح لولاية رئاسية جديدة خلال الفترة 2014-2019، بدأت ببيانات مناشدة وقع عليها العشرات من التونسيين، ثم تلتها نداءات مازالت متواصلة ،كان أبرزها نداء الألف الذي توجه به ألف شخص من رجال أعمال ومثقفين وإعلاميين ومحامين وحقوقيين وبرلمانيين. كما انضمت إلى هذه المناشدة العشرات من المنظمات والجمعيات والإتحادات الوطنية التونسية التي ناشدت علي الترشح لولاية رئاسية جديدة في إنتخابات 2014 لمواصلة مسيرة الإصلاح والديمقراطية. ومن جهة أخرى، جدد كبير حاخامات يهود تونس في كلمته الولاء لبن علي ولحزبه، التجمع الدستوري الديموقراطي، وقال إنه "بكل فخر نتولى مباركة الرئيس زين العابدين بن علي". وإعتبر أنه في عهد بن علي "تطورت البلاد والعقليات، وتجاوزت تونس محنا عصفت بالعالم جراء نزاعات حضارية وثقافية، كانت بلادنا في منأى عنها بفضل الرؤية المستنيرة لقائدنا (بن علي)، حامي حمى تونس". ولا يتجاوز عدد اليهود في تونس حاليا ألفي نسمة موزّعين على جزيرة "جربة" ومدينة "صفاقس"، وعدد من ضواحي العاصمة تونس، وبخاصة منها ضاحية "حلق الوادي". كما يوجد في تونس أيضا حوالي 100 كنيس، منها 19 في جزيرة "جربة" الواقعة على بعد نحو 500 كيلومتر جنوب شرق تونس العاصمة، والتي يوجد فيها كذلك معبد "الغريبة" الشهير، وأكثر من مدرسة تلمودية ومدرسة حكومية يدرس فيها اليهود والمسلمون معا. يشار إلى أن وجود اليهود في تونس يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد، وهم ينحدرون من مجموعتين، الأولى هي التونسية التي لجأت إلى البلاد منذ تدمير الهيكل الأول، والثانية تسمى بيهود "الغرانة" وهم من ذوي الأصول اللاتينية البرتغالية الإيطالية والمالطية الذين جاؤوا إلى تونس في القرن السادس عشر بعد طردهم من أوروبا مع المسلمين. وعاش اليهود في تونس بانسجام مع المسلمين إلى أن بدأت في الخمسينات والستينات، وخاصة خلال عامي 1956 و 1967، موجة هجرة محدودة إلى إسرائيل التي تمكّنوا فيها من تعزيز حضورهم الفاعل في حكوماتها المتعاقبة، منهم على سبيل المثال وزير الخارجية الأسبق سيلفان شالوم، الذي ينحدر من محافظة "قابس" القريبة من جزيرة "جربة" التونسية.