يخت ايطالي يدخل احد الموانئ التونسية يوم 6 سبتمبر2010 يرابط ثلاثة أيام في ميناء قليبية ثم يعود الى مدينة "مارسالا الايطالية" محملا بالبنتين أميرة وسعيدة الزكراوي صحبة الأم الايطالية " لاورا ديني" التي تمكنت رغم جميع التحذيرات السابقة لعملية الاختطاف وتنبيهات والد البنتين التونسي نبيل الزكرواي، ورغم قرار تحجير السفر على البنتين، انتهي الفصل الأخير من رواية نبيل الزكرواي وزوجته الايطالية بمشهد مأسوي لدراما غرائبية الأطوار انطلقت في بداية سنة 2009 . قصة جديدة تتمكن فيها أم أجنبية من تهريب أطفال أنجبتهم من زوج تونسي الى الخارج، ولكن هذه المرة بتفاصيل مثيرة للشك والقلق بخصوص نجاح منظومة الأمن الداخلي والحدودي في تحصين المواطنين والحرص على تطبيق أحكام القضاء التونسي. الحادثة التي لا تزال محل تحقيق أولي من طرف فرقتي مقاومة الإجرام وفرقة الأحداث بالقرجاني استدعت استصدار القضاء التونسي لبطاقة جلب في خمسة أنفار، وهم الأم الايطالية لاورا ديني ومحاميتها الايطالية و مواطن ايطالي ثالث ساعدها على الفرار إضافة إلى البنتين سعيدة وأميرة، كما تم إخضاع فرقة شرطة الحدود البحرية التي تولت التأشير بالدخول والخروج لليخت الذي اختطف البنتين إلى التحقيق، الى جانب شخص تونسي تم ايقافه بعد الاشتباه في التنسيق لتهريب لاورا والبنتين من ميناء قليبة في اتجاه ايطاليا. حسب ما أكده نبيل الزكراوي والد البنتين الذي استدعي إلى منطقة القرجاني للإدلاء بشهادته حول الحادثة فان تفاصيل البحث تشير الى دخول يخت ايطالي قادم من مدينة "لارسيا" جنوب ايطاليا وعلى متنه ثلاثة أنفار من بينهم المحامية الايطالية التي كلفتها السلطات بمتابعة قضية لاورا ديني، وقد أرسى اليخت في ميناء الحمامات، قبل أن ينتقل الى ميناء قليبية. وفي ظرف ثلاثة أيام نسق الايطاليون لنقل لاورا ديني من إقامتها بمدينة سوسة الخاضعة للمراقبة الأمنية الى مدينة المنستير، وفي يوم 9 سبتمبر2010 تم نقل لاورا ديني والبنتين إلى ميناء قليبية بواسطة سيارة، حيث استقل الجميع اليخت الايطالي المرابط في الميناء وعادوا إلى مدينة "لارسيا" الايطالية. وتشير الأبحاث الأولية أن أحد الايطاليين الذين قدموا بواسطة اليخت قد عاد الى ايطاليا جوا ليترك مكانه ل "لاورا ديني" في اليخت، وذلك قصد تضليل شرطة الحدود البحرية لكي لا ينتبهوا الى وجود أشخاص جدد استقلوا اليخت للعودة الى ايطاليا. أما بخصوص التونسي الذي ساعد الايطاليين في تهريب البنتين وهو شقيق أحد التونسيين المقيمين في الخارج صاحب ملهى ليلي بمدينة المنستير والذي تجمعه صلة وثيقة بالايطاليين الذين تولوا عملية تهريب البنتين، فلازال يخضع للتحقيق *** رواية الصحافة الايطالية وسيناريو المروحيات الرواية التي تتناولها السلطات التونسية بالتحقيق جاءت مغايرة تماما لما تداولته الصحافة الايطالية بخصوص ما اسمته عمليّة "اجلاء" الايطالية لاورا ديني والبنتين عن طريق الجوّ عبر مطار تونسقرطاج الدولي فقد أوردت الصحيفة الايطالية "التيرينو" في عددها الصادر يوم 3 أكتوبر2010 أنه وبتاريخ 9 سبتمبر2010 تمكنت احدى المروحيات من "انتشال" لاورا ديني وبنتيها من مدينة المنستير التي وصفتها الصحيفة ب"أكثر المناطق امنا في تونس" ثم نقلوا الى مقر السفارة الايطالية الكائن بشارع جمال عبد الناصر وسط العاصمة وقد حطت المروحية فوق سقف السفارة قبل أن تقل فريقا من الدبلوماسيين المرافقين ل"لاورا" والبنتين الى مدرج مطار تونسقرطاج عن طريق نفس المروحية، قبل أن يستقل الجميع طائرة تابعة للخطوط الجوية الايطالية دون المرور بالحواجز الديوانية والأمنية التونسية. وذكرت الصحيفة أن الطائرة الايطالية قد توجهت مباشرة الى مدينة "ليفورنو" شرق ايطاليا. ** غموض وأسئلة بلاجواب لماذا لجأت الصحافة الايطالية إلى استعراض سيناريو التهريب بواسطة المروحية؟ وما مدى مصداقية هذه الرواية مقارنة برواية الأمن التونسي؟ وكيف نجح الايطاليون في اختراق المراقبة الأمنية التونسية سواء المسلطة على تنقلات الزوجة الايطالية لاورا ديني أو على الحدود البحرية التونسية عند التثبت في هويات المغادرين؟ ولماذا لم يقع اطلاق سراح نبيل الزكرواي والد البنتين الا بعد مرور أربع عشرة يوما على تمكن زوجته من تهريب البنتين؟ ولماذا أصبحت أغلب محاولات تهريب الأطفال من طرف الأمهات الأجنبيات تتوج بالنجاح، مع العلم أنه خلال يومي 9 و10 ديسمبر2010 نجحت محاولتين لتهريب الأطفال من تونس الأولى في اتجاه ايطاليا والثانية في اتجاه ألمانيا؟...أسئلة بلا جواب