اهدى الفنان التونسي لطفي بوشناق الاربعاء الى الشعب اللبناني حفل اختتام مهرجان قرطاج الدولي الذي شكلت فقراته فرصة للفنانين التونسيين للتعبير عن تضامنهم مع لبنان اثر الحرب الاخيرة التي شنتها اسرائيل. وغنى بوشناق امام جمهور غفير تجاوز عشرة الاف شخص في المسرح الروماني، لاكثر من ساعتين اغاني وطنية تغنت بالوطن والعروبة ولبنان الصمود والتحدي وبراءة الاطفال التي اغتالتها الات الدمار الاسرائيلية. وقال بوشناق "ان ريع الحفل سيعود الى اطفال لبنان الجريح ولضحايا العنف الاسرائيلي في فلسطين". واضاف "اهدي اغنياتي الى الشعب اللبناني علها تخفف من حدة الامه التي اعلم جيدا انه سيتحداها من اجل غد افضل". وادخل الفنان لطفي بوشناق تصورا جديدا على سهرته الفنية التى احياها في مسرح مدينة قرطاج الاثرية في اخر ايام الدورة الثانية والاربعون للمهرجان تمشيا مع الاوضاع الحالية فى لبنان واحتراما لمنصبه كسفير الاممالمتحدة للسلام. وكان بوشناق رفض الاستقالة من منصبه كسفير للامم المتحدة للسلام اسوة بالممثلين المصريين حسين فهمي وصفية العمري اقتناعا منه "بان الامة العربية فى حاجة الى عدد اكبر من سفراء السلام لتثبيت الهوية". واستهل بوشناق الحفلة التى شاركت فيها المطربتين التونسيتين سنية مبارك ودرصاف حمداني باغنية "يحيا السلام" التي تتحدث عن معاناة المواطن العربي فى مواجهة العنصرية والاحتلال الاسرائيلي. وكانت هذه الاغنية نالت الجائزة الاولى في مسابقة الاغنية الاذاعية العربية التي نظمها اتحاد الاذاعات العربية فى دورته الاولى فى تشرين الاول/اكتوبر من السنة الماضية بالتعاون مع مؤسسة الاذاعة والتلفزة التونسية. ومن بين الاغاني الاخرى التى رددها بوشناق وتجاوب معها الجمهور وصفق لها طويلا اغنيات "طبعي السلام" و"انا عربي" و"نور الشمس" و"اطفال الحجارة " و"يا صغيري" و"هذه اغنية لهم" و"عجيبة الدنيا وغريبة". واكد بوشناق الذى عاد لتوه من المغرب حيث احيا حفلا تضامنيا سبقه اخر في الجزائر، الى وقوفه "مع الشعب اللبناني بامكانياتي المتواضعة وبصوتي". ودعا الفنانين اينما كانوا فى العالم العربي و فى اوروبا الى "الوقوف وقفة واحدة ضد الخراب والبربرية". ومن المتوقع ان يشرع بوشناق (سفير الاغنية التونسية فى العالم) قريبا في جولة عربية مع مطربين عرب تخصص عوائد حفلاتها كذلك لصالح لبنان وفلسطين، كما اوضح. وخلال الحفل رددت سنية مبارك اغنية جديدة بعنوان "الحرية" قبل ان تغني "بحبك يا لبنان" للمطربة اللبنانية فيروز. بدورها ادت الحمداني اغنية "زهرة المدائن" وقالت انها بذلك رمت الى "اطلالة على القدس الشريف وتحية الى الشعب الفلسطيني الذي لا يجب ان ننساه فى خضم الاحداث الجارية فى لبنان". ثم غنت اغنية سيد مكاوى "الارض بتكلم عربي". وانعكست الاوضاع فى لبنان على مهرجان قرطاج الدولي منذ افتتاحه فى السادس عشر من تموز/يوليو والغى فنانون بارزون من تونس ومن دول عربية اخرى مشاركتهم من بينهم المطربتان التونسيتان لطيفة العرفاوي وصوفية صادق والفنانون اللبنانيون ملحم بركات وفضل شاكر واميمة الخليل والاماراتي حسين الجسمي. وقدم اخرون اغان جديدة على غرار المطربة منيرة حمدي التى غنت "الى قانا" في اشارة الى القصف الاسرائيلي الذى اوقع 28 قتيلا بينهم 16 طفلا فى بلدة قانا جنوب لبنان الشهر الماضي والمطرب صابر الرباعي الذى غنى "لبنان ما يهتز". وتخللت مهرجان قرطاج الدولي عروض سينمائية من بينها فيلم "حليم" من اخراج شريف عرفة وبطولة الراحل احمد زكي و"عمارة يعقوبيان" للمخرج المصرى مروان حامد اللذان لقيا اقبالا جماهيريا كبيرا. كما شهد المهرجان امسية شعرية للشاعر الفلسطيني سميح القاسم.