اشتدت وتيرة الاحتجاجات وحدة الصدامات في تونس، حيث قتل عشرون شخصا على الاقل بالرصاص في مواجهات مع الشرطة السبت والاحد في تالا والقصرين وسط غرب تونس، على ما افاد ل «فرانس برس» احمد نجيب الشابي، احد قادة المعارضة، الذي دعا الرئيس زين العابدين بن علي إلى وقف اطلاق النار، لكن بياناً لقوات الامن افاد بسقوط 8 قتلى فقط. وفي هذا الصدد، قال النقابي بلقاسم صيحي ان معظم القتلى سقطوا عندما فتحت قوات الأمن النار على متظاهرين في وسط تالا البلدة القريبة من القصرين (وسط غرب). ضحايا في مقتبل العمر وأوضح ان مروان جمني (20 عاما) واحمد بو العبي (30 عاما) ومحمد عمري (17 عاما) ونوري بو العبي (30 عاما) قتلوا وجرح عدة اشخاص اخرين. في حين قضى أيوب حمدي (19 عاما) الذي أضرم النار بنفسه متأثرا بحروق كان اصيب بها. وبين الجرحى ستة مصابين بجروح خطرة نقلوا الى مستشفى في القصرين التي شهدت صدامات عنيفة ايضا. في السياق، أكد شاهد عيان ان طفلا في الثانية عشرة قتل برصاصة في الرأس في مدينة النور. وأفيد أن أحياء النور والزهور والعمالي الشعبية شهدت أعمال تخريب «كبيرة» ومواجهات «دامية». تدخل الجيش للمرة الأولى وفي تطور هو الأول من نوعه منذ اندلاع الاحتجاجات، أكدت مصادر نقابية ان السلطات استنجدت بوحدات من الجيش لحماية بعض المنشآت الحيوية في محافظة القصرين (غرب). وكان مصدر في وزارة الداخلية أشار الى ان مجموعات من الأفراد هاجمت محطة وقود الفرع المحلي للإدارة الجهوية للتجهيز والإسكان والتهيئة الترابية، ومركز للشرطة بالزجاجات الحارقة والحجارة. وأضاف أنهم حاولوا اقتحام مقر المعتمدية. دعم «المطالب المشروعة» وفي تطور لافت، أعلن الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل عبيد البريقي، دعمه المطالب «المشروعة» للمحتجين، وذلك أمام مئات الاشخاص يحيط بهم مئات من رجال الأمن باللباس المدني ووحدات مكافحة الشغب. وقال «اننا ندعم مطالب سكان سيدي بوزيد والمناطق الداخلية»، مؤكدا انه «لا يمكن للاتحاد الا ان يكون مع هذه الحركة ووراء المحتجين الذين يطلبون وظائف». وتابع وسط تصفيق الحاضرين «ليس طبيعيا ادانة هذه الحركة او الرد عليها بالرصاص»، داعيا الى «الحوار مع الشبان». وفي بيان من عشر نقاط تبنى الاتحاد العام رسميا المطالب الاجتماعية وطالب باصلاحات و«ترقية الديموقراطية وتعزيز الحريات». كما دعا الى وضع حد للممارسات التي تنتهك بشكل فاضح قيم العدالة والحرية والمساواة. نهب وسلب في المقابل، قال القيادي النقابي صادق محمودي ان منطقة تالا كانت مسرحا لمواجهات عنيفة اقدم خلالها متظاهرون على نهب سلع واضرام النار في مصرف ومبان رسمية. واضاف ان الجيش انتشر السبت واتخذ مواقع له حول المباني الرسمية. وظائف جديدة بموازاة ذلك، أعلنت هيئة أرباب العمل عن حملة لتوظيف خريجي الجامعات، بينما تحدثت الحكومة عن اجراءات لمصلحة عدد من المناطق بينها سيدي بوزيد التي كانت نقطة انطلاق الاحتجاج على البطالة. وقال رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والحرف هادي الجيلاني ان «الحملة تهدف الى توظيف خمسين الفا من خريجي الجامعات في الاسابيع الاربعة او الثمانية المقبلة». من جهة اخرى، وفي وثيقة تحمل عنوان «اجراءات ملموسة»، أكدت الحكومة ان سيدي بوزيد حصلت على استثمارات بمليارات الدنانير منذ 1987. وفي خطوة أخرى للتهدئة، قالت مصادر حقوقية إن السلطات أفرجت عن عدد من المدونيين، كما أطلقت سراح مغني الراب الشاب حمادة بن عمر (22 عاما) الذي أطلق أغنية تنتقد تعامل الحكومة مع الأحداث.