قتل 10 اشخاص واصيب 10 آخرون في احتجاجت وصدامات متواصلة بمدينة القصرين شمال غرب تونس بعدما أطلقت قوات الأمن الرصاص بشكل عشوائي على محتجين في المدينة التي تشهد لليوم الثالث على التوالي مواجهات دامية بين السكان وقوات مكافحة الشغب على خلفية تفشي البطالة وغلاء المعيشة. فيما ألقى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي باللوم على "أطراف خارجية.. وعصابات ملثمة..وأياد لم تتورع عن توريط التلاميذ والشباب العاقل" في الاضطرابات التي تشهدها عدة مدن في البلاد ، واصفا ما يجرى في بلاده بأنه "عمل إرهابي". وقال الرئيس التونسي في خطاب متلفز وجهه للأمة ، إن هذه الأيادي "استغلت بدون أخلاق" بعض الأحداث التي "أسفنا لها جميعا". وأكد الرئيس التونسي أن بلاده "مواردها ذكاء أبنائه وبناته التي راهنا عليها دوما" ، وأضاف أن التشغيل يتصدر أولويات البلاد. كما وعد بتوفير 300 الف فرصة عمل جديدة قبل 2012 . وقال شهود ان الشرطة التونسية اطلقت النار في الهواء لتفريق الحشود في مدينتين تونسيتين ، وتحولت جنازة لمدنيين قتلوا في مطلع الاسبوع الى مواجهة مع الشرطة في مدينة القصرين. وقالت السلطات في السابق ان الشرطة تصرفت بضبط للنفس لكنها اضطرت لفتح النار دفاعا عن النفس حين هاجمها مثيرو الشغب بالحجارة والقنابل الحارقة. وفي بروكسل قالت متحدثة باسم المفوضية الاوروبية ان المفوضية استنكرت العنف وفقدان ارواح وعبرت عن التعاطف مع الضحايا. وقالت مايا كوسيانسيتش المتحدثة باسم الشؤون الخارجية بالمفوضية"ندعو الى ضبط النفس في استخدام القوة ولاحترام الحريات الاساسية". وفي محاولة لامتصاص النقمة الشعبية اكدت الحكومة التونسية شرعية حركة الاحتجاج لكنها شجبت وسائل الاعلام واتهمتها "بالتضخيم" و"التهويل والتضليل" . بدورها اعربت فرنسا عن "الاسف لاعمال العنف" في تونس ودعت الى التهدئة واعلن الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو "ان "تونس تواجه مشاكل اقتصادية واجتماعية ووحده الحوار سيسمح للتونسيين بتجاوزها". وفي العاصمة تونس التي لم تشهد اي عنف مما جرى في مدن اخرى شارك طلاب في مسيرة لاستنكار رد فعل الشرطة على اعمال الشغب. لكن المتاجر في وسط تونس كانت مفتوحة لممارسة الاعمال ولم يكن الانتشار الامني ملحوظا بدرجة كبيرة.وفي المدن الاقليمية تالةوالقصرين وسليانة والرقاب والمكناسي الاشد توترا قال سكان ان السلطات ارسلت شاحنات تابعة للجيش لتعزيز الشرطة. وفي الرقاب تدخلت الشرطة لتفريق اشخاص تظاهروا بمناسبة تشييع قتيلين سقطا نهاية الاسبوع ، وفي هذه البلدة المشلولة تماما في يوم السوق الاسبوعية ، حاول الجيش التوسط بين المتظاهرين والشرطة كما افاد الاستاذ من مدافعي حقوق الانسان سليمان الروسي الذي اكد ان الرصاص الفارغ يغطي الشارع. وفي تالة القريبة من القصرين اطلقت الشرطة الرصاص المطاطي حسب مصادر نقابية. من جهة اخرى اعربت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان عن "استنكار شديد من قتل عدد من المواطنين اطلاق النار على المدنيين المتظاهرين". ودعت الى "وضع حد فوري لهذا التصعيد الامني وارجاع قوات الجيش الى ثكناتها والاقلاع عن استعمال الذخيرة الحية ضد المدنيين مهما كانت المبررات". كما دعت الى "احترام حق التجمع والتظاهر السلمي ورفع الحصار عن قوى وفعاليات المجتمع المدني لتتمكن من تأطير الاحتجاجات حتى لا تنزلق نحو العنف". وطالبت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان "باجراء تحقيق فوري و مستقل لتحديد المسؤولين أمرا وتنفيذا عن سقوط ضحايا مدنيين بالرصاص الحي وتحميلهم مسؤوليته الجزائية" مشددة على "اطلاق سراح جميع الموقوفين اثناء الاحداث او على خلفيتها". من جهة ثانية أفرجت السلطات التونسية عن مغني الراب التونسي حمادة بن عمر الذي اطلق اغاني على الانترنت تنتقد أسلوب الحكومة في التعامل مع احتجاجات شبان على تفاقم البطالة. وقالت عائلة المغني ان السلطات اطلقت سراح حمادة بعد ثلاثة ايام من اعتقاله وتعبير واشنطن عن قلقها من أحداث الشغب المناهضة للحكومة وتدخلها المحتمل في شبكة الانترنت والذي يتضمن التدخل في حسابات على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي. ولاحقا قررت الحكومة التونسية تعليق الدراسة في المؤسسات التربوية والجامعية الى اجل غير مسمى. وحذرت وزارة الخارجية الالمانية امس مواطنيها من السفر إلى تونس في ظل الاحتجاجات المستمرة في البلاد وذلك بعدما أصدرت تحذيرا مماثلا للسفر إلى الجزائر وأرجعت الوزارة التحذير إلي المخاطر الإرهابية حيث أنه قبل كل شيء ليست هناك اجراءات أمنية كافية من قبل الشرطة و الجيش لمنطقة الصحراء و المناطق المحيطة بها.