كشفت صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية الثلاثاء أن الاضطرابات التي شهدتها تونس بسبب ضعف المستوى المعيشي وتفشي البطالة انتقلت إلى العالم العربي وزاد تأثيرها عن طريق الانترنت وخاصة المدونات. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تجربة المدون السعودي حسن المصطفى والذي قال في مدونته إنه قضى ليال طويلة بلا نوم منذ بدء الانتفاضة التونسية ، بالإضافة إلى ناشطين آخرين في السعودية ومصر ولبنان والأردن لنقل ومتابعة ما يحدث في تونس ونقلها للقراء على شبكة الانترنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك" و"تويتر". وأضافت الصحيفة أن هؤلاء الناشطين قدموا النصائح للشباب التونسي عن كيفية تجنب الرقابة التي فرضتها الحكومة على بريدهم الالكتروني والقرصنة على صفحاتهم الخاصة على موقع" فيس بوك". ونقلت الصحيفة عن مسعود أحمد المدير الإقليمي في صندوق النقد الدولي قوله إن الاضطرابات هي "دعوة للاستيقاظ وتعكس الضغوط الكامنة على مجتمعات تنمو فيها القوى العاملة بسرعة كبيرة في ظل اقتصادات بطيئة النمو تعجز عن استيعابهم". ولفتت الصحيفة إلى أن الاضطرابات وجدت لها صدى في شتى أنحاء دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث يشعر الشباب بالاحباط من تحقيق أي تقدم سواء على المستوى الاجتماعي أوالاقتصادي في ظل ارتفاع البطالة وإحكام قبضة الأنظمة الاستبدادية على البلاد. هلع عربي وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية تحدثت في عددها الصادر أمس الاثنين ان هناك حالة من الهلع تنتاب أنظمة الحكم في العالم العربي من تطور الأوضاع في تونس وما تشهده من احتجاجات غير مسبوقة ، قالت الحكومة انها اسفرت عن مقتل 14 شخصا ، لكن المعارضة ومنظمات حقوق الانسان قالت انها اسفرت عن 20 قتيلا. وطرحت الصحيفة تساؤلا هل ستمتد المظاهرات ويتسع نطاقها لتصل الى دول عربية أخرى بعد أن اعلنت الجزائر عن وقوع أحداث مشابهة . وذكرت "هآرتس" أن تونس التي يعيش بها حوالي 10 مليون شخص لم تكن معروفة من قبل بأخبار مفزعة من هذا النوع ، إلا أن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة هو السبب الرئيس للمظاهرات والاحتجاجات ، الا انها ليست السبب الوحيد . وتحدثت الصحيفة عن اليد الحديدية للنظام ضد أي مظهر من مظاهر الانتقاد للسلطة والرقابة الشديدة على استخدام الانترنت وحملات الاعتقالات الموسعة ضد معارضي النظام والفساد المستشري لأبناء عائلة الرئيس زين العابدين بن علي. وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن ما حدث في تونس انتقل وبشكل متطابق الى الجزائر والتي قتل فيها نهاية الأسبوع ثلاثة افراد في الوقت الذي تعاني فيه الأخيرة من ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب وعجز ايرادات النفط عن تحسين مستوى الخدمات لدى المواطن الجزائري سواء العمل او الصحة وغيرها من خدمات ، وهو الأمر الذي يسبب تخوفات لدول عربية اخرى من بينها مصر والأردن والتي تخشيان من امتداد موجات الاحتجاج التونسيةوالجزائرية الى اراضيهما . وقالت "هآرتس" أن تخوفات مصر والأردن تأتي بسبب ما شهدته الدولتان في الماضي من احتجاجات ومظاهرات على خلفية اقتصادية ، وهو ما يجعل كل من القاهرة وعمان مرشحتين وبقوة كي تكونا نسخة مكررة مما يحدث بدول المغرب العربي . وأضافت أن النظام الحاكم بمصر يستخدم " فتحة تهوية " كمحاولة لتجنب تفاقم الاحتجاجات عبر اعطاء نوع من حرية العمل للمتظاهرين بشكل اوسع من نظيره التونسي ، أما الأردن فتتجنب القيام باجراءات اقتصادية من شأنها اثارة عواصف ضد النظام هناك. شبكة محيط للاعلام العربية -