ينتظر التونسيون اعلان التشكيلة الجديدة للحكومة الانتقالية الخميس وسط ضغط شديد للمركزية النقابية التي حشدت آلاف المتظاهرين في سيدي بوزيد مطالبين برحيل رموز حكومة بن علي لمنع "سرقة الثورة" . وتعقد الهيئة الادارية للاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) اجتماعا قرب العاصمة "لاتخاذ القرار النهائي" بشان التعديل الوزاري المصيري لبقاء الحكومة. وفي الوقت الذي يضع فيه رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي آخر رئيس وزراء في عهد بن علي، اللمسات الاخيرة على التعديل الوزاري، واصل آلاف المتظاهرين تجمعهم الاحتجاجي في ساحة الحكومة بالقصبة في العاصمة التونسية. واقام الجيش حاجزا عند احد المنافذ المؤدية الى ساحة الحكومة لمنع مجموعة من اساتذة التعليم الثانوي من الوصول الى ساحة الحكومة للانضمام الى المتظاهرين. وتضغط المركزية النقابية التي قامت بدور كبير في تنظيم الانتفاضة الشعبية التي اطاحت ببن علي من السلطة في 14 كانون الثاني/يناير، بشدة لاخراج وزراء كانوا خدموا في عهد بن علي. وتعقد قيادة المركزية النقابية اجتماعا في فندق بالضاحية الشمالية للعاصمة "لاتخاذ قرار نهائي بشان التركيبة الجديدة" للحكومة الانتقالية. وقال مصدر رسمي لوكالة فرانس برس انه "من المتوقع اعلان التعديل الوزاري بعد ظهر" اليوم الخميس. وبحسب مصدر قريب من الحكومة فان رئيس الوزراء محمد الغنوشي قد يكون مستعدا للتضحية بثلاثة وزراء يتولون حقائب سيادية (الدفاع والداخلية والخارجية) وكانوا اعضاء في اخر حكومة في عهد بن علي. لكن يبدو ان المركزية النقابية تضغط لاخراج وزيرين اثنين آخرين على الاقل، من فريق بن علي يتوليان وزارتين تقنيتين، بحسب المصدر الذي طلب عدم كشف هويته. كما اضرب اساتذة التعليم الثانوي في تونس بدعوة من نقابتهم العامة للمطالبة "باخراج رموز النظام السابق الفاسد من الحكومة" الانتقالية، بحسب ما افاد مسؤول نقابي وكالة فرانس برس. وفي الوقت نفسه، تظاهر آلاف الاشخاص الخميس في شوارع سيدي بوزيد (وسط غربي) مهد "ثورة الياسمين" للمطالبة باستقالة الحكومة الانتقالية التونسية، مرددين "لا لسرقة الثورة، نعم لاسقاط الحكومة"، على ما افاد مراسلو وكالة فرانس برس. وهتف المتظاهرون في سيدي بوزيد "ارحلوا ايها الفاسدون" و"غنوشي الم تفهمنا بعد؟" و"لا تهميش ولا اقصاء ، نحن بلاد الشهداء" و"اوفياء اوفياء لدماء الشهداء". وكانت مدينة سيدي بوزيد شهدت انطلاق الانتفاضة الشعبية التي اسقطت نظام بن علي، اثر اقدام شاب على الانتحار حرقا احتجاجا على مضايقات واهانات تعرض لها من الشرطة البلدية في 17 كانون الاول/ديسمبر الماضي. وتوقف المتظاهرون امام البلدية حيث علقت صور محمد البوعزيزي ثم امام مقر الولاية حيث اقدم هذا الشاب على الانتحار حرقا. وكتب على ملصقات في شوراع المدينة "اهداف الثورة: تعليق العمل بالدستور، تكوين مجلس تاسيسي (لصياغة دستور جديد)، حل مجلس النواب، حل التجمع الدستوري +اللا+ديموقراطي، تشكيل حكومة انقاذ وطني". وتوقفت التظاهرة الضخمة امام قصر العدالة (القضاء) الذي كتب عليه "الثورة ملك الشعب العظيم وليست لاحزاب المعارضة الذين يقدمون الولاء (,,) للتجمع" الدستوري الديموقراطي الحاكم سابقا. وفي الرباط، اعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر الخميس ان افراد النظام التونسي السابق "غير مرغوب فيهم" في كندا حيث لجأ عدد من عائلة زوجة الرئيس المخلوع. بواسطة حسن الفقيه ونجاح المولهي (AFP) تاريخ الخبر - 27 جانفي 2011