*صورة "فرانسيس فوكوياما" "كانت النظرية الأصلية تتمثل في إجراء تحول ناجح إلي الديمقراطية في العراق، علي النمط الغربي، علي أن يخدم ذلك كنموذج أو مثال يحتذي بالنسبة لباقي دول الشرق الأوسط. أعتقد أن الفوضى قد شاعت كلية في هذا الأجندة؛ حيث يقول المعارضون للنظم الحاكمة في إيران وسوريا الآن عندما ينظرون للعراق :"إذا ما كان ذلك هو ما تعنيه الديمقراطية، فإننا نفضل التمسك بما درجنا عليه". "فرانسيس فوكوياما" انضم في هذا الأسبوع؛ لمنتدى أمستردام، واحد من كبار المفكرين العالميين، وهو عالم السياسة الأميركي "فرانسيس فوكوياما" . بزغ نجم "فوكوياما" في أعقاب نشره لكتابه "نهاية التاريخ وخاتمة البشر " والذي أصبح بعده الكاتب الأثير لدي اليمين السياسي في الولاياتالمتحدة. تنبأ "فوكوياما" بأن الديمقراطية الليبرالية الغربية ومبادئ حرية السوق، سوف تصبح النموذج السياسي المهيمن الذي يجرف كل ما عداه. يدعم الفكر السائد في هذا الكتاب الحركة المعروفة باسم "المحافظين الجدد" والتي من بين أفكارها الرئيسة، ضرورة نشر الديمقراطية بأي ثمن، حتى لو استلزم ذلك استخدام القوة. أما الآن، وبصدور كتابه الجديد "أميركا في مفترق الطرق" ،فقد أجري "فوكوياما" تحولا كاملا في موقفه؛ حيث يقول: إن الواقع يشير إلي أن محاولة فرض الديمقراطية علي العراق لم تفرز إلا خرائب مخضبة بالدماء، كما أنها أضرت بشدة، بصورة الولاياتالمتحدة في أنحاء العالم. يبدو بذلك أن واحدا من كبار مهندسي نظرية المحافظين الجدد، قد أعلن وفاة تلك الحركة. ينضم "فرانسيس فوكوياما" لبرنامج منتدى أمستردام في الأسبوع الحالي في أولي طبعاتنا التي نصدرها بالتعاون مع محطة الإذاعة الهولندية. يجري المقابلة مقدم محطة الإذاعة الهولندية. مقتطفات رئيسية هل كان افتقاد المعرفة بما يجري في العراق هو الذي أدي لتدهور الأمور علي هذا النحو؟ "مما لا شك، كان افتقاد المعرفة سببا أساسيا، بل إن خبراء الشئون العربية في وزارة الخارجية الأميركية لم يكونوا علي دراية حقيقية بما كان عليه العراق في عام 2003 .أعتقد أنه كان هناك الكثير من الكبرياء غير المبرر في الطريقة التي خطط بها "البنتاجون" لما بعد الغزو، وأعتقد أنهم قد أعدوا خططهم وفقا لأكثر السيناريوهات وردية من حيث إمكانية وقوع تحول سلمي إلي حد كبير نحو الديمقراطية، بل إنهم لم يعدوا إلا القليل من الخطط للسيطرة علي السلب و النهب والفوضى المدنية، التي عادة ما تنشأ في هذه الظروف.لم يكن لديهم حتى الموارد الكافية ولو نسبيا ليس فقط من حيث القوات التي تحفظ السلام، وإنما أيضا الموارد اللازمة لإعادة إعمار العراق. حول عدم أمانة إدارة بوش بشأن تهديد الإرهابيين في العراق بشن الجهاد : "لقد كانت هناك مبالغة حول حجم التهديد الذي يشكله الإرهابيين الجهاديين بصورة حاولت بها الإدارة الأمريكية الربط ما بين "صدام حسين" و أحداث الحادي عشر من سبتمبر وأعتقد أنه أصبح من المعروف علي نطاق واسع، الآن خطأ ذلك الزعم. يعتبر ذلك المجال بالتحديد هو ما يكشف عن اعتبار حكومة "بوش" مذنبة في تهمة عدم الأمانة. يكشف استطلاع حديث للرأي العام أن حوالي 70% من الجنود الأميركيين الذين يحاربون في العراق، يعتقدون أنهم ينتقمون لأحداث الحادي عشر من سبتمبر ". ما مصير فكرة اعتبار العراق الأولي في مشروع نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط ؟ تمثلت النظرية الأصلية تتمثل في تحقيق تحول ناجح نحو الديمقراطية علي النمط الغربي في العراق، وأن ذلك سيمثل نموذجا، ومثالا يحتذي بالنسبة لباقي دول الشرق الأوسط .أعتقد أن الفوضى قد شاعت كلية في هذه الأجندة ، يقول المعارضون للنظم في إيران وسوريا الآن، عندما ينظرون إلي العراق :"إذا ما كان ذلك هو ما تعنيه الديمقراطية، فإننا نفضل التمسك بما درجنا عليه ". لن يكون تغيير النظام قسريا عل النمط الذي شهدناه في العراق، هو الأداة المناسبة تماما لتعزيز الديمقراطية. لقد أثار ذلك التغيير القسري، رد الفعل المعاكس الكبير الذي نراه والذي يصعب جدا التحكم فيه. تمثلت الأدوات التي درجنا علي استخدامها من قبل في أدوات "القوة المعتدلة " مثل مراقبة الانتخابات و دعم منظمات المجتمع المدني وتعزيز حرية وسائل الإعلام ". ما هو ردك علي الغاضبين عليك لتغيير موقفك ؟ "أعتقد أن السؤال هو: هل من الأفضل التمسك ببساطة بموقف، دحضته الحقائق علي أرض الواقع ؟ لا أري أفضلية لذلك . فيما يخص موقفي، لم يحدث أن غيرت موقفي في اللحظة الأخيرة. كنت أعلم أن تلك الحرب لن تجدي، حتى قبل أن تحدث بالفعل، لكن حتى لو غيرت رأيك بعدها بعامين استجابة للحقائق التي أفرزها الواقع، فإنني لا أدري ما هو الشيء الفظيع في ذلك؟ ". تقرير: آندي كلارك إذاعة هولندا العالمية ترجمة:عنان أحمد