راهنت الحكومة التونسية، أمس، على تحسن الوضع الأمني فعمدت إلى التخفيف مجددا من حظر التجول، لكنها تبقى متيقظة في مواجهة وضع أمني واجتماعي لا يزال مضطرباً بعد 3 أسابيع من سقوط نظام زين العابدين بن علي . في المقابل، رفعت بريطانيا توصياتها بعدم السفر إلى تونس وأعربت الحكومة التونسية الانتقالية عن ارتياحها لهذا القرار بالقول “ما زلنا في البداية . . لكن بريطانيا تعتقد أن هذه الأعمال مشجعة” . ومساء الجمعة، كانت الحياة قد عادت إلى طبيعتها في تونس وخصوصا على جادة الحبيب بورقيبة . وفي أسفل الجادة كانت دبابات للجيش لا تزال منتشرة أمام مقر وزارة الداخلية لكن رشاشاتها كانت مغطاة . ولا يزال عشرات الشباب يسيرون على الجادة ويرفعون شعارات مناهضة للتجمع الدستوري الديمقراطي الذي كان يتزعمه حزب بن علي لكنهم يعودون أدراجهم عندما يشاهدون الدبابات . والوضع داخل البلاد لا يزال غير مستقر، فقد تظاهر مئات الأشخاص أمام دائرة الشرطة في سيدي بوزيد (وسط) بعد وفاة شخصين كانا معتقلين فيه . وأفاد شاهد عيان ل”فرانس برس” أن 3 سيارات للشرطة أحرقت . ويقول وزير الداخلية فرحات الراجحي إنها جريمة قد يقف أنصار النظام السابق وراءها . وكشف الراجحي، النقاب عن أن عدد أفراد قوات الأمن التونسية (شرطة وأمن درك) “لا يتجاوز أبدا ال50 ألف فرد”، وذلك خلافا لما كانت المنظمات الحقوقية تردده . وقال في حديث بثته القناة التلفزيونية التونسية “نسمة” مساء الجمعة، “كنت أعتقد أن عدد أفراد الأمن التونسي كبير جدا، وطلبت من المعنيين مدي بالرقم الصحيح، فكانت المفاجأة حيث وجدت هذا العدد في حدود 49 ألفا وبضع مئات فقط، وأتحدى منذ اليوم أن يقول أحد عكس ذلك” . وتواجه الحكومة استياء اجتماعيا في مناجم الفوسفات في قفصة (وسط غرب) التي توقف العمل فيها بسبب تجمع أشخاص يطالبون بوظائف . وذكرت صحيفة “التونسية” الالكترونية أن 4 من مثيري الشغب في مدينة بوحجلة التابعة لمحافظة القيروان (وسط) أصيبوا بجروح ونقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج، بعدما أطلقت عليهم وحدات من الجيش الرصاص لمنعهم من مواصلة “أعمال شغب وفوضى” في المدينة . وقالت إن الشبان أضرموا النيران في منزل وسيارة نائبة رئيس بلدية بوحجلة وتدعى حميدة غيضاوي المنتمية إلى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي، بعد أن أقنعت فريقا من تلفزيون “حنبعل” الخاص بالتراجع عن تصوير برنامج حول المدينة ومشكلاتها الاجتماعية والاقتصادية . وفي حين واصل 12 عضوا في البرلمان الأوروبي، أمس، مهمتهم في تونس لتقديم الدعم، أعرب الحزب الاشتراكي الفرنسي عن “تأييده للقوى الديمقراطية المساهمة في بناء تونس الجديدة” . وأكدت فرنساوتونس، مساء الجمعة، “عن تبديد سوء التفاهم” حول ثورة الياسمين ووعدتا بإرساء أسس تعاون جديد من اجل الانتقال الديمقراطي وذلك في اللقاء الثنائي الأول بين البلدين بعد خلع زين العابدين بن علي . وبعد عدة اتصالات هاتفية، استقبلت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري نظيرها التونسي الجديد أحمد عبدالرؤوف ونيس في جلسة عمل حول مائدة الغداء . وفي لقاء صحافي مشترك بعد لقاء ونيس قالت اليو ماري إنها “سعيدة بان أول زيارة ثنائية يجريها ونيس بعد تعيينه هي إلى فرنسا” . وقالت إن “الفرنسيين معجبون بالتصميم الهادئ والسلمي لشعب برمته قرر أن يأخذ مصيره السياسي بيده، بعد أن اخذ مصيره الاقتصادي بيده في فترة أخرى” . (وكالات) _ 6 فبراير 2011