لازالت الاحتجاجات الصاخبة والاشتباكات العارمة تمتد لتشمل العديد من الدول العربية وتنذر الحكام الذين حكموا شعوبهم قهرا بالرحيل. فاليمن يعرف موجة من الغليان الشعبي الذي أربك النظام ولم تجد محاولاته نفعا ولم تثني إصلاحات الرئيس المزعومة وطمأنة الشباب بالتوظيفات التي وعد بها الرئيس اليمني والتي بلغت حسب تصريحه إلى ستيين ألف منصب. وهكذا تحولت اليمن إلى مسرح يعيش على صفيح ساخن بين المعارضة التي تطالب الرئيس بالرحيل وبين زبانيته التي تنادي بعكس ذلك.وفي خضم الاحتدامات والاشتباكات أكد مراسل الجزيرة احمد الشلفي ان ما يربو على ثلاثمائة شخص استمروا في التظاهر لليوم الخامس على التوالي بمنطقة الرباط المتواجدة وسط صنعاء.كما شملت الاحتجاجات والتظاهرات مدينة عدن وكذا مدينة البيضاء التي زخرت بمئات المحتجين المناهضين لحكم الرئيس اليمني حيث يلحون على رحيله وتنحيته.ولم تنج مدينة تعز أيضا من لهيب الاضطرابات والاحتجاجات الشعبية. كما أكدت وكالة يونايتد بريس عن مصدر مسؤول أن الاشتباكات لاتزال مستمرة في المنصورة وان مئات المحتجين يقومون بقطع الطرق ويرشقون قوات الأمن بالحجارة. وقد تمت مواجهة هذه التظاهرات بالقمع وتنكيل المحتجين حيث تمت مقاومتهم من لدن البلطجية اليمنية التي سلحها النظام فاستخدمت الحجارة والعصي والخناجر.و للاشارة فان هؤلاء يقومون بالاعتصام في ميدان التحرير القريب من الجامعة. وكذا من طرف قوات الأمن التي اعتدت على ثلاثة صحفيين خلال مواجهات أمام مبنى جامعة صنعاء معقل الحركة الاحتجاجية الطلابية..كما نشير في هذا السياق إلى أن المئات من الموظفين الحكوميين قاموا باعتصام أمام مبنى وزارة العدل للمطالبة باستقلال القضاء وإقالة المجلس الأعلى وطالب آخرون بالتعجيل في صرف مستحقاتهم المالية. وككل نظام دكتاتوري فاشل لا يؤمن بحرية الشعوب التجأت قوات الأمن في خضم هذه التظاهرات إلى استخدام الأسلحة الرشاشة وخراطيم المياه والحجارة لتفريق المتظاهرين وثنيهم عن مطالبهم المشروعة سيما في المنصورة بعدن حيث اشتبك المئات من المتظاهرين مع قوات الأمن الذين حاولوا تفرقتهم بالقوة.كما اقتحم مئات من الشباب مبنى السلطة المحلية وإحراق أربعة سيارات تابعة لها.وأمام هذا الوضع تواصل قوات مكافحة الشغب استخدام أعيرة تحذيرية وغازات مسيلة للدموع. لقد دقت ساعات الحسم لمحاسبة الأنظمة العربية الفاسدة التي حكمت فيها الشعوب بقبضة من حديد بمعية أزواجهم وأولادهم وحفدتهم. و لم تخلف إلا البطالة والفقر والتهميش وتفشي الأمراض والجهل وانتشار الأمية وتناسل العاهات المجتمعية المستدامة التي لا يمكن جبرها إلا بعد سنوات وسنوات.فتسونامي الثورة ماض يحصد هذه الأنظمة ويهزم الطغاة المستبدين. ولن يستطيع نظام فاسد إيقافه عن زحفه العظيم ولا التصدي له.فنظام تونس هوى وسقط في غضون ثلاثة وعشرين يوما. ونظام الديكتاتور المصري أسقطه الشعب في ثمانية عشر يوما حيث كانت ثمانية ملايين مصري ومصرية كافية للإطاحة به نيابة عن شعب عظيم تبلغ نسمته ثمانية وثمانين أي بمعدل عشرة بالمائة والباقيات تأتي.