قال الرئيس الامريكي باراك اوباما يوم الخميس ان من الحتمي ان يترك الزعيم الليبي معمر القذافي السلطة وعندها فقط يمكن للتحول الديمقراطي في ليبيا ان يمضي قدما. وجاءت تعليقات اوباما ضمن خطاب في واشنطن بشأن سياسة ادارته في الشرق الاوسط الذي يشهد هذا العام سلسلة انتفاضات اطاحت برئيسي تونس ومصر كما تندلع انتفاضة في ليبيا منذ ثلاثة اشهر. وقال اوباما "الوقت ليس في صالح القذافي. لا سيطرة له على بلده. شكلت المعارضة مجلسا انتقاليا مشروعا وجديرا بالثقة." واضاف "حين يغادر القذافي حتما او يرغم على ترك السلطة ستنتهي عقود من الاستفزاز ويمكن لتحول ليبيا الى دولة ديمقراطية ان يمضي قدما." وقال "لو لم نتحرك مع حلفائنا في حلف شمال الاطلسي والشركاء الاقليميين في الائتلاف لكان الالاف قتلوا. كانت الرسالة ستصبح واضحة.. احتفظ بالسلطة مهما كان عدد من ستقتلهم من أجل ذلك." وتتفق تعليقاته مع تصريحات الامين العام لحلف الاطلسي اندرس فو راسموسن الذي قال يوم الخميس ان الضغط العسكري والسياسي يضعف قبضة القذافي على السلطة وسيطيح به في نهاية الامر. وبموجب تفويض من الاممالمتحدة لحماية المدنيين في ليبيا تنفذ دول حلف الاطلسي وبينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربات جوية منذ استخدم القذافي القوة لقمع انتفاضة استلهمت الانتفاضتين في تونس ومصر. وتسيطر المعارضة المسلحة على شرق ليبيا وجيوب في الغرب لكن الجمود خيم على الصراع من الناحية العسكرية مع توقف محاولات المعارضة للتقدم الى العاصمة طرابلس معقل القذافي. وجعل ذلك الحكومات الغربية التي تتعرض لضغوط من الرأي العام المتشكك كي تحقق نتيجة حاسمة تعول على انهيار حكومة القذافي من الداخل. وقال راسموسن في مؤتمر صحفي في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا "قللنا الى حد بعيد قدرة آلة القذافي الحربية ونحن الان نرى نتائج.. المعارضة كسبت أرضا. "سنواصل بقوة الضغط العسكري على نظام القذافي وأنا واثق من ان مزيج الضغوط العسكرية القوية والضغوط السياسية المتزايدة ودعم المعارضة سيؤدي في النهاية الى انهيار النظام." ومن ناحية أخرى نفت الحكومة الليبية شائعات مستمرة عن مغادرة زوجة القذافي وابنته وشكري غانم رئيس مجلس ادارة المؤسسة الوطنية للنفط وهو رئيس وزراء سابق البلاد. لكن رغم تردد هذه الانباء منذ أيام لم يقدم المسؤولون الليبيون دليلا على أماكن وجود الثلاثة مما أثار تساؤلات جديدة بشأن قدرة القذافي على الحفاظ على تماسك الدائرة المقربة منه تحت وطأة هجمات حلف شمال الاطلسي والضغط الذي يتعرض له للاستقالة. وكان مصدر أمني تونسي ومصدر في المعارضة الليبية على صلة بالدائرة المقربة من القذافي قد قالا ان صفية زوجة القذافي وابنته عائشة موجودتان في جزيرة جربة بجنوب تونس قرب الحدود مع ليبيا. وقال مسؤولون في المعارضة الليبية وكذلك مصادر رسمية في تونس لرويترز ان غانم ترك ليبيا عبر تونس لكن مكانه الحالي غير واضح. وقال خالد كعيم نائب وزير الخارجية الليبي وأحد المتحدثين الرئيسيين باسم الحكومة لرويترز في طرابلس "شكري غانم في منصبه يؤدي مهام عمله. وان كان خارج البلاد فسيعود." وأضاف كعيم "بالنسبة لاسرة الزعيم.. فهي لا تزال هنا في ليبيا. أين يمكن ان تكون.." وقال راسموسن انه ليست لديه معلومات عن أن زوجة القذافي وابنته وغانم قد فروا. ومن المرجح أن تؤكد القوى الغربية تصميمها على مواصلة الضغط على القذافي حين يجتمع رؤساء الدول من مجموعة الثماني يومي 27 و28 مايو ايار في منتجع دوفيل الفرنسي. من جوزيف لوجان وباتريشيا زنجيرل Reuters 19 ماي 2011